هادي سراج الدين يكتب: "مهرجان الجونة" كيف تمسح بلاط البلد ببعض الفنانين؟!

مقالات الرأي

هادي سراج الدين
هادي سراج الدين


لا أفهم عن السينما والفن شئ ، ولم أتعلم كيف امسح بلاط المجتمع ببعض الفنانين كي انتقدهم وأقدم أسوأ ما فيهم للجمهور . ولم أجد فرصة منذ بداية عملي في مهنة صاحبة الجلاله لأتعلم كتابة  أخبار الدراما والسينما ـ

فكل ما يربطني بهذا المجال هو القراءة والترقب فحسب . وهنا أثناء المتابعة كقارئ ومشاهد هذه المرة وجدت إساءة بالغة السمعه لتاريخ الفن والإبداع على مسرح  مهرجان الجونة السينمائي ، الذي تخيلت إنجازه وحفاوة نجاحه قبل إنطلاقه بأيام . لكن دعوني أعترف لكم بحماقة خيالاتي وتصوراتي .. التي جعلتني من الآن فصاعداً  أضع من أمامي كاذباً بنسبة لا يقل مقدارها عن 90% حتى يتبين الصدق من عدمه . 

أدرك رجل الأعمال نجيب ساويرس هو واسرته الصغيرة ان أشعة الشمس لم تعد تتساقط على أعمدة إستثماراته في مصر ، ولم يجد أوركسترا من الوزراء تعزف له ألحان وأنغام إنجازاته الصناعية والتجارية ، وتخيل في لحظة انه يستطيع السيطرة على مقدرات أمور البلد وأعتكف مع حاشيته على رسم خريطة جلوسه رئيساً للحكومة ! 
والآن بعد ان فشلت طموحه كلها راح ينظم مهرجاناً سينمائي إسمه مهرجان الجونة السينمائي ، ظننت وقتها ان الرجل يريد ان ينشط السياحة في بلده وربما سأفكر عنه بطريقة إيجابية هذه المرة ، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ـ فعندما تشاهد حفل المهرجان ستجد تسويق إستثماري لقريته السياحية "الجونة" في الغردقة وليس تسويقاً لسياحة بلد بأكملها – وعندما تتوازى عيناك على شاشات التلفاز لمشاهدة وأستماع عروض المهرجان سنجد إعلاناً مدفوع الأجر يُمثل فيه بعض الفنانين على خشبة المهرجان ، تعمد مخرجه إهانة تاريخ الفن والإبداع في مصر .. فلم أجد فناناً أو فنانة صعدت على خشبة المسرح الا ومجدت في  ساويرس وعائلته وأختتمت حديثها بجمله قصيرة عابره عن مصر . حتى الزعيم عادل إمام نفسه ذكراسم ساويرس وعائلته أثناء تسلم جائزته أكثر من 32 مره ، فربما الزعيم أراد مغازلة العائلة  لمصالح لا يعلمها إلا الخالق! 

وعلى قدر حدث لمهرجان سينمائي رفيع كهذا لم يدرك مخرجيه والمسئولين عن تنظيمه إختيار مقدم ومذيع لديه مهارة  فن مخاطبة الجمهور واحترافية الإرتجال والفكاهة ، فأطلوا علينا بالفنان أحمد فهمي الذي ظهر مرتدياً ببدلة بيضاء وفيونكه سوداء ، تعمد أثناء وقوفه على خشبة المسرح إهانة فنانين عظماء ظناً منه بأن "دمه خفيف" ، وهو دمه جميل الصراحة! 

وأبرز إهانته كانت من نصيب الهضبة عمرو دياب عندما أفترش فمه على مصرعيه مبتسماً  يقول "الفنان عمرو دياب اعتذر النهارده يجي المهرجان عشان بيحضر لأغنية جديدة عن طرق التفكير في علم الفلك والأبراج"! . ، فعاليات المهرجان لازالت مستمرة ونار الغضب تشتعل في جسدي وشرارة اللهب تقفز من عيني كلما أرى مشهداً أو تعليق من فنان ، الا انه بصعود أحمد الفيشاوي على المسرح أطفئ كل هذه النيران عندما أختتم كلمته بسخرية متعمده "أيه الخرا ده "!