دراسة.. الإفراط في "الكالسيوم" يسبب اضرارًا بالغة للعظام

الفجر الطبي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


من الممكن أن تكون هذه الدراسة صادمة للكثيرون وهي أن زيادة نسبة الكالسيوم في الجسم تسبب أضرارًا كبيرة للعظام وتعدد صحة القلب والشرايين وهذا حسب ما أثبتته دراسات عديدة وأبحاث علمية حديثة.
 
فعلى الرغم من أن الكالسيوم مفيد جدًا للعظام ويساهم في تقويتها وبناء عضلاتها إلا أنه كثرة الإفراط فيه يسبب نتائج عكسية وتضر العظام بشكل كبير. لذلك حذرت الدراسات العلمية الحديثة التي أجريت مؤخرًا بالإقلال من تناول منتجات الألبان الغنية بنسبة عالية من الكالسيوم مثل البيض والحليب والجبن والزبادي. حذرت من تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم في شكل حبوب وأقراص دوائية بصفة مستمرة لأنها تشكل خطراً أكبر على القلب وتسبب تصلب الشريان التاجي وانسداد الأوعية الدموية.
 
أجريت دراسة بريطانية تحت إشراف الدكتور النيوزلندي "مارك بولاند" وتم نشرها في المجلة البريطانية الطبية ونقلها الموقع الألماني "فوكوس" وكان العنوان أن زيادة الكالسيوم قد تسبب أضرار للعظام وأنها ليست مفيدة كما يعتقد البعض.
 
بذلك تكون هذه مفاجأة غريبة جدًا للكثير لأنهم يعتقدون أن زيادة الكالسيوم قد تفيد في تقوية بنية العظام والعضلات وتمنع هشاشة العظام. لكن بعد الفحوصات التي أجراها الدكتور النيوزلندي "مارك بولاند" والتي يبلغ عددها 59 تجربة وفحص علمي قد شارك فيهم حوالي 14 ألف مشارك خضعوا لاختبارات تأثير الكالسيوم الزائد في عظامهم.
 
بعد ظهور النتائج قد أثبتت هذا الدراسة البريطانية أن العظام لا تستفيد إلّا بنسبة أقصاها 1.8 %فقط مهما كانت قيمة جرعة الكالسيوم المتناولة. أن النسبة الزائدة من الكالسيوم قد تضعف العظام وتؤثر عليه تأثيرًا سلبيًا.
 
أثبتت أبحاث علمية جديدة أن الإفراط في الكالسيوم وزيادته في الجسم قد تسبب ترقق العظام والعضلات وتسبب أيضا هشاشة وضعف للعظام مما تؤدي إلى كسرها وضمورها. ذلك بعد أن أشاروا الباحثين أن زيادة نسبة الكالسيوم في الجسم قد تعيق عملية امتصاص الجسم لفيتامين "د" الهام جدا للعظام. يتحكم الكالسيوم أيضًا في الهرمون الدريقي وهرمون الكالسيتونين المفرز من الغدة الدرقية وجميع هذه الهرمونات قد تفيد العظام بشكل كبير.
 
كشفت العديد من الدراسات العلمية الحديثة أن الإكثار من تناول المكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم قد تهدد صحة القلب وتعرضه للخطر. من أبرز هذه الدراسات هي دراسة أمريكية قد تم إجرائها في "جامعة ايموري الأميركية" تحت إشراف أستاذ الأمراض القلبية "لسلي شو" بمشاركة عشرة آلاف شخص على مدى 15 سنة.
 
اكتشفوا وجود كميات كبيرة جدًا من الكالسيوم في الشرايين وقد تجمعت هذه الكميات على فترات طويلة جدًا وهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكالسيوم في الشرايين مهددين بالوفاة وتجمع هذا الكالسيوم في الشرايين قد تسمح لهم بتحديد فرص بقائهم على قيد الحياة. هذا مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع نسبة الكالسيوم في الجسم. حذرت هذه الدراسة الأمريكية بعدم تناول حبوب الكالسيوم بكثرة لتأثيرها يكون أكثر من تناول المصادر التي تحتوي على عنصر الكالسيوم.
 
هناك دراسة أمريكية حديثة أخرى أجريت في "جامعة جونز هوبكنز الأميركية" وقالت إن الأشخاص الذين يتناولون حبوب الكالسيوم أي المكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم قد تعرضهم ازدياد تراكم الترسبات الضَّارة لهم في شرايينهم وهذا قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية المفاجئة.
 
حذر الباحثون من الإفراط في تناول مكملات الكالسيوم ولكنهم يمكن أن يحصلوا عليه من مصادره الغذائية وبنسب محددة مثل منتجات الألبان والخضروات الورقية والعصائر وقالوا: "تراكم ترسبات الكالسيوم في الشرايين يؤدي إلى تدفق الدم فيها. ما يزيد من خطر النوبة القلبية".