بعد رحيلها.. "الفجر" تنشر رحلة أسمن امرأة في العالم مع عذاب السمنة

تقارير وحوارات

إيمان عبدالعاطي
إيمان عبدالعاطي



بعد رحلة طويلة وشاقة مع علاج مرض السمنة التي تعاني منه إيمان عبد العاطي المعروفة إعلاميًا بأسمن امرأة في العالم، لفظت آخر أنفاسها صباح اليوم الإثنين، نتيجة لصدمة إنتانية مع اختلال وظائف أعضاء الجسم بما في ذلك الفشل الكلوي.
 
بداياتها مع السمنة
إيمان عبد العاطي ذو الـ36 عامًا، المعروفة إعلاميًا بأسمن امرأة في العالم، صاحبة وزن 500 كيلو جرام، ولدت بوزن 5 كيلوجرامات، وحال وزنها الزائد من إكمال دراستها لتتوقف عند نهاية المرحلة الابتدائية، وبدأت لا تقوى على الوقوف على قدميها وهي في سن 11 عامًا.
 
ومنذ ذلك الحين، لم تخرج من المنزل، وأصبحت تمشي على ركبتيها، ثم أصيبت لاحقا بالتهاب في الركبة، إلى أن وصلت إلى مرحلة العجز التام عن الحركة.
 
وتعاني إيمان من "داء الفيل"، وهو خلل في الغدد وانسداد في الأوعية الليمفاوية، يتسبب في إفراز كميات هائلة من المياه تتجمع بالجسم وتسبب زيادة الوزن، الأمر الذي جعلها لا تغادر المنزل منذ 25 عامًا.
 
رحلتها في الهند
وفي فبراير الماضي، غادرت إيمان عبد العاطي أسمن امرأة في العالم، مدينة الإسكندرية في مصر إلى مدينة مومباي في الهند، على متن طائرة أعدت خصيصا لها، لتلقي العلاج من السمنة التي تعاني منها منذ سنوات.
بعد فترة قصيرة في الهند تم إجراء جراحة لإنقاص الوزن، وقيل إنها خسرت 150 كيلوجرام من وزنها دفعة واحدة، وأنها تستطيع الحركة حتى وإن لم تكن تستطيع القيام من السرير بعد.

كما أشار الطبيب المعالج أنه تمت إزالة 75% من معدتها وأصبح وزنها الآن 350 كيلوجرام، مع اتباع نظام غذائي صارم من السوائل فقط، تتكون من البروتين المخلوط بحوالي 200 مللي من لبن الصويا عديم المذاق، بجانب 45 مللي من الدهون الثلاثية سلسلة المتوسطة، والتي تعد من البدائل المدعمات الغذائية لغير القادرين على الهضم أو امتصاص الدهون.
 
إلا أنه سرعان ما حدث ما لم يكن متوقع، حيث وقعت مشاجرة بين عائلتها، والطبيب الهندي المعالج لها، وتبادلا الطرفين الاتهامات فيما بينهم، حيث قالت شيماء شقيقة اسمن امرأة في العالم، أن إيمان لم تفقد 262 كيلو في شهرين، وأن وزنها لم ينقص سوى أكثر من 60 أو 70 كيلو، ومعظمها مياه متجمعة في جسدها ليس دهون.
 
خطاب لوزارة الخارجية
الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، أرسلت عائلة أسمن امرأة في العالم، استغاثة لوزارة الخارجية للتدخل من أجل عودة إيمان بعد تهديدها من جانب الأطباء بالطرد من الهند، وكذلك تناشد باستغاثة ملحة لوزارة الصحة من أجل استكمال علاجها.
 
سفرها للإمارات
وفي مايو الماضي، وصلت إيمان إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة تتبع مصر للطيران، ورافقها خلال رحلتها فريق طبي كامل من مستشفى برجيل بأبوظبي، بالإضافة إلى شقيقتها شيماء.
 
انتقال إيمان إلى أبوظبي جاء عقب الجدل حول علاجها في المستشفى الهندي، بعدما نشرت شقيقتها شيماء فيديو على صفحتها في الفيسبوك، اتهمت فيه الطبيب والمستشفى الهندي بالخداع، وقالت إن حالة شقيقتها غير مستقرة، وأن المستشفى يستغل وجود إيمان لتحقيق شهرة له، وأن شقيقتها لم تفقد نصف وزنها، الأمر الذي نفاه الطبيب والفريق الطبي.
 
وبعد نحو شهرين من العلاج في الإمارات قالت شيماء عبدالعاطي شقيقة إيمان إن حالتها الصحية تحسنت بنسبة كبيرة تصل إلى 50%، بعد تواجدها فى أبو ظبي لأكثر من 50 يومًا.
 
وأكدت أن إيمان استطاعت تحريك قدميها واستخدام ذراعيها في تناول الطعام والشراب، بجانب تمكنها من الجلوس في السرير الطبي المخصص لها، وأيضًا كرسيها المتحرك.
 
رحيلها
وبعد معاناة ورحلة طويلة شاقة مع السفر والعلاج، أعلنت إدارة مستشفى برجيل الإماراتية عن وفاة إيمان، اليوم، الإثنين، في الساعة 04:35 صباحًا بتوقيت الإمارات، نتيجة لصدمة إنتانية مع اختلال وظائف أعضاء الجسم بما في ذلك الفشل الكلوي، بحسب صحيفة "الإمارات اليوم".
 
وقالت المستشفى إن إيمان كانت تحت إشراف فريق طبي يضم أكثر من 20 طبيبًا من مختلف التخصصات، تمكنوا بنجاح من تحسين حالتها الصحية منذ وصولها إلى الدولة ولكنها استسلمت لحربها ضد مرض السمنة، ولفظت أنفاسها الأخيرة في وقت مبكر من صباح اليوم.