محمد سعيد يكتب : لا تظلموا ازارو .. واسألوا صلاح !

ركن القراء

بوابة الفجر


متفق تماماً مع الاغلبية فى ان ازارو ليس على المستوى المطلوب امام المرمى او بصيغة اخرى ليس هو المهاجم الهداف ، وان ذلك قد اتضح جلياً خلال بعض لقاءات الاهلى بالبطولة العربية ، وخلال الجولة الاولى من بطولة الدورى العام امام طلائع الجيش ، أيضاً قد ظهر هذا الأمر وبشدة خلال مواجهتى ذهاب واياب الدور ربع النهائى من دورى ابطال افريقيا امام الترجى والتى تفنن خلالها المهاجم المغربى الدولى وليد ازارو فى تضييع الفرص تلو الاخرى ، ولكن اذا نظرنا لنصف الكوب الممتلىء نجد ان ازارو هو أحد ابطال هذا التأهل التاريخى للاهلى لما لا وان اللاعب الشاب قد تسبب فى هدف الاهلى الاول امام الترجى الذى جاء من ركلة جزاء من ركلة جزا بأقدام عبدالله السعيد فى لقاء الذهاب ببرج العرب اثر العرقلة التى تعرض لها مهاجم اسود الاطلس داخل منطقة جزاء الفريق التونسى ، كما تمكن نفس اللاعب من احراز ثانى اهداف هذا اللقاء الذى انتهى بالتعادل الايجابى بهدفين لكل فريق .

عزيزى القارىء ليس هذا فحسب ، بل ان ازارو كان احد اهم المفاتيح الهجومية للاهلى ، فإذا نظرنا لارقام ازارو نجد انه كان اكثر لاعبى الفريق الاحمر وصولا لمرمى الفريق الخصم بأكبر قدر ممكن من الهجمات الخطيرة ومن اكثر اللاعبين صناعة للفرص الخطيرة لزملائه ، والمفاجأة التى ادهشتنى أكثر هى قدرات اللاعب المغربى البدنية والتى تتمثل فى ثلاث عوامل رئيسية هى السرعة الكبيرة التى يتمتع بها والوفرة الكبيرة فى مجهوده البدنى والتحركات الايجابية ، فالعامل الاول هى ميزة كبيرة تصب فى مصلحة الجهاز الفنى للاحمر الاهلاوى بقيادة حسام البدرى والذى قد تمكن البدرى فى اشراك اللاعب فى مركز اخر للاعب بجانب مركز المهاجم الصريح ، إذ ان البدرى قد يشرك اللاعب فى مركز الجناح الايمن كى يستفيد من تلك السرعة الهائلة للاعب وبالتالى يكون للبدرى حرية فى استخدام اللاعب فى مركز من المركزين فى وقت من اوقات اى لقاء مستفيداً من تلك المرونة التكتيكية التى قد يصنعها البدرى لنفسه ويستخدمها بشكل ايجابى جدا لفريقه حسب مجريات اللعب ، اما العامل الاخر هو تحركات اللاعب الايجابية سواء فى نصف ملعب الفريق الخصم او داخل منطقة الـ18 وهو الامر الذى يمكنه وبشكل كبير فى صنع العديد من الفرص الخطيرة لنفسه او لزملائه ، وهو الامر الذى يجب وان يؤخذ وبعين الاعتبار لان خطورة اى مهاجم امام اى مرمى تكمن فى تحركاته .

وإذا كانت العديد من جماهير القلعة الحمراء تضع ايديها على قلوبها اثر تسرب القلق الكبير لديها من حالة العقم التهديفى للاعب والارتباك الذى يصيب النجم المغربى الشاب دائماً امام مرمى الخصوم الامر الذى يضيع على الاهلى اسهل الفرص التهديفية ، فعليها ان تنظر الى النجم المصرى الكبير محمد صلاح ، فلاعب ليفربول الحالى كان دائماً ما يبرع فى إضاعة اسهل الفرص امام المرمى فى بداياته سواء مع بازل او تشيلسى ، بل وان هذا الامر كان احد العوامل الاساسية فى رحيله عن البلوز ، إلا ان النجم المصرى صاحب الـ 25 عاماً قد طور من نفسه كثيراً فيما يتعلق بهذا الجانب ، وذلك على الرغم من انه لم يقم بإصلاح هذا الامر بنسبة 100% حتى الآن ، إلا ان ما يزيد من بريق تلك الجوهرة المصرية هو صنع العديد من الفرص التهديفية المؤكدة والوصول الى مرمى اى فريق مهما كانت قوته بفضل سرعته الكبيرة وتمركه الرائع ، وهو الامر الذى قد ينطبق على ازارو وفقا ما شاهدناه من بعض تلك اللمحات المشابهة بعض الشىء ، والدور الاكبر الآن على تطور اللاعب المغربى من ناحية العامل التهديفى يقع على عاتق الجهاز الفنى للاهلى سواء عن طريق زيادة الحصص التدريبية للاعب ، وتوجيه المزيد من النصائح والتعليمات الفنية ، وعقد بعض الجلسات النفسية له حتى لا يتحول الامر ليصبح بمثابة العقدة النفسية للاعب صغير ينتظره مستقبل واعد قد يتأثر سلباً بعدم الصبر الجماهيرى ، ولعل الكرة الخطيرة التى تحصل عليها اللاعب والتى مكنته من الانفراد بحارس الترجى معز بن شريفية والتى كادت ان تكون بمثابة رصاصة الرحمة التى اصابت الترجى وتقتل المباراة تماماً شاهدة على ذلك ، وفى نظرى ان السبب الرئيسى فى ضياع تلك الفرصة الخطيرة هو الضغط النفسى الذى يمر به اللاعب .

وفى نهاية هذا المقال اطالب جماهير الاحمر بالصبر ثم الصبر على لاعب واعد شاب لايزال بعمر الـ 22 عاماً فقط لان الافضل منه لم يأتى بعد ، وانتظروا موهبة فذة فى الطريق ، فالصبر دائماً ما كان مفتاحاً لانفجار العديد من المواهب الهجومية ، ولعل فلافيو ، وأحمد فيليكس ابرز الشواهد على ذلك .