عرض من تشيلي يثير جدلا في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي

الفجر الفني

أرشيفية
أرشيفية


أثارت المسرحية التشيلية "المرأة الدجاجة"، الذي يعرض في إطار فعاليات الدورة 24 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة الدكتور سامح مهران، حالة من الجدل بين المعنيين بالمسرح.

 

و"المرأة الدجاجة" عرض تعبير حركي يوثق لقصة حقيقية حدثت في مدينة كولينا بتشيلي ويتناول واقعة أم حبست ابنتها في قفص دجاج لمدة 20 عاما، ومن خلال هذه القصة حاولت المخرجة أن تعكس ما كان يدور بنفس الأنثى من أسى وحزن أو اضطهاد أو حتى أحلام وفرح، وتم ذلك من خلال خلق شخصية ثالثة بالإضافة للأم وابنتها ترمز لذات الأنثى المحبوسة.

 

"فيكي لارين" تعتبر الشخصية الأبرز في العرض فهي مؤلفته ومخرجته وقائدة الفرقة ، وتلعب دور الأم المحوري في ذلك العرض؛ حيث اصطحبت جمهورر المسرح في رحلتها من خلال كلمة ألقتها في المايك أمام الجمهور حكت فيها قصة العرض وأكدت أنها تتوقع ألا ينال العرض إعجاب الكثيرين لكنها راضية عنه على كل حال؛ ما أثار ضحكات الجمهور؛ ثم أمرت بتشغيل الموسيقى وبدء العرض.

 

وباستطلاع آراء الجمهور سادت حالة جدل كبيرة حول العرض، فقال الكاتب المسرحي يوسف مسلم إن العرض يعد اسقاطا تاريخيا على حكم بيونشيه القمعي في تشيلي في فترة السبعينات من القرن الماضي؛ ذلك الجنرال الذي أقام معتقلا ضخما في مدينة كولونيا (مسرح أحداث العرض) ضم أغرب آلات وطرق التعذيب، فحبس الفتاة داخل قفص دجاج من قبل الأم أمر يضاهي غرابة ذلك المعتقل، فالعرض يشير إلى كافة أشكال القمع في تشيلي ومن بينها القمع الديني أو استخدام الدين كذراع سياسي، واتضح ذلك في مشاهد رفع الصليب التي فعلتها الأم وفي حالة الثورة الكامنة في قلب المرأة الدجاجة والتي برزت من خلال بعض الرقصات التي تدور في ذاتها وأدتها الراقصة التشيلية.

 

فيما يرى الشاعر والكاتب المسرحي حازم حسين أن المخرجة لم توفق في ضبط إيقاع العرض؛ لأنه لا يوجد شئ منطقي تستطيع الإمساك بخيطه والسير على خطاه.

 

ورأت الفنانة المسرحية ليليت فهمي أن العرض به بمبالغة في التجريب لدرجة قد تخرجه من مصاف الأعمال الإبداعية من الأساس، مشيرة إلى أن مخرجة العرض قد فضحت قصته وتقنياته قبل بدء المسرحية وهذا أمر غير مقبول في المسرح.

 

في المقابل، أشاد المخرج المسرحي محمد أسامة بالعرض، معتبرا أنه أول عرض تجريبي حقيقي يشاهده في تلك الدورة من المهرجان، مشيدا بتنوع الموسيقى وتناغمها مع المؤثرات الصوتية وحركات الممثلين.

 

واعتبر أن المخرجة نجحت في خلق تفاعل حقيقي مع الجمهور من خلال الكلمة التي ألقتها في افتتاح العرض التي رأها رئيسيا من العرض وليست مجرد كلمة منفصلة مدللا بذلك على مشهد النهاية حين هبطوا من فوق خشبة المسرح ونزلوا إلى الجماهير وصافحوهم، حيث إن هذا يعد إستكمالا لمشهد التفاعل الجماهيري الذي افتتح العرض.

 

حضر العرض عدد كبير من فناني المسرح المصري ونقاده من بينهم المخرج المسرحي فهمي الخولي والفنان أشرف طلبة مدير مسرح السلام والكاتب مجدي الحمزاوي والفنان سامح بسيوني ونخبة من المبدعين العرب والضيوف الأجانب بصحبة فريق إدارة المهرجان.

 

ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة الدكتور سامح مهران يقام في الفترة من 19 وحتى 29 سبتمبر الجاري على مسارح القاهرة، ويحفل بعدد كبير من العروض المصرية والدولية، إضافة لتكريم نخبة من المسرحين المصريين والدوليين، وعقد ورش مسرحية بمدربين دوليين في مختلف عناصر العرض المسرحي، وتعقد على هامشه محاور فكرية لنخبة من الباحثين المصريين والدوليين.