ما لا تعرفه عن كبائر الذنوب

إسلاميات

بوابة الفجر


وردت ذنوب في القرآن في مواقع مختلفة، وتشير في كل مكان على شيء مختلف، وهذا يدل على أن لفظ الذّنوب يحمل معاني وأنواع عديدة وكل لفظ يُشير إلى حجم الذّنب ونوعه.

وقد أجمع العلماء بناءً على القرآن الكريم والسنة الشريفة على أن الذّنوب تنقسم إلى قسمين، وهما: الصّغائر، والكبائر. نستدل على ما سبق من الآية الكريمة بقوله تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)

لو تمعنّا هذه الآية نرى أن هناك ذنوب كبيرة تُسمى بالكبائر أي جمع كبيرة وهي ما كبُر من المعصية ونهى الدين عن اجتنابها، وأيضاً الآية الكريمة: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ﴾،  نستفيد من الآية أن هناك كبائر من الإثم وهناك صغائر مثل اللّمم. 

حددّ العلماء ضوابطاً للتّمييز بين الكبائر والصّغائر، بناءً على الحديث الشريف على لسان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ. 

قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هن؟ قال: الشّركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النّفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ).

وسّع العلماء دائرة الكبائر فاشتملت أنواعاً عديدة من الذنوب الكبيرة التي نهى الدين عن ارتكابها وأوجب لها عذاباً في الدّنيا والآخرة مثل عقوق الوالدين، والظلم بأنواعه 

كما ورد في الآية الكريمة: ﴿ولا تَرْكَنُوا إلى الذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُم النَّارُ﴾، والغيبة والنميمة، والاستهانة بالدين، والتبرّج، والفتن التي قد توقع الفساد بين الناس. 

الكبائر وصفها الرسول عليه الصّلاة والسّلام بالموبقات المُهلكات لأنّها تُهلك صاحبها وتُهلك حسناته، وأيضاً يمكن تحديد الكبائر وتمييزها بأنّها الذنوب التي جاء فيها وعيدٌ من الله بالعذاب في نار جهنم

وجاء فيها الوعيد بالحرمان من شم رائحة الجنة وجلبت لصاحبها اللعنة والغضب من الله عز وجل ووُصف صاحبها بالفسق، وكلّ ذنب أُوجب له حد في الدين. 

الكبائر تقسم إلى أنواع عديدة، تصدر إمّا عن الجوارح وهي اللسان كالشرك بالله وقذف المُحصنة، وقول الزور، وتعليم السحر، أو اليد كالسرقة والقتل، أو الرجل مثل التولي يوم الزحف، أو البطن مثل أكل مال اليتيم، وأكل الربا وشرب الخمر، أو الفرج مثل الزنا، وهناك كبائر متعلقة بالقلب وتُسمّى الجوانح مثل الشرك بالله واليأس من رحمته وروحه والتكبر.