مصطفى زغلول.. حكاية شاب هزم الإدمان فتحول لبطل كمال أجسام: كنت مغفل

تقارير وحوارات

مصطفى زغلول
مصطفى زغلول


جلس والبكاء يملىء عينيه ويغطى وجهه، يتمتم بكلمات بينه وبين خالقه، فلا يسمعه سواه، اختصر كل معاناته في دعائه "يارب أنا عايز اتغير وابقى حاجة.. يارب غيرني.. يارب عايز أشوف معجزاتك يا من تملك كن فيكون"، كهذا جلس مصطفى زغلول بين يدى ربه، يصلى ويبكى، لتتغير بهذه الصلاة حياته كلها رأساً على عقب فتحول من مدمن مخدر الحشيش إلى بطل كمال جسام.

مصطفى زغلول، 23 سنة، ابن محافظة سوهاج، لعب القدر السيء في وضعه على أول سلم الإدمان عندما كان عمره 17 عاماً، فحاول أصدقائه إمداده بالسجائر في فرح، وهو ما جعله يحاول تجربة شرب السجائر، لاسيما وأنه كان في عمر المراهقة، لتكون السجارة التى عرضت عليه في الفرح بداية لشربه السجائر دون علم أهله.


بعدها بحوالى 25 يوم مع شرب السجائر، كان "مصطفى" على موعد مع فرح آخر، ولكن هذه المرة كانت التجربة أسوأ من قبل، فرأى الشاب أصدقائه يتعاطون مخدر قاموا بوضعه في كوب، ليعرض عليه ويجرب شرب السجائر ولكن هذه المرة كانت سجارة حشيش، لم يدرى "مصطفى" بمدى خطورة ما فعل.

تطور الأمر مع "مصطفى" من شاب يقوم بشرب السجائر إلى مدمن "حشيش"، وعلى الرغم من تسبب "الحشيش" في شعوره بالتنميل في جسده والغثيان والهبوط في الدورة الدموية، إلى أن كل هذا لم يوقف "مصطفى" عن مصير الإدمان.

ومع تكرار شرب "الحشيش" كان لأصدقائه وقفة، بأنه عليه دفع ثمن ما يشرب، ليكتشف أن الأمر ليس بسهولة كما كان يظن حينها، كانت أزمة "مصطفى" حينها الحصول على المبلغ الذي يستطيع من خلاله شراء الحشيش، فكان يقتبس أموال الدروس لجلب المخدر المكلف لحوالي 50 جنيه يومياً.

دخل "مصطفى" في دوامة الإدمان، تعالت أصواته على أهله وأصدقائه، أخذ يجتنب الجميع إلا صديق السوء الذى ظل يصاحبه عام كامل وهو "الحشيش"، ترك مدرسته وحول إلى آخرى ليأخذ دبلوم زراعي.

في ذات يوم قام أحمد، شقيق مصطفى، بمواجهته بعد تغير سلوكه، فصوته دائماً مرتفع ولا تنتهي المطالبة بالفلوس، ولكن دون جدوى حينها.

يروى "مصطفى" أنه ظل عاماً كاملاً حتى بلغ 18 عاماً مع صديق السوء "الحشيش"، حتى وجد نفسه أنه يدمر نفسه بنفسه، واصفاً نفسه حينها "كنت بني آدم مغفل.. وكل الناس بعدت عني.. وأنا بقيت منعزل.. بكره الصبح وبحب أنعزل في الليل".

دخل "مصطفى" في دوامة الإدمان، تعالت أصواته على أهله وأصدقائه، أخذ يجتنب الجميع إلا صديق السوء الذى ظل يصاحبه عام كامل وهو "الحشيش"، ترك مدرسته وحول إلى آخرى ليأخذ دبلوم زراعي.

في ذات يوم قام أحمد، شقيق مصطفى، بمواجهته بعد تغير سلوكه، فصوته دائماً مرتفع ولا تنتهي المطالبة بالفلوس، ولكن دون جدوى حينها.

يروى "مصطفى" أنه ظل عاماً كاملاً حتى بلغ 18 عاماً مع صديق السوء "الحشيش"، حتى وجد نفسه أنه يدمر نفسه بنفسه، واصفاً نفسه حينها "كنت بني آدم مغفل.. وكل الناس بعدت عني.. وأنا بقيت منعزل.. بكره الصبح وبحب أنعزل في الليل".

وفي محاولة لإلهاء نفسه عن التفكير بـ "الحشيش"، بدأ "مصطفى" مشاهدة الفيديوهات الدينية لينتقل منها إلى أحد الفيدوهات التي شغلت تفكيره عن لعب الإكروبات، ففكر أن يقلدها وهو ما حدث دون أن يعلم أحد.

فتحول يوم "مصطفى" إلى تناول الطعام والشراب وأداء التمرينات داخل غرفته، مرت الأيام والشهور حتى أتم "مصطفى" 6 أشهر من اللعب، وزاد وزنه من 49 كيلو إلى 58 كيلو، وظهر التعافي عليه وبدأت العضلات تبرز في جسده.

لم يقف "مصطفى" عند هذا الحد بل قرر النزول إلى "الجيم" القريب من منزله، ليساعده المدرب بالتشجيع حتى وصل خلال عام ونصف إلى لعب كمال الأجسام بوزن 65 كيلو، ليتحول من متدرب إلى مدرب، ومنهم إلى بطل كمال أجسام يحصد البطولات الخاصة وغيرها على مستوى محافظته، تارة بالترتيب الأول وآخرى بالترتيب الثاني أو الثالث.

وتحولت قوة جسد "مصطفى" إلى شجاعة مواجهة المجتمع، فصارح الجميع من خلال السوشيال ميديا عن تجربته، وكانت النتيجة أن حسابه امتلىء بالمتابعين والذين وصلوا 3 مليون شخص، بل وامتلئت رسائل صفحته بأكثر من 250 ألف رسالة من مدمنين يحتاجون التشجيع للتعافي من الإدمان، وساعد "مصطفى" الكثير حتى قام البعض بتكسير السجائر واتخاذ قرار لعب الرياضة في الجيم.
ومن واقع تجربته قدم "مصطفى" رسالته إلى المدمنين من الشباب، بأن يكون تعاملهم مع الله لكى يربحوا حياتهم، قائلاً: "متعاملش بني آدم.. عامل ربنا تكسب"، مضيفاً: "ملهاش لازمه تشرب أى نوع من المخدرات.. انت مولد نقي من غير ما تشرب أى حاجة من دي.. بلاش تلوث نفسك".

وفي نهاية حديثه لـ "الفجر" عبر "مصطفى" عن أمنيته التي يتمنى المساعدة في تحقيقها، وهي أن يحصل على عمل يكفيه لكى يتشرف به أمام الجميع ويستطيع من خلاله توفير متطلباته، وكذلك الخوض في تجربة الزواج، مشيراً أن عمله كمدرب ليس كافياً لقضاء احتياجاته.