أحمد شوبير يكتب: انتخابات الأهلى.. المسكوت عنه والمسموح به

الفجر الرياضي




■ أبوزيد بديل محمود طاهر أم نائب له؟! ■ قائمة الخطيب ومعركة النائب المشتعلة


قالوا زمان يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش، وهذا بالضبط ما ينطبق على انتخابات النادى الأهلى المشتعلة قبل أن تبدأ، فالتنافس على أشده قبل فتح باب الانتخابات رسميا والتحركات تؤكد أننا بكل أسف سنكون أمام معركة انتخابية وهى الكلمة التى دائما وأبدا ما كنت أرفضها ولكن وبكل أسف فقد أصبحت بالفعل معركة والبركة فى المستفيدين والطامعين إما فى مكاسب مادية وما أكثرهم أو فى السلطة والصولجان وأيضا ما أكثرهم فى هذا الزمان ولن أكون مثل الآخرين فأتحدث عن انتخابات الأهلى زمان وما كان يحدث فيها ولكنى سأسوق لكم مثالا واحدا فقط عايشته فى بداية حياتى مع النادى الأهلى فقد كان الفريق أول عبدالمحسن مرتجى رئيسا للنادى الأهلى وهو الذى حضر بنفسه إلى مدينة طنطا للحصول على الاستغناء الخاص بى لذلك كنت أدين له بالفضل وحدث أن جاءت الانتخابات وكنت صغيرا للغاية ولكن جمعتنى الظروف أن أكون مع بعض من كبار نجوم الأهلى والذين قرروا تأييد الفريق مرتجى أمام الكابتن صالح سليم وكان ذلك فى جلسة عند أحد الفنانين الراحلين ولكن حدث فى نهاية الاجتماع أن جاء أحد رجال الأعمال المقربين من الفريق مرتجى وهو الراحل محسن التونسى وكان أحد أهم وأكبر رجال الأعمال فى مصر فى هذا الوقت وأعلن الرجل أنه يدعم الفريق مرتجى بكل شيء وظن الرجل أنه بهذا يستميل اللاعبين وكل الحضور لتكون المفاجأة فقد انقلب الموقف تماما ورفض معظم الحضور ما حدث وبالمناسبة لم يكن هذا بعلم الفريق مرتجى على الإطلاق بل كان مجرد حماس من الرجل تجاه الفريق مرتجى وبقدرة قادر خرج الخبر سريعا إلى معسكر الكابتن صالح سليم ورفض معظم اللاعبين الاستمرار فى تأييده وخرج وقتها شعار الأهلى لا يباع ولا يشترى ثم الأهلى فوق الجميع وبعد أن كانت كل المؤشرات تشير إلى فوز الفريق مرتجى إذا بصالح سليم يكتسح الانتخابات بسبب خطأ غير مقصود ناتج عن حماس شخص محب ومؤيد للفريق مرتجى وأصبح صالح سليم رئيسا تاريخيا للنادى الأهلى يحكم بمبادئ وقيم وتقاليد بعيدا عن أية مصالح مادية وزاد احترام النادى الأهلى فى عيون الجميع وأصبح مقعد رئاسة الأهلى محسوما مقدما وفى أية انتخابات ليس لصالح سليم فقط، ولكن لمن يسعده الحظ وينضم إلى قائمة الرجل وعلى مدى سنوات طويلة لم يستطع أحد النجاح من خارج قائمة صالح سليم إلا أفراد قليلين للغاية منهم طاهر أبوزيد مرة وحمدى الكنيسى مرة أخرى باستثناء ذلك لم يستطع أحد أبدا أن يخترق قائمة صالح سليم بل إننا رأينا وجوها جديدة لم يكن يعرفها أحد داخل النادى الأهلى ولم يكن بمقدورها تقديم أنفسها للجمعية العمومية ولكن فقط لأن صالح سليم ضمهم إلى قائمته نجحوا فى الانتخابات وأذكر من بينهم الراحل فاروق رجب واللواء سفير نور والمهندس محمود طاهر ومعظم هؤلاء لم يوفقوا بعد ذلك فى الانتخابات فقط لخروجهم من قائمة صالح سليم.. هذا كان ما يحدث سابقا فى انتخابات الأهلى وظل الأهلى على هذا المنوال لسنوات طويلة ولكن وبكل أسف فقد أصاب الأهلى ما أصاب مصر كلها بعد أحداث ثورة 25 يناير، حيث اختفى الكبار وظهر الصغار وأصبح عدم الاحترام هو السمة الغالبة على كل هيئات الدولة وبالتالى وصل إلى الانتخابات ومنها انتخابات الأندية فأصبحت المادة هى التى تتحكم فى الجميع وظهر جيل جديد أقل ما يوصف به أنه أبعد ما يكون عن مبادئ وقيم الأندية خصوصا الأهلى والذى اعتاد أعضاء جمعيته العمومية على نظام وأسلوب معين لا يحيدون عنه أبدا وكان سببا رئيسيا فى أن يظل النادى الأهلى هو الأول دائما ليس فى مصر فقط ولكن فى المنطقة بأسرها إلا أنه وكما قلت فإن التغييرات الغريبة والشاذة التى حدثت فى مصر عقب يناير ألقت بكل الثوابت والقيم وأفرزت لنا وبكل أسف إفرازات لا يمكن لبشر أن يصدقها أو يتخيلها ولكن هذا هو الواقع الأليم الذى نعيشه الآن والذى تحاول كل أجهزة الدولة وكل الكيانات الشعبية أن تتخلص منه خصوصا بعد ظهور وسائل التواصل وما أفرزته هى الأخرى من شوائب لم يكن أحد أبدا يتخيل أن تصل معها أخلاق وثوابت المجتمع إلى هذه الدرجة من الانحدار مع اعترافى بأن البعض منها مازال يجاهد لإيصال الرسالة الصحيحة للمجتمع.. كل هذه التطورات ألقت بظلالها على النادى الأهلى فأصبح الصغار وعاشقو المناصب والسلطة فى الصف الأول وبكل أسف وأصبح الحصول على مقعد داخل مجلس الإدارة بثمن والاعتماد على بعض الأشخاص والذين ليس لهم أصلا صلة بالأهلى على الإطلاق هو الاساس فى تجريح البعض وإهانته وأصبحت إهانة الرموز والتشكيك فيهم هو المحرك الأساسى للعملية الانتخابية والغريب أن كل هؤلاء كانوا يتفاخرون ويتباهون بأنهم ضد الأهلى وأن الأهلى لا يمكن أن يظل كما هو صاحب القيم والمبادئ والأخلاق التى تربى عليها الجميع داخل جدران هذا الصرح العظيم فوجدنا من يحاول أن يزرع الفرقة والانقسام بين أعضاء النادى الواحد وأصبح الأهلى الآن عبارة عن ثلاثة أحزاب، حزب الجزيرة وحزب مدينة نصر وحزب الشيخ زايد!! فى ظاهرة تحدث لأول مرة فى تاريخ هذا الصرح العريق ولعل حديث صالح سليم والذى رفض فيه مجرد التفكير فى فصل الناديين الجزيرة ومدينة نصر فى الانتخابات وأيضا حذر فيه من أن يحدث هذا وفرع الأهلى فى أكتوبر مازال أمام الجميع فقد رفض الرجل وبكل قوة فكرة إنشاء مقرات انتخابية خارج مقر الأهلى بالجزيرة وأعلن بصوت واضح لا لتقسيم الأهلى وأن الأهلى سيطل ناديا واحدا متسعا لكل أعضائه بلا استثناء إلا أن ما يحدث حاليا يدعو للقلق والخوف على مستقبل هذا الصرح العظيم وللأسف أنه يحدث بمباركة وتأييد من بعض قياداته وكأنهم لا يرون المستقبل ويشعرون بفداحة وخطورة ما يخططون له.. ولعل أيضا ما يحدث الآن فى الانتخابات ومحاولة إعادة البعض إلى الحياة مرة أخرى وآخرها ما سمعناه من أن طاهر أبوزيد عضو مجلس الإدارة السابق والذى ترك المجلس منذ أكثر من 10 سنوات سيكون المرشح البديل لمحمود طاهر فى حالة اعتذاره عن خوض الانتخابات أو أنه سيكون نائبا لطاهر فى الانتخابات المقبلة!!! الأمر يدعو للدهشة والاستغراب خصوصا بعد حملة التلميع الأخيرة عن طريق قناة الأهلى «سابقا» والتى لم تعد أبدا قناة للنادى الأهلى فقد تم تسخيرها تماما للعملية الانتخابية ولخدمة أشخاص بعينهم والنيل أيضا من بعض الرموز العظيمة فى تاريخ الأهلى بل إن واجهتها أصبحت وبكل أسف سيئة للغاية بعد أن أصبحنا نسمع ونرى وجوها كان كل أحلامها وأمانيها أن تمر بجوار النادى الأهلى هى الآن التى تتحكم فى مصير إعلام الأهلى بل لا تتورع عن توجيه أبشع وأفظع الاتهامات إلى رموزه العظيمة.. أعود إلى موضوع نائب رئيس الأهلى وترشيح طاهر أبوزيد وبالمناسبة وهو حق أصيل له ولكل أعضاء الأهلى المحترمين إلا أن التوقيت والطريقة نفسها تؤكد أننا سننجرف من جديد إلى بئر سحيقة ستنعكس آثارها مستقبلا على كل ما يحدث داخل النادى الأهلى بصرف النظر عن فرص النجاح والفشل ولكن فقط ما سيحدث داخل المعركة الانتخابية ونتائجها والتى ستكون وبكل أسف وخيمة على مستقبل الأهلى العظيم ولكن يبدو أن جنون السلطة وهوس المقعد قد أصاب الكثيرين بالجنون!!

وعلى الجانب الآخر ترى محمود الخطيب بين نارين خصوصا فى مسألة اختيار نائب له يساعده ويعاونه فى إدارة النادى الأهلى فى حالة نجاحه، حيث انحصر التنافس بين شخصين وهما خالد مرتجى صاحب الشعبية العريضة داخل الأهلى بحكم العائلة وتاريخها العريق وأيضا لما أصابه من اتهامات فى السمعة والشرف والتاريخ والغريب أنها جاءت من بعض المقربين له ولكن كل هذه الاتهامات زادت من شعبية الرجل وقوته داخل الجمعية العمومية لأن اسم والده وتاريخه ناصع البياض كان حائط الصد الأول لكل هذه الخرافات وعلى الجانب الآخر يقف العامرى فاروق بتجارب ناجحة خصوصا فى المجال الإدارى وإصرار وتصميم على النجاح فى كل خطواته ولعل انتصاره فى أحد انتخابات خاضها رغم أنه لم يكن على قائمة حسن حمدى أعطاه قوة وزخما داخل النادى الأهلى بالإضافة إلى ثقة كبيرة فى النفس أيضا توليه وزارة الرياضة فى فترة صعبة من تاريخ مصر ورغم أن هذه المرحلة هى التى زادت من حدة الهجوم عليه واتهامه من قبل البعض بالانتماء لجماعة الإخوان إلا أنه رد وبكل قوة عليها ودافع عن نفسه بشدة.. لذلك أرى أنه أصبح لزاما على الجميع أن يضحى من أجل النادى الأهلى وليس مهما من يصبح نائبا أو عضوا أو حتى خارج القائمة تماما المهم أن يضع الجميع الأهلى فوق حساباتهم الشخصية وأن يسعوا جميعهم لإعادة الأهلى إلى الطريق الصحيح ناديا واحدا متماسكا لا يمكن أبدا تقسيمه ولا يمكن أبدا أن تصبح اللعبة الانتخابية سببا فى سقوطه ودخوله دوامة تعيشها معظم الأندية المصرية ولم يبق لنا منها إلا الأهلى والذى يحاول بعض ممن يدعون أنهم أبناؤه إسقاطه وتدميره والغريب أن كل ذلك تحت عنوان «كى يصبح الأهلى قويا!!».. ولا حولا ولا قوة إلا بالله.