حيل المحامين فى معارك "الزوج المخلوع" والزوجة "الناشز"

العدد الأسبوعي

محكمة الأسرة - أرشيفية
محكمة الأسرة - أرشيفية


محاكم الأسرة تحولت إلى ساحة معارك زوجية

■ دعاوى النشوز تبدأ بتوجيه إنذار بالطاعة ثم تتطور بسبب بطء الإجراءات


تحولت محاكم الأسرة إلى حلبة مصارعة بين الأزواج، جهز فيها كل طرف سلاحه ضد الآخر، فتسلحت الزوجة بالخلع، بينما تسلح الزوج بإنذار الطاعة.

وخلال جولة ميدانية لـ«الفجر» داخل محاكم الأسرة المختلفة والتى تعج بالمئات من المواطنين وتحوى آلاف القصص.

قال الزوج «م.م»، يبلغ من العمر 42 سنة، مهندس اتصالات: زوجتى تبلغ من العمر 38 سنة، تعمل محاسبة، وجهت لها إنذارًا بالطاعة بعد زواج استمر 9 سنوات، بسبب سفرها دون علمى خارج البلاد بداعى العمل فى إحدى الشركات الخاصة، والتى يمتكلها أحد أقاربها.

وتابع: اكتشفت بعد ذلك أنها لم تسافر للعمل وأنها على علاقة غير شرعية بابن عمها، لذلك سافرت معه وحررت عقد عمل مزورا بمساعدة ابن عمها للسفر خارج البلاد، ما دفعنى إلى رفع دعوى إنذار طاعة، فقامت برفع دعوى خلع، كحيلة منها للهروب من القضية التى أقيمت ضدها، وبالفعل حصلت على الخلع، وكسب أيضاً الزوج دعوى النشوز ليصبح هو زوجاً مخلوعا وهى زوجة ناشز .

حالة أخرى لدعوى نشوز، أقامها الزوج «ص.م»، الذى يعمل بشركة استيراد وتصدير ويبلغ من العمر 49 سنة، أقامها بعد زواج استمر 11 عاماً ضد زوجته «ث. ش»، بعد تركها منزل الزوجية بمنطقة الزمالك، وفى حيلة من الزوج أرسل لها إنذار الطاعة إلى عنوان السكن القديم بمنطقة الدقى، حتى لا يصل الإنذار إليها ويتحول إنذار الطاعة إلى دعوى نشوز، وتبين من الجلسات أن علاقات زوجها النسائية المتعددة هى السبب الذى دفع الزوجة إلى ترك منزل الزوجية ثم طلب الطلاق وأخيراً إقامة دعوى خلع ضد زوجها، حتى وصل الأمر به إلى الزواج من الخادمة السنغالية التى تعمل لديهم.

لم تكن الخيانة السبب الوحيد لدعاوى النشوز، فأحياناً يكون الشذوذ دافعاً رئيسياً لطلب الانفصال، وهو ما عكسته قصة زوج يدعى «أ. م»، يبلغ من العمر 30 عاماً، ويعمل مأمور ضرائب ويقيم وزوجته بمنطقة المعادى، قام بعمل إنذار طاعة ضد زوجته التى تدعى «ر. أ»، وتبلغ من العمر 25 عاماً ولديهما طفلا يبلغ عاماً بسبب تركها المنزل، وبالاستماع إلى أقوال الزوجة فى الجلسات بعدما أقامت دعوى اعتراض طاعة كرد على إنذار الطاعة، تبين أن الزوج شاذ جنسيا وعلى علاقة غير شرعية بجارهم ويقوم بإفشاء أسرار الحياة الزوجية له، واكتشفت الزوجة ذلك من خلال المكالمات الهاتفية بين زوجها وجارهم الذى كان أحد الشهود المتضامنين مع زوجها بالقضية، ولم يكن أمام الزوجة سوى طلب الانفصال للخلاص من هذا الزوج الشاذ الذى لا تأمنه على حياتها بعد أن أصبحت أسرارهما الزوجية مباحة للجميع.

وقال أشرف أبوزيد، المحامى بالنقض، إن دعوى النشوز تقام حال اكتشاف الزوج خروج الزوجة من منزل الزوجية بإرادتها ولهوى خاص بها، دون علمه ودون مقتضى لذلك، مشيراً إلي أن الدعوى تبدأ بتوجيه إنذار طاعة، وبسبب بطء المحامى الموكل بالقضية فى الإجراءات يتطور الأمر إلى دعوى نشوز بسبب سقوط الإجراءات القانونية بحيلة من الزوج بقصد إسقاط أو ضياع حق الزوجة فى إقامة دعوى اعتراض على إنذار الطاعة، وبيت الطاعة يلزم الزوج بتوفير مسكن على نفس مستوى منزل الزوجية، ودعاوى النشوز تحرم الزوجة من الزواج مرة أخرى لمدة 5 سنوات وتسقط حقها الشرعى، بالإضافة إلى سقوط نفقتها الخاصة وتحرمها من المؤخر وكل مستحقاتها المالية، ولكنها لا تحرم الأبناء من الحصول على النفقة الخاصة بهم.

وفيما يخص حيل المحامين لتحويل إنذار الطاعة إلى دعاوى نشوز قال محامى النقض، إن للمحامين حيلا كثيرة فى هذا الصدد، منها ما يسمى بـ«الإنذار الأمريكانى»، ويكون ذلك بالاتفاق مع عامل البريد والمحضر على عدم إرسال الدعوى إلى العنوان المطلوب لتفويت فرصة الـ30 يوما على الزوجة، وهى المهلة المحددة لاعتراض إنذار الطاعة وإلا يتحول الإنذار إلى دعوى نشوز، حيث يستخرج الزوج فى هذه الحالة ما يفيد عدم اعتراض الزوجة على إنذار الطاعة وبالتالى يصبح من حقه إقامة دعوى نشوز.