فى العيد الوطنى الـ87.. المملكة تعلن رؤيتها لـ«2030» وترسم مستقبلاً مشرقًا تبنيه بسواعد أبنائها

العدد الأسبوعي

سفير خادم الحرمين
سفير خادم الحرمين الشريفين - رئيس الوزراء


أقام معالى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية عميد السلك الدبلوماسى العربى، أحمد بن عبد العزيز قطان، حفل استقبال فى القاهرة بمناسبة الذكرى الـ 87 لليوم الوطنى للمملكة، بحضور دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ومعالى الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب.

وفى بداية الحفل، ألقى معالى السفير قطان كلمة رفع خلالها أسمى آيات التهانى والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وإلى صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -يحفظه الله- وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودى النبيل، راجياً من الله العلى القدير أن يعيد هذه المناسبة لسنوات عديدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن تنعم بلادى وجميع دول العالم بالأمن والأمان.

وقال معاليه إن الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام  هو ذكرى التاريخ الذى أعلن فيه المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» عن تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932م، وقد جاء هذا الإعلان بعد رحلة كفاح طويلة وشاقة، بدأها يرحمه الله بفتح واستعادة مدينة الرياض عام 1902م، واستمر بعدها لثلاثة عقود فى توحيد شبه الجزيرة العربية وترسيخ الأمن والأمان فى كافة ربوعها تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ليحقق بذلك أكبر وحدة عربية فى القرن العشرين، إلى أن توفاه الله فى عام 1953م.

وأضاف السفير قطان قائلاً: «لقد تواصلت واستمرت مسيرة الخير والنماء التى بدأت منذ عهد الملك المؤسس يرحمه الله فى عهد أبنائه البررة من بعده، الملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك خالد، ثم الملك فهد، ثم الملك عبد الله، يرحمهم الله جميعاً، وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله، وشملت المسيرة تنمية وتطوير المملكة وإدارتها وتحديث أنظمتها فى جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، حتى أضحت فى مصاف الدول المتقدمة فى العالم، وأصبح المواطن والمقيم والزائر ينعم بالازدهار والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية».

وأشار السفير أحمد قطان فى كلمته إلى إعلان صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -يحفظه الله- لرؤية «المملكة 2030»، تكليلاً لتلك المسيرة ليرسم ملامح مستقبل مشرق للمملكة تبنيه سواعد أبنائها من شباب وشابات الوطن الغالي، مبيناً أن مكانة المملكة العربية السعودية فى العالم الإسلامى ستمكنها بإذن الله من أداء دورها الريادى كعمق وسند للأمتين العربية والإسلامية، كما ستكون قوتها الاستثمارية المفتاح والمحرّك لتنويع اقتصادها وتحقيق استدامته، فيما سيمكّنها موقعها الاستراتيجى من أن تكون محوراً لربط القارات الثلاث، بعون الله ومشيئته.

وقال: «لقد شرفنا الله عز وجل بخدمة الحرمين الشريفين، وهو شرف ومجد لا يضاهيهما شرف ومجد آخر، وبذلت القيادات الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس -يرحمه الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله، الغالى والنفيس لتوسعة الحرمين الشريفين وتذليل كافة الصعوبات التى تواجه الحجاج والمعتمرين لكى يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة».

وأفاد بأن هذه المناسبة الغالية تأتى بعد أن نجح موسم حج هذا العام نجاحاً باهراً أشاد به القاصى والدانى والذى يعد وسام شرف على صدر المملكة حكومة وشعبا، حيث قامت المملكة هذا العام باستخدام أحدث التقنيات وتكنولوجيا المعلومات لتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وهو ما ظهر جلياً فى حزمة الخدمات والتطبيقات الإلكترونية التى أطلقتها وزارة الحج والعمرة، وجاء هذا النجاح الباهر ليرد على الدول المارقة التى طالبت بتدويل الأماكن المقدسة وحاولت تسييس الحج والذى تعتبره بلادى بمثابة عمل عدوانى وإعلان حرب عليها وتحتفظ المملكة بحق الرد على أى طرف  يعمل فى هذا المجال.

وزاد معاليه قائلاً: «كما لم تَدّخِر المملكة جهداً لنُصرة القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التى لها الأولوية الأولى، إلى أن يستعيد الشعب الفلسطينى أرضه المسلوبة ويقيم دولته وعاصمتها القدس الشريف».

وشدد السفير أحمد قطان على أن «المملكة العربية السعودية لا تَدّخِر جهداً فى مكافحة الإرهاب فكراً وممارسةً بكل الحزم وعلى كل الأصعدة»، وهى مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- للتأكيد على الموقف الثابت للمملكة تجاه الإرهاب أينما وُجِد، وأن الحزم لن يتوقف يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم.

ونبه إلى أن هذه الرسالة هى التى أكد بها ملك الحزم أن المملكة دولة محبة للسلام وفى نفس الوقت، تحارب الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وتعمل على تجفيف مصادر تمويله؛ حيث سنت الأنظمة والقوانين التى تجرم من يمول الإرهاب ويدعمه ويموله ويستضيف الإرهابيين على أرضه وينشر رسالة الكراهية والتحريض ويتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى.

ونوه السفير قطان بالمستوى المتميز الذى وصلت إليه العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله- وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وما تشهده فى الوقت الراهن من تطور وتعاون ملحوظ فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان حريصاً منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم، على التأكيد على أن «موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وأن علاقة المملكة ومصر أكبر من أى محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين».

وقال - «خلال زيارته يحفظه الله لمصر فى إبريل 2016م» «لمصر فى نفسى مكانة خاصة، ونحن فى المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربى والإسلامي، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها»، وتوالت بعد ذلك الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين الشقيقين لتؤكد على عمق ورسوخ تلك العلاقات التى تُعد نموذجاً يحتذى به للإخاء والتعاون ووحدة الصف فى مواجهة جميع التحديات التى تواجه العالم العربى.

وشدد معاليه على أن المملكة ومصر هما جناحا الأمة العربية وعليهما يقع العبء الأكبر للمحافظة على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وقال «أرجوا من الله العلى القدير أن يوفقه لتوطيد هذه العلاقات لتصل إلى الأفضل بإذن الله».

عقب ذلك، ألقى دولة رئيس الوزراء المصرى المهندس شريف إسماعيل كلمة نقل فيها تهنئة فخامة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولى عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله- وللشعب السعودى بهذه المناسبة وتمنياته للمملكة بدوام الرقى والتقدم والازدهار والاستقرار.

كما قدم رئيس الوزراء المصرى التهنئة باسمه وباسم مجلس الوزراء المصرى للمملكة حكومة وشعباً، مثمناً وقوف المملكة بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو تلك الوقفة التى ساندت إرادة الشعب المصرى وكان لها أبلغ الأثر فى دعمه فى مواجهة التحديات التى تعرض لها عقب تلك الثورة.

وأكد على قوة العلاقات بين مصر والمملكة، ووصفها بالمتميزة التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، مشيراً إلى أن التعاون الكامل بين البلدين من شأنه تعزيز الاستقرار فى جميع أنحاء المنطقة العربية.

وشدد على وقوف مصر مع المملكة صفاً واحداً فى محاربة الإرهاب، بهدف تخليص أمتنا العربية من شروره والعمل سوياً من أجل استقرار الأمة العربية وتحقيق الأمن والأمان لشعوبها.

وبدوره، نوه دولة رئيس مجلس النواب المصرى الدكتور على عبد العال -فى كلمته، بعمق العلاقات المصرية السعودية، مشيداً بموقف المملكة ومساندتها لمصر ضد كل ما يحاك لها من مؤامرات بهدف زعزعة أمنها واستقرارها.

وقال إنه منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قيادة المملكة حرص –حفظه الله- على استكمال مسيرة أسلافه، بدءاً بالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود –طيب الله ثراه- تجاه مصر، واستمرار التكامل معها، خاصة وهى تخوض معركتها ومعركة أمتها ضد الإرهاب.

وحرص فى كلمته على تقديم التهنئة باسمه واسم أعضاء مجلس النواب إلى المملكة، قيادة وشعباً، بهذه المناسبة التى يسجلها التاريخ، بوصفها منارة تضىء الطريق للأجيال القادمة.

وقد بدأ الحفل المُعًدُ بهذه المناسبة بالسلامين السعودى والمصري، وعقب الكلمات، شاهد الحضور عرضاً مصوراً عن تاريخ وتراث المملكة ومسيرة التطور والتنمية التى شهدتها فى جميع المجالات، وأوجه النهضة العمرانية والحضارية التى عمت أرجاءها.

وأعرب الحضور عن تهنئتهم للمملكة بهذه المناسبة، متمنين لها دوام العزة والرفعة والاستقرار والرخاء فى ظل القيادة الرشيدة والحكيمة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.

وقد حضر الحفل عدد كبير من الوزراء والمسئولين المصريين ولفيف من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى مصر وأعضاء سفارة المملكة ومديرو ومنسوبو المكاتب السعودية بالقاهرة وعدد من المواطنين السعوديين المتواجدين فى مصر ومجموعة من رجال السياسة والمثقفين والإعلاميين.