"بيزنس الكنيسة" يشوه طموح الفقراء فى مستقبل أفضل

العدد الأسبوعي

البابا تواضرس الثاني
البابا تواضرس الثاني


العشاء فى حضرة البابا تكلفته 200 دولار!


لا تخضع تبرعات أقباط المهجر وأنشطة الأديرة الزراعية والصناعية والتجارية وأوقاف الكنيسة الأرثوذكسية لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات، ما سمح بإضافة أنشطة جديدة مؤخرًا لها، تمثلت فى «بيزنس الإكليروس»، من خلال تأليف مؤلفات قد توافق أو تخالف العقيدة الأرثوذكسية، لكنها تحمل جواز مرور مضموناً لأنها من تأليف كاهن، علاوة على تحويل المدارس المجانية إلى خاصة وإنشاء نواد ومستشفيات استثمارية فى مختلف محافظات الجمهورية.

«الكهنة كمان بيعملوا شوية بيزنس»، جملة استوقفت الجميع خلال لقاء البابا تواضروس الثانى بنشطاء الأقباط داخل المقر البابوى بالكاتدرائية، منذ أيام، وأكده قول مينا أسعد، أحد المشاركين فى اللقاء، بوجود بعض الكتب التى تحتوى عقائد وأفكاراً غير أرثوذكسية، الأمر لا علاقة له بحرية الفكر، ولكن من مهام المكتبة التابعة للكنيسة أن تقدم التعليم نقيا سليما، وإن كان هناك كتباً تتناول أفكارًا مخالفة فيجب إعلام القارئ أنها لا تمثل العقيدة السليمة، فقال البابا: وارد أن يكون «بيزنس».

وفيما يخص المدارس، افتتح البابا تواضروس مدرسة «سان أرسانى للغات» وسط حى بولاق أبو العلا الشعبى، والتى شيدت قبل قرن من الزمان، حين دشنتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس عام 1903، بغرض تعليم المرتلين المكفوفين حرفًا صناعية تساعدهم على مواجهة مصاعب الحياة، إلا أنه تم تحويلها بقرار من المجلس الملى العام عام 1950 إلى مدرسة خاصة، واعتبرتها وزارة المعارف مدرسة صناعية إعدادية، وتحولت بعدها لورشة صناعية إنتاجية تتبع المجلس الملى العام وأخطرت الوزارة بذلك.

أما فيما يخص موسوعة دائرة المعارف القبطية، فتجددت الأزمة بين أنصار البابا شنودة المعارضين لمحتواها الذى يصف آباء الكنيسة فى القرون الأولى بالتعصب والدموية، واعتبر البعض إعادة ترجمتها بعد وفاة البابا يهدف إلى تربح الكنيسة، خاصة أنه سيتم ترجمتها وطباعتها بجميع لغات العالم، أما المؤيدون فيرون أن نشر وترجمة المجلدات يساعد الأقباط على الإطلاع والتعرف على التراث القبطى والكنسى، خاصة إذا كان منقولا من خلال متخصصين.

أما عن لقاء البابا.. فطوبى للفقراء؛ لأن الجلوس فى حضرة البابا تكلفته 200 دولار، سعر تذكرة حضور عشاء على شرف قداسته خلال زيارته الحالية لأقباط أستراليا، ضريبة لقاء البطريرك باتت بروتوكولا متبعا، منذ تجليس البابا تواضروس قبل خمس سنوات، لكنها تتفاوت ما بين المستوى الاقتصادى لأقباط كل دولة على حدة، وأيضا مواقيت الوجبات، سواء غداء، تتراوح سعر التذكرة من 50 إلى 75 دولارًا، أما العشاء فيبلغ 100 دولار، بحسب زيارة البابا الأخيرة لكندا، وأوضح ممدوح رمزى، البرلمانى السابق، أن الأموال التى تجمعها الكنيسة تؤخذ كتبرعات من أقباط المهجر فى صورة إقامة حفلات ومأدبة عشاء، تذهب لدعم فقراء الأقباط، بدلا من أن تكون فى صورة جبرية يمتنع البعض من الأغنياء عن سدادها فى الخارج لإخوانهم الفقراء بالداخل.