إيمان كمال تكتب: "الواد التقيل والحلوة والثوري".. نجوم مهرجان الإسكندرية السينمائى

مقالات الرأي



الأمير أباظة يعلن: "الدورة المقبلة مهداة لمحمود عبد العزيز"


بين دموع الفرح والبكاء على من رحلوا كانت ليلة افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر الأبيض المتوسط فى دورته الـ33 والتى تحمل شعار "السينما والهجرة غير الشرعية" وهى الدورة المهداة باسم الفنان حسين فهمى الذى لم يتمالك دموعه وهو يطالب إدارة المهرجان بأن تجعل الدورة باسم الفنان محمود عبد العزيز ليعلن رئيس المهرجان الأمير أباظة بأن الدورة المقبلة ستكون باسم الفنان الراحل.

اختار حسين فهمى أن يعرض على هامش تكريمه فيلم العار ليشاركه أصدقاء مشواره الفنى الفنان نور الشريف ومحمود عبد العزيز لحظة تكريمه، وكرمت أيضا الفنانة صفية العمرى والمخرج خالد يوسف والمخرج الفلسيطينى ميشيل خليفة، وحرص عدد من الفنانين على حضور حفل الافتتاح وفعاليات المهرجان ومنهم فاروق الفيشاوى وإلهام شاهين كما حضرت أيضا الإعلامية هالة سرحان وبوسى وسوزان نجم الدين وباسل الخطيب والفنان مصطفى فهمى الذى خطف الأضواء لظهوره بصحبة زوجته.


1- حسين فهمى: صناع السينما رفضوا عودتى للإخراج

ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية أقيمت ندوة لتكريم الفنان حسين فهمى حضرها عدد كبير من الفنانين وبدأت الكلمة الفنانة إلهام شاهين التى شاركت معه فى فيلم العار لتحكى عن كواليس العمل وكيف تعلمت الحب والالتزام وعدم الأنانية وكيف يمكن أن يكون العمل بطولة جماعية ويفرح به الجميع وبأنها كانت محظوظة أثناء دراستها بأن تعمل مع اسماء كبيرة مثل نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمى.

وكشف حسين فهمى خلال الندوة أن تواجده فى الولايات المتحدة الأمريكية كان بهدف الدراسة فقط ولم يفكر اطلاقا فى الهجرة بل كان يسعى لمعرفة خبرات وثقافات مختلفة ولكن المخرج يوسف شاهين هو الذى شجعه على العودة إلى مصر بعد ان تواصل مع وزارة الثقافة ليتم إنتاج فيلم طويل يخرجه حسين فهمى الذى كان بالفعل قدم 5 أفلام اعلانات.

وأضاف أن يوسف شاهين هو من نصحه بأن يتجه للتمثيل بجانب الإخراج وهو ما جعل صناع السينما بعدها يرفضون عودته للإخراج مرة أخرى لما حققه من نجاح كممثل، وردا عن إن كانت وسامته نقمة قال "الوسامة لم تكن يوما نقمة وكان كل تفكيرى أن أُقيّم على ما أحمله من أفكار وآراء فى ذهنى، وليس على شكلى، ولم أعتمد عليه فى شىء".

حسين فهمى تحدث عن اختياره لعرض "الإخوة الأعداء" وأكد أنه من اصعب الأعمال لتمصيره من العمل الروسى "الإخوة كرمازوف" وقد نال الفيلم استحسان الجمهور فى مصر وروسيا.

أما فيلم " انتبهوا أيها السادة"، فكان وقت الانفتاح الاقتصادى، وكان يتحدث حول ضغط رأس المال على الشعب، وكيف أن الطبقة المتحكمة هى التى تمتلك الأموال بعيدا عن مستواها التعليمى أو الثقافى، وكانت من أخطر الأفكار وقتها.

فيلم "خلى بالك من زوزو" كان يحمل بداخله فكرا سياسيا ناضجا لصلاح جاهين، حول تغلغل السلفية فى الجامعات المصرية، لكن داخل غلاف من الموسيقى والرقص.

وتحدث عن العلاقة القوية التى جمعته ببطلة الفيلم سعاد حسنى والتى أشار إلى أنها استطاعت تقديم كل ألوان الفنون فى وقتها بشكل صعب تكراره، ووقت رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائى حرص على تكريمها لكنها اعتذرت فى آخر وقت، وأرسلت فيديو له، مدته 20 دقيقة، تم عرض دقيقتين فقط منه، واختتم حديثه عنها قائلا "لو سألتونى سعاد انتحرت ولا لأ؟، بكل تأكيد سأقول لم تنتحر على الإطلاق"

وعن اختياره فيلم "العار" ليعرض ضمن فعاليات المهرجان قال إنه من أصعب الأفلام فى التصوير، كما أن سبب اختيارى له لكونه يحمل موقفا إنسانيا، بسبب فقدان اثنين من أغلى الأصدقاء، وهما نور الشريف ومحمود عبد العزيز وكذلك المؤلف محمود أبو زيد.


2- خالد يوسف: لن أعمل بالسياسة مجددًا

على هامش الفعاليات أيضا أقيمت ندوة تكريم المخرج خالد يوسف والتى أدارها الكاتب الصحفى أحمد سعد الدين وحضرها الأمير أباظة والمنتج محمد العدل ومسعد فودة نقيب المهن السينمائية والدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة والمخرج رمسيس مرزوق ومدير التصوير سعيد الشيمى.

خالد يوسف تحدث فى بداية الندوة عن أنه لم يكن يتوقع تكريمه فى هذا التوقيت لأنه لم يقدم بعد كل الأفكار التى يرغب بها فرصيده 11 فيلما كان يقدم من خلالها ما يشعر به وما يحسه من قضايا تواجه مجتمعنا.

وبأنه كان محظوظا أن يعمل مع أساتذة كبار مثل رمسيس مرزوق ويوسف شاهين ومحسن نصر بينما رعاه فكريا وهو صغير خالد محيى الدين، ولذلك فخلال فترة عمله حاول بقدر الإمكان احترام قواعد المهنة.

وعن تخليه عن لقب المخرج من أجل "المهندس" قال إنه بالفعل تخرج فى كلية الهندسة وأهل دائرته هم من كانوا يصرون على ذلك من خلال اللافتات الدعائية التى كانو يعلقونها والمكتوب عليها المهندس خالد يوسف ولكننى فى كل الاحوال فخور بعملى الاساسى كمخرج ولن اتبرأ منه يوما.

وعن التغيير التقنى الذى حدث أثناء غيابه لفترة ست سنوات قال إنه بالفعل يدرك أن عودته ليست سهلة ففيلمه الأخير كف القمر كان آخر فيلم نيجاتيف بعد التطور التكنولوجى والتقنى لكنه لا يخشى هذا الأمر بقدر ما يخشى التغير المجتمعى الذى حدث على أرض الواقع حيث إن جمهوره الآن أصبح فى فئة عمرية مختلفة، والأجيال الجديدة اصبح تفكيرهم مختلفا وهو ما يحاول الإلمام به وفهم حجم التغيير الذى حدث فى المجتمع منذ ترك السينما إلى الآن.

وعن استشرافه للمستقبل فى عدد من اعماله قال إنه ليس نبيا كى يتبنأ ولا منجما كى يتوقع ما سوف يحدث، لكن لديه استشراف ورؤية بالرغم من انتقاد الكثيرين لنهايات اعماله مثل فيلم دكان شحاتة وهى فوضى ولكن وبعد مرور الوقت كل ما توقعه مثل الفوضى ونزول الدبابات وغيرها هو ما حدث بالفعل.

وعن قرار عودته للسينما فأوضح أنه خلال عمله بالسياسة منذ 2011 كتب بالفعل 40 معالجة لكن فى كل مرة كان يرى تغييرا شاسعا فى المجتمع لكن السبب الرئيسى فى عودته أنه شعر بأن دوره السياسى جاء مدفوعا بوطنيته وحبه للناس وكان يحلم ببناء دولة مصرية لكن لم يحقق ما كان يتمناه اثناء عمله بالسياسة بعكس تأثيره كمخرج.

وتابع أنه لم يندم على تلك الفترة وهذه السنوات الثرية التى يمكنه من خلالها اذا عاش 100 عام أن يقدم الف عمل مليئة بالتفاصيل والأحداث خاصة أن مصر بعد الثورة بحاجة إلى المزيد من الأفلام فأثناء تواجده فى الميدان تعرف عن قرب ببائع البطاطا وبالبلطجية وبمن يحمون الميدان.

واختتم حديثه بأنه منذ ترشح للعمل السياسى كان ينوى فقط الترشح لمدة واحدة وبعد ممارسته للعمل السياسى لا يزال عند رأيه ولا يفكر فى الترشح مرة أخرى.


3- ميشيل خليفى: قاومت الاحتلال بالسينما

أدار الناقد نادر عدلى ندوة تكريم المخرج الفلسطينى ميشيل خليفى والذى عرض له فيلم فى المهرجان وتحدث فى بداية تكريمه عن أن كل ما قدمه من أعمال كان هدفه الرئيسى المقاومة للعدو الصهيونى وإن كان يضفى بعدا انسانيا للقضية مثل فيلم "الذاكرة الخصبة" وهو ما تعلمه من حسن فتحى الذى اهتم بالبناء المعمارى بمنظور انسانى فقرر أن يناقش القضية الفلسطينية من منظور انسانى أيضا فحرص على دراسة المجتمع الفلسطينى من خلال التقسيم والتشتت الذى انعكس على الأشخاص.

وكان يرى بأن اللغة المستخدمة من منظمة التحرير تحمل طابعا سياسيا فكان يبحث عن لغة سينمائية خاصة فى ظل عجز المؤسسات السينمائية عن التواصل وعرض القضية بطرق مختلفة، وهو ما جعله دائم البحث عن لغة سينمائية حديثة مواكبة لما يحدث فى أوروبا.

وعن تجربته السينمائية والتى ركز فيها على وضع المرأة والتى تعد عنصرا أساسيا فى مجتمعاتنا العربية، وغيابه لمدة 5 سنوات ثم العودة بفيلم "معلول"، أرجع ميشيل السبب وراء ذلك إلى أنه ترك المدرسة وعمره 14 عاما، وعمل فى ورشة لإصلاح السيارات لدى معلم من منطقة أسمها معلول ولذا عندما أراد عمل فيلم فإنه استلهم الفكرة من قرية معلول التى دمرت وهدمت بالكامل، ولهذا كثفت فى العمل النواحى الإنسانية.


4- "أغسطينوس ابن دموعها" الشراكة العربية تقاوم الإرهاب

أربع دول عربية ساهمت فى فيلم "اغسطينوس ابن دموعها" للمخرج سمير سيف، وهو العمل الحائز على دعم وزارتى الثقافة التونسية والجزائرية، وعرض ضمن فعاليات مهرجان الاسكندرية وخلال الندوة التى أقيمت عقب العرض تحدث المنتج عماد دبور قائلاً:

إن الفيلم يعد العمل الأول للإنتاج المشترك بين ٤ دول عربية، معربا عن فخره بالمشاركة بهذا العمل المشترك الضحم.

بينما قال المنتج عبد العزيز بن ملوكه إنه استلهم فكرة الإنتاج العربى المشترك الذى يتناول تاريخنا القديم من الغرب الذين يتناولون تاريخنا العربى القديم داخل أفلامهم.

بينما كشف المخرج سمير سيف أنه تحمس كثيرا للتجربة التى تمزج بين قصتين قديما وحديثا بطريقة شديدة الحرفية، كما أنه تشجع لفكرة الإنتاج العربى حتى نمحى من أذهان العالم أننا نصدر أفلاما نتحدث من خلالها عن الإرهاب فقط.