أحدث أجهزة "الشيوخ والدجالين" للتنقيب عن الآثار

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


تباع علنا وعلى جروبات سرية فى الفيسبوك


يراود حلم الثراء السريع قطاعات عديدة من المصريين، ومنه انتشرت ظاهرة البحث والتنقيب عن الآثار على أوسع نطاق، وتوسعت فى الفترة الأخيرة عمليات تسويق ما يتم اكتشافه، حتى وصل الأمر إلى صفحات التواصل الاجتماعى.

قبل الوصول للمقبرة أو مكان الكنز المزعوم، يمر الحفار بمراحل عديدة، تبدأ بمرحلة البحث عما يعرف بشيوخ المغرب، أو الدجالين، ومن ثم تبدأ مرحلة تجهيز أدوات الحفر والتنقيب.

وترصد «الفجر» بالتوازى مع الأساليب البدائية،وسائل التكنولوجيا الحديثة التى تستخدمها عصابات الآثار فى بيع وشراء الآثار المصرية.. يمكنك ببساطة وضع جملة «الألفية الثالثة» على محرك البحث بـ «الفيس بوك» عندها سيظهر لك «جروب سرى « يضم أكثر من40 ألف عضو، معظم حساباتهم وهمية، يقدمون عروضهم الدائمة لخدمات التنقيب، بجانب عروض بيع وشراء القطع الأثرية المنهوبة.

أحدهم على سبيل المثال يكتب منشورا يطلب فيه النصيحة، أو طريقة التواصل مع أحد الشيوخ المختصين، ومثال ذلك ما كتبه أحد الأعضاء: «لو سمحتو المكان على بعد 4 أمتار، لازم شيخ قبل الحفر، لمعرفة كيفية الوصول للمدخل، وفتح المكان، ممكن الإفادة من أصحاب الخبرات»؟

وبعد ثوان جاء الرد: «فى خمس دقائق أوقفك على الباب تعالى خاص». وبين الأعضاء من يعرض خدمات جديدة لتسهيل الوصول للمقبرة الأثرية، ومنها أجهزة مستوردة وأخرى مصرية .

المستوردة تبدأ بأجهزة الكشف عن المعادن والذهب، ويتم استيرادها من الولايات المتحدة الأمريكية، وأجود أنواعها كما ينصح أحد أعضاء الجروب، جهاز «GPX5000»، الذى قال فى وصفه: « أرقى جهاز أمريكى من شركة لاب، وبيكتشف كل المعادن بوضوح، ومن أعماق متر ونصف، جهاز ممتاز»، يتراوح سعر الجهاز بين 1500 و2000 دولار، ويعمل بنظام الرادار الذى يبعث الموجات، وإذا عادت إليه فهذا يعنى وجود معدن.

فى الجروب يوجد أكونت باسم «شيخ الآثار»، نشر بوست عن جهاز جديد، وغريب، ولقى عروضا كثيرة للشراء عبر «الكومنتات»، بعد أن وصف الجهاز بأنه يعمل على كشف ما وراء الجدران عبر شاشة الموبايل، ويتم توصيله بهواتف الأندوريد، ثم وضعه خلف الجدار، ليكشف من خلال الأشعة فوق البنفسجية المخبأ من معادن وكنوز، وعرض البائع الجهاز بسعر 10 آلاف جنيه.

الأجهزة المصرية، منها البدائية كأدوات الحفر، ومنها طلمبات رفع المياه إذا تبين أن بالمقبرة مياها جوفية، ويحتاج التنقيب عن الأثر إلى توفر الطاقة الكهربية، ولهذا عرض مصطفى الكردوسى، جهاز مثبت الجهد الكهربائى «hamza «، قائلا فى الترويج له: «بشرى لكل تجار الآثار، وعمد التاريخ، استخرج آثارك وأنت مطمن على شغل الكهربا عندك، أجهزتك كلها هتشتغل تمام التمام، والضمان مفتوح»، ونشر صورة الجهاز ورقم الهاتف.

فى اتصال هاتفى مع مصطفى، صاحب الجهاز، قال محرر «الفجر» إن لديه مقبرة فى الفيوم، «عاوز أكشف عليها ومحتاج الجهاز بتاعك»، وجاء رد مصطفى: الجهاز بيقوم بضبط جهد التيار الكهربى إلى 220 فولت، وبيرفع التيار الضعيف من 75 فولت إلى 220 فولت، ومصنوع من النحاس البيور الأصلى، ومزود بدائرة حماية تمنع وصول التيار لأعلى من 240 فولت، ورد المحرر: «طيب إحنا شغالين بأجهزة 5 كيلو»، فقال: «يبقى أنت كدا هتحتاج لـ 10000 فولت، «ده المانيوال منه بأربعة آلاف جنيه والأتوماتيك بخمسة آلاف»، وعن إمكانية الشراء قال إنه يوجد شحن لجميع أنحاء الجمهورية، وأنه يعيش فى مركز طما، محافظة سوهاج .

أسامة كرار، الخبير الأثرى، قال إن عمليات التنقيب يكون معظمها فى مناطق صحراوية، وأضاف أن عمليات التنقيب  تستلزم الحفر لمسافات عميقة، ما يستدعى الاستعانة بحفارات وأدوات خاصة، تعمل بالطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى طلمبات رفع المياه الجوفية، ما يعنى احتياج المنقبين للاستعانة بجهاز مثبت الجهد للحفاظ على كفاءة المعدات.

وقال محمود عرفة، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إن قوانين حماية اآثار لا تطبق بشكل صحيح، ما أدى إلى انتشار عمليات التنقيب غير الشرعى، وأوضح أنه لا توجد محاسبة فعلية للمنقبين عن الآثار وسارقيها، وغالبا يخرجون براءة بسبب الثغرات القانونية، مشيرا إلى أن حماية الآثار يجب أن تتم بتطبيق أشد عقوبة بقانون 2010، وهى الإعدام.