هل ستواجه مصر نفس مصير الكويت والسودان ومالي حال التدخل الحكومي؟

الفجر الرياضي

منتخب مصر
منتخب مصر



الساحة الكروية المصرية تشهد أزمة عنيفة بين مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري برئاسة هاني أبوريدة، ووزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز، وذلك بسبب اعلان الوزير ضرورة إجراء انتخابات جديدة للجبلاية قبل 30 نوفمبر المقبل وفقًا لقانون الرياضة الجديد، الأمر الذي يرفضه إتحاد الكرة تمامًا.

 

المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة فاجئ الجميع في تصريحات تليفزيونية منذ أيام قليلة بتأكيده علي ضرورة إجراء انتخابات جديدة لمجلس إدارة اتحاد الكرة قبل 30 نوفمبر المقبل وفقًا لما جاء في قانون الرياضة الجديد وذلك بعد تطبيق اللائحة الاسترشادية عليه، حيث أن الاتحاد لم يدعو جميعته العمومية للانعقاد لصياغة اللائحة الخاصة به وفقًا لما جاء في القانون وبات مطالبًا بفتح باب الترشح للانتخابات قبل 31 أكتوبر الجاري.

 

وعلي الجانب الآخر رفع أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة "راية العصيان" في وجه الوزير، وأعلنوا رفضهم تقديم الاستقالة أوالدعوة إلي إنتخابات جديدة لمجلس الجبلاية، مؤكدين أنهم مجلس "منتخب" وفق أوضاعه القانونية وأجري إنتخاباته في عام 2016 هو ومجلس إدارة الزمالك فقط، بينما باقي الاتحادات الأخري التي دعت للانتخابات يترأس إدارتها مجالس مُعينة.

 

وهدد أعضاء الجبلاية باللجوء للاتحاد الدولي للعبة "فيفا" وتقديم شكوي رسمية ضد وزير الشباب والرياضة واللجنة الأوليمبية المصرية للتأكيد علي وجود تدخل حكومي في شئون اتحاد الكرة، حال الإصرار علي إنتخاب مجلس إدارة جديدة للاتحاد قبل 30 نوفمبر المقبل، وهو الأمر الذي يُؤدي إلي تجميد النشاط الكروي في مصر واستبعاد المنتخبات والأندية المصرية من كافة البطولات الدولية والقارية، وبالتأكيد علي رأسها استبعاد المنتخب الوطني الأول من المشاركة في بطولة كأس العالم "روسيا 2018".

 

ويري القانونين في مصر أن في حالة استمرار رفض مجلس إدارة اتحاد الكرة تقديم استقالته والدعوة إلي انتخابات جديدة قبل 30 نوفمبر المقبل يعتبر المجلس الحالي "منحلًا" وفقًا للقانون وهنا قد يتم تجميد النشاط الكروي في مصر بسبب التدخل الحكومي في شئون الاتحاد.

 

ولن تكون مصر الدولة الأولي الذي تم تجميد النشاط الكروي بها بسبب مخالفة قوانين ولوائح الاتحاد الدولي للعبة، فسبقها بعض الدول العربية والأفريقية، أبرزها الكويت حيث تم إيقاف النشاط الكروي في الكويت في عام 2015 بسبب تدخل الحكومة الكويتية في الشأن الرياضي، وتعارض القوانين المحلية مع القوانين الدولية وعليه تم ايقاف مشاركات المنتخبات والأندية الكويتية في جميع الفعاليات الرياضية وعلي رأسها استبعاد المنتخب الاول من تصفيات كأس العالم 2018.

 

كما تم تجميد النشاط الكروي في مالي واستبعاد منتخباتها وأنديتها من كافة الفعاليات الرياضية في مارس الماضي، وذلك بعد قرار وزير الرياضة المالي بحل اتحاد الكرة هناك وتعيين مجلس جديد لحين اجراء الانتخابات، كما تقرر الأمر نفسه مع السودان وتم ايقاف النشاط الكروي في يوليو الماضي بسبب التدخل الحكومي في الشأن الرياضي وذلك بعدما أصدرت وزارة العدل السودانية قرارًا بإخلاء مقر الاتحاد السوداني وتسليمه لـ"سر الختم"، على حساب الرئيس الشرعي للاتحاد من وجهة نظر "الفيفا"، معتصم جعفر.

 

التدخل الحكومي في الشأن الكروي في مصر واصرار الوزير علي حل مجلس اتحاد الكرة واجراء انتخابات جديدة ورفض مجلس الجبلاية هذا الأمر، يقود مصر نحو نفس مصير دول الكويت والسودان ومالي وغيرها من الدول التي تم تجميد النشاط الكروي فيها بسبب تدخل الحكومة في الشأن الرياضي وهنا بالتأكيد سيضيع الحلم الذي انتظره المصريين سنوات طويلة بالمشاركة في كأس العالم 2018، وهو الأمر الذي لن تغفره الجماهير المصرية للوزير ومجلس الجبلاية.