نادية صالح تكتب: شكراً سامح شكرى

مقالات الرأي



صورتك المشرفة فى كل المحافل الدولية دفعتنى بشدة إلى ضرورة شكرك، وحقك فى هذا الشكر يا سيد «شكرى»، لأنك كنت ومازلت ممثلا لمصر الجديدة التى تنتهج الموضوعية والديمقراطية وشرف الأداء لتحتفظ بموقعها الحضارى والتاريخى المتميز والذى حباها به الله سبحانه وتعالى وعمل من أجله وحرص عليه أبناء مصر المخلصون كما تعمل أنت سيادة السفير «سامح شكري»، وأظن أن نشأتك ابناً لسفير مصرى متميز هو «السفير حسن شكري» أعطتك بل غرست فيك أصول الدبلوماسية الراقية ثم أضفت إليها قوة معلوماتك، وثقافتك، وطريقة تحركك بل اختيارك لكلماتك ثم نبرة صوتك الهادئ فى ثقة، والرصين فى قوة، ولعل جهودك فى الأيام الماضية فى معركة اليونسكو خير دليل، وقد تابعناها على المستوى الإعلامى والوطنى ورأيناك فى الصفوف الأولى لوزراء خارجية مصر المحترمين والوطنيين بحق، ورغم أننا لم نفز فيها وخرجت مصر فى الساعات الأخيرة من المعركة، ولكننى وأظن أن معى كثيرين يشتركون فى الإحساس بأنك نجحت فى إظهار ألاعيب السياسة البعيدة عن الحياد فى استخدام المال لاستمالة النفوس الضعيفة وكان كل ذلك بحنكة ودبلوماسية رفيعة دون صراخ أو زعيق وكانت مطالبتك بالتحقيق فى الممارسات غير المألوفة التى شابت الانتخابات درساً فى شرف المعاملة وحكمة الدبلوماسية، فنحن دولة لها حضارة وتاريخنا يعرفه العالم كله.

ولابد أن أذكر وأنبه القارئ وتذهب تأملاتى إلى ما حرص عليه سيادة الوزير سامح شكرى ويستحق عليه الشكر أيضا، لقد مارس الوزير الأسلوب الديمقراطى الذى يعرفه عنه كل من تعامل معه، وكان اختيار مرشحة مصر بناءً على ترشيح لجنة مختصة بذلك، وبعد أن قدمت جهات مختلفة واقترحت اسماء مختلفة فازت فيها السفيرة «مشيرة خطاب» بعد أن انطبق عليها الشروط التى وضعت وطلبت اللجنة المختصة أن تجتازها المرشحة، وزكاها تاريخها الدبلوماسى والسياسى والثقافى، وخلال المعركة كانت بعثات مصر الدبلوماسية فى الخارج تتحرك بكل الحرفية والذكاء والحنكة حتى كنتم قاب قوسين أو أدنى من الفوز لولا هروب بعض الأصوات الذى أدى إلى تعادلكم مع فرنسا، ولابد أن نذكر ونتذكر ما عرفناه عن أن مرشحة مصر العظيمة «مشيرة خطاب» كانت صاحبة أقوى عرض - وبشهادة الجميع- أمام المجلس التنفيذى الذى أجرى المقابلات مع المرشحين جميعا قبل إجراء الانتخابات.

واخيرا وليس آخراً اسمحولى أن أقول إن «مشيرة» كان لها من اسمها نصيب كبير.. فقد أشارت «مشيرة» رغم كل شيء إلى مصر الجديدة وإلى دورها الجديد، مصر التى فى خاطرنا جميعاً، وكان ذلك بأسلوب راسخ وواثق كانت «إشارة» مشيرة بأن مصر هى مصر، داخل اليونسكو أو خارج اليونسكو.. مصر بذاتها.. المصرى هو المصرى.. الشرف.. القوة الصامدة الناظرة إلى الحق والخير والجمال أينما كان..

ختاماً ولكل ما سبق «شكراً سامح شكرى» وزير الخارجية المصرية القوية.. مرفوعة الرأس دائماً.