مي سمير تكتب: جورج باباجيانيس: اتخذنا تدابير أمنية خلال انتخابات "يونسكو"

مقالات الرأي



«الفجر» تحاور رئيس الخدمات الإعلامية لـلمنظمة

■ الولايات المتحدة اتهمتنا بمعاداتنا لـ"السامية" رغم تعاوننا المشترك فى الملف.. وانسحابها "خسارة"


وسط العاصمة الفرنسية باريس يقع مبنى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، «يونسكو» الذى شهد هذا الأسبوع انتخابات عاصفة حول منصب المدير العام للمنظمة.

وكانت هذه الانتخابات هى الأكثر صعوبة فى تاريخ المنظمة العريقة خاصة بعد خروج كثير من التقارير الإعلامية الغربية التى تشير إلى الرشاوى التى تقدم بها الجانب القطرى لضمان فوز مرشحهم بما فى ذلك تقرير مجلة « jeume afrique ».

فى ظل هذه المزاعم بالرشاوى التى تهدد مصداقية العملية الانتخابية، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من المنظمة بدعوى استمرار الانحياز ضد إسرائيل فى يونسكو، وسط هذه العاصفة السياسية تواصلت جريدة «الفجر» مع جورج باباجيانيس،رئيس الخدمات الإعلامية لمنظمة يونسكو فى باريس، والذى رد على تساؤلات الجريدة المختلفة عبر الإنترنت.


■ كيف تصف المعركة الانتخابية الأخيرة من أجل الفوز بمنصب مدير يونسكو؟

- أنا لا اعتبرها معركة ولكن منافسة انتخابية أسفرت فى النهاية عن فوز المرشحة الفرنسية، أودرى أوزلاى.

■ هل هناك رد رسمى من المنظمة على شائعات الرشاوى التى قدمها المرشح القطرى لأعضاء المجلس التنفيذى للمنظمة؟

- تؤكد منظمة يونسكو لجميع الأطراف أن التدابير الأمنية المناسبة اتخذت داخل مبانى المنظمة، وشملت هذه التدابير تعيين موظف أمن خارج المكاتب المؤقتة لكل المرشحين، وتعزيز الضوابط الأمنية عند المدخل الرئيسى للمبنى وتعزيز المراقبة بالفيديو داخل المبنى.

■ ما الرد الرسمى للمنظمة على انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية بدعوى معاداة المنظمة لـ»السامية»؟

- فى هذا الإطار أفضل الإشارة إلى تصريح المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، والتى أعربت عن أسفها الشديد لقرار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من المنظمة، وتم إبلاغ وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، بذلك رسمياً، وفى الوقت الذى تستمر فيه النزاعات فى تمزيق المجتمعات حول العالم، من المؤسف جدا انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة المعنية بتعزيز التعليم من أجل السلام، وحماية الثقافة المستهدفة.

وانسحاب واشنطن هو خسارة لليونسكو، ومنظومة الأمم المتحدة، والنظام متعدد الأطراف، وعلى الولايات المتحدة إدراك أن رسالة يونسكو، يجب أن تتسم بطابع عالمى كى يتسنى للمنظمة تعزيز السلم والأمن الدوليين ردا على الكراهية والعنف، من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته، وليست هذه هى أول مرة تعلق فيها الولايات المتحدة أنشطتها فى المنظمة، حيث قررت واشنطن فى عام 2011، عدم دفع مساهمتها المالية خلال الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو، وكان رد فعل المنظمة هو إبلاغ الولايات المتحدة بأن مكانة يونسكو فى نظر الولايات المتحدة لم تكن يوماً مهمة مثلما هى عليه اليوم، شأنها فى ذلك شأن مكانة الولايات المتحدة فى نظر يونسكو.

■ ماذا عن مزاعم الولايات المتحدة بمعاداة السامية فى المنظمة؟

- كما أشارت إيرينا بوكوفا، عملت المنظمة مع الولايات المتحدة على محاربة معاداة السامية، وعملنا مع الراحل صمويل بيزار، السفير الفخرى والمبعوث الخاص المعنى بالتثقيف بشأن محرقة اليهود، على تعزيز التعليم من أجل إحياء ذكرى محرقة اليهود فى جميع أرجاء العالم كوسيلة لمحاربة معاداة السامية والإبادة الجماعية، وعملنا كذلك مع كرسى يونسكو الجامعى المعنى بالتثقيف بشأن محرقة اليهود فى جامعة جنوب كاليفورنيا، وكرسى يونسكو الجامعى المعنى بمحو الأمية والتعلم فى جامعة بنسلفانيا، كما تعمل المنظمة والولايات المتحدة مع ‏منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا لإيجاد أدوات جديدة تمكن المعلمين من مواجهة جميع أشكال معاداة السامية، كما فعلنا من أجل محاربة التعصب المعادى للمسلمين فى المدارس.

■ هل هناك تدابير بدأت المنظمة فى اتخاذها من أجل دفع الولايات المتحدة للتراجع عن انسحابها؟

- على الولايات المتحدة الأمريكية، أن تدرك أن تصاعد ظاهرة التطرف العنيف والإرهاب يستدعى محاولة السعى للعثور على حلول جديدة طويلة الأجل لإحلال السلم والأمن ومواجهة التطرف ومعاداة السامية ومحاربة الجهل والتمييز، وفى هذا الإطار فإن المنظمة على قناعة أن مختلف أنشطة المنظمة تحظى بقبول الشعب الأمريكى بما فى ذلك عمل يونسكو فى مجال محو الأمية وفى تحقيق جودة التعليم، فى تسخير التكنولوجيات الجديدة لتحسين جودة التعليم، تعزيز حرية التعبير والدفاع عن سلامة الصحفيين، وتمكين الفتيات والنساء كصناع للتغيير، تعزيز قدرات المجتمعات التى تواجه حالات طوارئ وكوارث ونزاعات.

‏ورغم توقف التمويل، قمنا منذ عام 2011 بتوطيد الشراكة القائمة بين الولايات المتحدة ويونسكو، وأطلقنا الشراكة العالمية لتعليم الفتيات والنساء عام 2011، وغيرها من المشروعات المشتركة، وتجسدت هذه الشراكة فى تفاعلنا مع الهيئة الأمريكية للمسح الجيولوجى، وهيئة مهندسى جيش الولايات المتحدة الأمريكية، والجمعيات المهنية الأمريكية، من أجل تسخير البحوث لضمان الإدارة المستدامة للموارد المائية والزراعة، كما تجسدت تلك الشراكة أيضاً فى الاحتفاء باليوم العالمى لحرية الصحافة فى واشنطن العاصمة عام 2011، بالتعاون مع صندوق المنح الوطنية من أجل الديمقراطية، وفى تعاوننا مع شركات كبرى تابعة للقطاع الخاص مثل مايكروسوفت وسيسكو وبروكتر آند غامبل، وأنتل، للإبقاء على الفتيات فى المدارس، وتعميم وتسخير التكنولوجيا من أجل التعلم الجيد.

وفى الوقت الذى تتطلب فيه المعركة ضد التطرف العنيف تجديد الاستثمار فى التعليم والحوار بين الثقافات من أجل مواجهة الكراهية، من المؤسف للغاية انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة المعنية بهذه القضايا.

■ ما الملامح الرئيسية لخطة العمل المستقبلية لمنظمة يونسكو؟

- تدخل يونسكو بعد احتفالها بالذكرى السنوية السبعين لتأسيسها، مرحلة جديدة تعزز وترسخ فيها مكانتها حول مبادئها الأساسية كبيت لجميع الأمم، يجسد تطلع المجتمعات كافة إلى سلام دائم وتنمية مستدامة يستندان إلى حقوق الإنسان وكرامته، وبحسب إيرينا بوكوفا، تعمل يونسكو بشكل أساسى لتوطيد أواصر التراث المشترك للبشرية لمواجهة توجهات الكراهية والانقسام.

كما تعلن المنظمة على موقعها بالإنترنت أن الأهداف الشاملة والغايات الملموسة للمجتمع الدولى كما وردت فى الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، بما فيها الأهداف الإنمائية للألفية، تشكل منطلقات لاستراتيجيات يونسكو وأنشطتها.

ومن ثم فإن كفاءات يونسكو فى مجالات اختصاصها، وهى التربية، والعلوم، والثقافة، والاتصال والمعلومات، تساهم فى بلوغ هذه الأهداف، وتتمثل رسالة يونسكو فى الإسهام فى بناء السلام، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة حوار بين الثقافات، من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات.وتركز يونسكو، بصفة خاصة، على أولويتين عامتين، هما إفريقيا والمساواة بين الجنسين.

كما أنها تعمل على تحقيق عدد من الأهداف الشاملة، هى، تأمين التعليم الجيد للجميع والتعلم مدى الحياة، تسخير المعارف والسياسات العلمية لأغراض التنمية المستدامة، مواجهة التحديات الاجتماعية والأخلاقية المستجدة، تعزيز التنوع الثقافى والحوار بين الثقافات وثقافة السلام، بناء مجتمعات معرفة استيعابية من خلال المعلومات والاتصال.