أحمد فايق يكتب: عودة الروح إلى شرم الشيخ

مقالات الرأي



■ ضحايا داعش يروون تجاربهم وشباب سوريا وليبيا والعراق يقدمون حلولاً لمشاكل بلادهم

■ نقل 2200 ضيف فى 24 ساعة منهم نجوم سينما ولاعبو كرة وباحثون كبار فى المراكز الاستراتيجية

■ بصمة أقدام الضيوف فى رمال الأهرام على أرض المطار


المشهد كان مؤلمًا لكل من يحترق قلبه على هذا الوطن، مسئول دبلوماسى من دولة إفريقية صغيرة يرفض أن تصل الطائرة التى تقله إلى مطار القاهرة الدولى لأنه غير آمن، طلب هذا المسئول أن يهبط فى قاعدة عسكرية.

ماذا فعل الإخوان فى مصر حتى نصل إلى هذه الدرجة، دول كانت تتمنى القرب من القاهرة الآن ترسل مندوبيها للتأكد من أحقية مصر فى العودة إلى الاتحاد الإفريقى، إنها جمهورية مصر العربية يا سادة التى أسست هذا الاتحاد تنتظر كلمة رضا  من مسئول صغير فى دولة إفريقية صغيرة، لقد رأى المشهد بعضا ممن يغيرون على وطنهم وقرروا ألا يتكرر هذا المشهد مرة أخرى، فى سنوات قليلة وعلى أرض مصر تتصالح فتح وحماس وتجتمع الأطراف الليبية ويصدر قرار بوقف إطلاق النار فى جنوب دمشق، على نفس الأرض يقرر العالم كله وبموافقة مصرية مصير الشرق الأوسط، فى سنوات قليلة لا تجرؤ أى دولة فى العالم أن تتخذ قرارا وتنفذه فى الشرق الأوسط دون دعم أو موافقة أو مبادرة مصرية، لقد عادت مصر قوية شابة ترفع رأسها فى وجه الجميع، مصر التى ستشاهدونها فى منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر المقبل، المنتدى الذى سيعيد الروح إلى مدينة سياحية كانت تحتضر، كانت مبادرة فى أحد مؤتمرات الشباب تبناها رئيس الجمهورية لتتحول خلال شهور قليلة إلى حلم مدينة ودولة، حتى الآن تأكد بشكل كبير حضور حوالى  20 رئيس جمهورية وولى عهد وأمير إلى المدينة، يتناقشون مع ٣٠٠٠ شاب حول العالم فى قضايا تهم كل مواطن فى مصر، من الأمن القومى وحتى الهجرة غير المنتظمة والتنمية المستدامة، هو أضخم مؤتمر عقد فى مصر منذ مؤتمر السكان العالمى، سيقام أضخم جسر جوى فى تاريخ مصر للطيران، حيث سيتم نقل ٢٢٠٠ ضيف فى ٢٤ ساعة تقريبا من ٨٣ دولة، حوارات حقيقية يشارك فيها شباب العالم من افريقيا وحتى أمريكا، يتحدث شباب سوريا وليبيا والعراق وفلسطين عن قضايا أوطانهم، يتناقشون مع المسئولين، ربما يصلون لحلول سلام برعاية مصرية، وليس ربما بل مؤكد سيعلنون مبادرات فاعلة وحقيقية فالنية لدى الجميع هى الحفاظ على كيان هذه الدول واستقرارها، سيتحدث ضحايا داعش أمام العالم من شرم الشيخ ويكشفون المؤامرة.

يشارك ٨٤٣ شابا فى التنظيم يجتمعون يوميا فى المجالس القومية المتخصصة ومركز شباب الجزيرة، لا بل يقيمون فى هذه الأماكن للتواصل مع أكبر مراكز أبحاث فى العالم وقنوات إعلامية مثل سى إن إن وكتاب وشخصيات كبيرة مؤثرة فى السوشيال ميديا ونجوم من هوليوود ونجوم رياضة ورموز دولية ومنظمات دولية، يواجهون وحدهم لوبى قطر  والإخوان الذين يراسلون هذه الشخصيات ويطلبون منها عدم الحضور إلى شرم الشيخ، فالأعداء يعلمون أن هذا الحدث يعيد الروح إلى شرم الشيخ هذا كابوس بالنسبة لهم، لقد نجح هؤلاء الشباب فى توفير التمويل من أموال المسئولية الاجتماعية فى البنوك، ومنظمات دولية كبيرة تخصص جزءا من الأموال لدعم قضايا إنسانية تناقش فى المنتدى . 

سيكون المنتدى أيضا أكبر تجمع للعلماء المصريين فى الخارج بالتنسيق مع وزارة الهجرة النشطة، وطالما أن إدارة الملف للشباب فالأفكار دائما خارج الصندوق، لقد تم عمل نقطة فى مطار شرم الشيخ فيها رمال حقيقية من الأهرامات، تخيل أن آلاف الشباب والشخصيات المؤثرة فى العالم سيضعون أقدامهم فيها وسيتم تصويرهم سيلفى وفى الخلفية مصر؟ 

تخيلوا كم ثمن هذه اللقطة وماذا يمكن أن تقدم للسياحة المصرية؟ 

فى المطار أيضا مكان تستطيع أن تقيس فيه طولك وما الملك الفرعونى الذى يقترب طوله منك، كلها أفكار بسيطة تساوى مليارات الجنيهات رغم أنها دعاية مجانية لمصر. 

سيسير فى شوارع شرم الشيخ ٦٠ تاكسى كاب لندن تقل أى شخص داخل المدينة مجانا. 

الدستور يمنع الرئيس السيسى من إقامة حزب سياسى ومع ضعف الحياة الحزبية أصبحت مؤتمرات الشباب هى الوسيلة الوحيدة للحوار المجتمعى العام، تشارك فيه جميع التيارات فى الوطن، تسببت هذه المؤتمرات فى الإفراج عن مئات من الشباب المحبوسين، وحلت مشاكل فى النوبة عمرها ٥٠ عاما، ولأول مرة نرى فيها رئيسا وحكومة يقدمون للشباب كشف حساب ويتناقشون مع الشباب ويستمعون لأفكارهم لقد انتقلت هذه المؤتمرات من القاهرة إلى أسوان ثم الإسكندرية ناقشت قضايا الصعيد والتنمية فيها، الآن تنتقل إلى المستوى الدولى لتعيد الروح إلى شرم الشيخ والشرق الأوسط.