أحمد شوبير يكتب: وماذا بعد؟!

الفجر الرياضي



الحمد لله صعدنا لكأس العالم بمجهود لاعبين محترمين وكفاءة جهاز فنى وإدارى رائع وبتشجيع جمهور عظيم والحمد لله فرحت مصر وعاشت ليلة من أجمل وأحلى لياليها بل أكثر من ليلة، وتسابقت كل وسائل الإعلام فى الاحتفاء بنجوم منتخب مصر أحلى وأجمل احتفال رغم الأرقام المبالغ فيها من نجوم المنتخب لاستضافتهم فى البرامج ولكن أيا كان فهو حقهم من وجهة نظرهم خصوصا أن الإنجاز بالوصول لكأس العالم لم يسعد المصريين فقط بل أسعد العالم كله.

ولكن الآن مضى حوالى أسبوعين على التأهل وللأسف مازالت الاحتفالات والتكريمات مستمرة وهذا هو ما يقلقنى حقيقة فالانتصار والصعود لنهائيات كأس العالم لم يكن سوى أول خطوة فى مشوار طويل جدا يستحق منا أن نخطط له بعناية واهتمام شديدين خصوصا أن معنا السعودية وتونس وإن شاء الله المغرب على الأبواب، وأيضا أننا أصبحنا فى التصنيف الثالث لذلك لدينا فرصة أكثر من رائعة للفوز ولو على الأقل بمباراة واحدة فى النهائيات وعلى ذلك فإن أمل التأهل للدور الثانى فى كأس العالم يبقى مطروحاً وبقوة، فلدينا جهاز فنى محترف يحسب حساباته جيدا نجح فى الوصول إلى نهاية بطولة الأمم الإفريقية ثم التأهل بجدارة وقبل نهاية التصفيات بمباراة لنهائيات كأس العالم، وأيضاً لدينا السعودية والتى نجحت عام 94 فى التأهل للدور الثانى والجزائر التى نجحت هى الأخرى فى التأهل عام 2010 للدور الثانى، وبالتأكيد سيكون لتونس والمغرب فى حال تأهلهما بالإضافة إلى السعودية كل الآمال فى التأهل لدور قادم وهو الأمل لجميع المصريين فلم يعد التأهل لكأس العالم يكفى أبداً بل أصبحت طموحات الشعب المصرى بل والشعب العربى تقريباً أجمع كبيرة فى منتخب مصر، خصوصا أنه يضم لاعبين على مستوى عال جدا يلعبون فى أعظم الدوريات الأوروبية ومن هنا لم تعد هناك الرهبة التى كنا نعيشها قديما عندما نلاقى فريقا أوروبيا بل إن الرهبة انتقلت إليهم الآن فلدينا أحسن لاعب فى إفريقيا محمد صلاح وهو بمفرده يوازى فريقاً كاملاً ولدينا خطوط متكاملة وبالتالى أعتقد أن كوبر وجهازه الفنى بالاشتراك مع اتحاد الكرة المصرى الذى لا يمكن أن نغفل دوره فى الإنجاز أصبح لزاما عليهم من اليوم التالى للصعود إلى النهائيات أن يفكروا جيدا فى استثمار كل يوم لصالح منتخب الوطنى وكيفية ظهوره بالمظهر اللائق كفريق أصبح حديث العالم وعليه أن يبادر وبسرعة إلى إعلان خطته القادمة للاستعداد لكأس العالم ومواجهة كل الفرق على كل المستويات أيا كان اسمها والتى أتوقع أن يكون من بينها فرق متواضعة مثل بنما كتصنيف رابع فى هذه النهائيات على حساب أمريكا التى خرجت فى مفاجأة مدوية. تاركة الفرصة لمنتخب مصر للنجاح والتأهل إلى الدور الثانى ليس بسهولة لكن بالتعب والجهد والعرق والتخطيط ولعل هذه النقطة بالتحديد هى أهم النقاط التى يبرع فيها هكتور كوبر وجهازه فى كيفية التخطيط والتجهيز والإعداد للمناسبات القوية.

لذلك أرجو من كوبر أن يكون قويا وحاسما أولا فى اختياراته للمرحلة القادمة ثم إعلان فترة الإعداد الطويلة التى أرجو أن تبدأ بعد مسابقة الدورى مباشرة حتى لو لم يكن فيها بعض من اللاعبين المحترفين الذين هم القوام الرئيسى للمنتخب الوطنى ولكن وبكل تأكيد هناك عناصر أخرى ظهرت وتظهر من داخل مسابقة الدورى العام وحسنا فعل كوبر عندما أعلن للجميع أنه لن يتنازل أبدا عن استمرار المسابقة وانتظامها لأنها نافذة ممتازة له للنظر على معظم اللاعبين وقد تكون هناك مفاجآت فى الاختيارات خصوصا أن أمامنا ما يقرب من ثمانية أشهر كاملة حتى تبدأ نهائيات كأس العالم.. الفرصة سانحة وبقوة لرجال منتخب مصر لتحقيق إنجاز ليس الوصول بل تخطى دور واحد على الأقل فى البطولة ومن يدرى فقد تستمر مفاجآت الفراعنة الطيبة ونصعد لأكثر من دور خصوصا مع طريقة لعب هكتور كوبر والتى تجبر المنافس على الزهق والعصبية ومن هنا يستطيع كوبر أن يخطف مباريات كبيرة ويحقق مفاجآت متتالية.. أرجو ألا نتوقف طويلا أمام الانتصار والتأهل فهى مرحلة وانتهت، أما الآن نحن فى انتظار أن يسعدنا منتخبنا الوطنى كمان وكمان.