طليقة ترامب تكشف أسرار عائلة الرئيس الأمريكى

العدد الأسبوعي

عائلة ترامب مع طليقته
عائلة ترامب مع طليقته


إيفانا أصدرت كتابا عن علاقة الأب بأبنائه الثلاثة وحاولت استفزاز السيدة الأولى

■ الكتاب يكشف تفاصيل حياة الرفاهية بمدينة نيويورك


أصدرت إيفانا ترامب، الزوجة الأولى – والمطلقة الأولى أيضا - للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كتابا بعنوان «تربية ترامب»، قالت الطليقة الأولى فى مقدمة الكتاب الذى عرضه موقع «سلات»: «أعتقد أن الفضل فى تربية هؤلاء الأطفال الكبار يعود إلي». علما بأنها أم لثلاثة من أطفاله الخمسة وهم إيفانكا، إريك ودونالد، خلال فترة زواج قدرت بخمسة عشر عاما.

وأضافت فى مقدمة كتابها: «عندما يتخرج  كل واحد من الكلية،  كنت أقول لزوجى هذا هو المنتج النهائى، الآن حان دورك»، الافتراض الأساسى للكتاب، أن الأطفال الثلاثة الأكبر للرئيس الأمريكى ترامب يحظون بإعجاب  كل الناس، وهو  افتراض سخيف بشكل واضح على حد وصف أغلب الصحف الأمريكية، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه المذكرات يمكن تشبيهها بمذكرات والدة الملكة الفرنسية مارى انطونيت، قد تندهش فى البداية من صدورها ولكنك فى النهاية سوف تشعر بالفضول وترغب فى اكتشاف ما تتضمنه من قصص وحكايات تتأرجح ما بين نميمة المجتمع الراقى وخبايا عالم الصفوة.

تتناول الفصول الأولى من الكتاب السنوات الأولى من حياة إيفانا فى تشيكوسلوفاكيا الشيوعية، وترسم هذه الفصول صورة متعددة التفاصيل لحياة إيفانا فى ظل الأنظمة الشمولية. تصف إيفانا الجوارب اليدوية، المساكن الحكومية التى تبدو وكأنها مكعبات، الرشاوى الروتينية، والخضروات المدفونة فى الرمال للحفاظ عليها فى الشتاء. وتكشف الدروس التى تعلمتها فى ظل الشيوعية التى أعدتها لتصبح  زوجة ترامب. وتقول: (كونك أقل من الأفضل لم تكن ببساطة خيارا، لأنه بطريقة حقيقية جدا، خطأ واحد يمكن أن يفسد حياتك).

تفوقت  إيفانا فى رياضة التزحلق على الجليد، ما أتاح لها فى نهاية المطاف فرصة رؤية العالم خارج الستار الحديدى. فى الستينيات عندما زارت فيينا، وقعت فى الحب لأول مرة مع رفاهية الحياة الرأسمالية. رأت الفراولة تباع فى فبراير، والناس يضحكون فى المطاعم التى تتضمن قوائم طعام لم ترها من قبل. لكن بسبب الاستجوابات الرسمية التى تتعرض لها فى كل مرة تعود فيها إلى تشيكوسلوفاكيا، اضطرت إيفانا إلى التظاهر بعدم الرضا عن الثراء الذى شاهدته فى الغرب. لكنها تعهدت لنفسها انها ستعيش يوما ما هذه الحياة، وقعت فى غرام الكعك والشمبانيا، السيارات اللامعة الهائلة والفراء.

ونجحت الشقراء الجميلة فى شق طريقها إلى براج، ثم كندا، وأخيرا إلى مدينة نيويورك حيث بدأت العمل كعارضة أزياء، والتقت دونالد ترامب فى أول ليلة لها فى هذه المدينة الشهيرة. وفى عطلة للتزحلق على الجليد طلب ترامب الزواج منها  وقال لها: (إذا لم تتزوجنى، سوف تدمر حياتك).  وقالت إنها بالكاد شاركت فى التخطيط لحفل زفافها الفخم فى مانهاتن ولم تكن تعرف سوى  6 أشخاص فقط  من الـ 600 شخص الذين حضروا. واستمر شهر العسل يومين فقط، لأن زوجها الجديد اضطر إلى العودة مرة أخرى إلى نيويورك لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة عقارية.

يكشف كتاب (تربية ترامب) تفاصيل حياة  الرفاهية والثراء فى الثمانينيات بمدينة نيويورك كما هو الحال بالنسبة لرصد ملامح الحرمان فى تشيكوسلوفاكيا الشيوعية. تصف عارضة الأزياء السابقة السيارات السريعة، والكافيار، وتصفيفات الشعر الضخمة، والقيل والقال فى عالم الطبقة الراقية. تحولت الفتاة التى وقعت فى غرام  الملابس الفخمة التى رأتها فى فيينا إلى أشهر سيدة فى نيويورك وتنتقل بأفخم السيارات وتتناول الطعام فى أفخم المطاعم ولا ترتدى سوى فراء المنك. وبعد عقود من الزمن، يبدو أن إيفانا لا تحمل أى مشاعر غضب أو ضغينة تجاه طليقها الذى أهانها أمام العالم عندما خانها مع الممثلة المغمورة مارلا مابلز، وعندما وقع الطلاق بينهما فى بداية التسعينيات وتزوج ترامب من مارلا صرح الرئيس الأمريكى لجريدة نيويورك  بوست قائلا إن علاقته مع مارلا هى أفضل علاقة عاطفية عرفها فى حياته.

وتصر إيفانا على أنها كانت والدة صارمة، ولكنها فى نفس الوقت تكشف أن ترامب قد اتصل فى إحدى المرات بمعلم إيفانكا لطلب إعادة جدولة الامتحان الخاص بها حتى تتمكن الفتاة المراهقة من حضور حفلة عيد ميلاد فى لاس فيجاس، ويكشف الكتاب كيف أثر الطلاق على تربية الأبناء.

تحكى إيفانا أن بعد فترة وجيزة من انفصالهما، أرسل ترامب حارسا شخصيا إلى شقة العائلة لجلب دونالد البالغ من العمر 12 عاما  فى ذلك الوقت واصطحابه إلى مكتب ترامب. ثم اتصل ترامب بزوجته السابقة  وقال لها: (إيفانا، سوف يبقى دونالد معي). فى هذه المرحلة، لم يكن دون الابن يتحدث حتى لأبيه.  وأجابت إيفانا: (احتفظ به، لدى طفلان آخران لتربيتهما). وبعد عشر دقائق، أعاد الحارس الشخصى الصبى إلى والدته. ترامب، بطبيعة الحال، كان فقط  يحاول أن يضغط عليها ويمارس شكلاً من أشكال الخداع.  وبشكل عام تشعر إيفانا بالفخر من تربيتها لأطفالها، بل تؤكد فى كتابها أن ابنتها إيفانكا كانت سببا مباشرا فى نجاح زوجها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، فالشعب الأمريكى ينظر إلى إيفانكا ويراها فتاة رائعة فى جميع الجوانب وبالتالى لا يمانع من اختيار والدها كرئيس للدولة.

بعد الطلاق حافظت إيفانا على اسم ترامب، وعلى ما يبدو، حافظت على  القيم الخاصة لهذه الأسرة التى أصبحت تحكم الولايات المتحدة الأمريكية ومن ضمنها  أهمية المظاهر والمال والانتصارات العامة.

وتضمن الكتاب الكثير من القصص والحكايات عن هذه العائلة، على سبيل المثال عندما أنجبت إيفانا طفلها الأول فى المستشفى واقترحت تسميته دونالد ترامب الابن، أصيب ترامب بالرعب ورد عليها قائلا:  (ماذا لو كان  فاشلا؟). كما تكشف أنه عندما  كانت تحضر مع دونالد بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، كانا يحرصان على تشجيع الفائز فى المباريات  بصرف النظر عن اسمه.  

لكن الضجة التى أحدثها الكتاب لا تقارن بالضجة التى أحدثتها تصريحات إيفانا أثناء جولتها الترويجية للكتاب. على سبيل المثال فى أحد الحوارات التليفزيونية أشارت إيفانا لنفسها باعتبارها السيدة الأولى وهو اللقب الذى تحمله الزوجة الحالية للرئيس الأمريكى ميلانيا، الأمر الذى دفع مكتب ميلانيا إلى إصدار بيان وصف فيه إيفانا بأنها تسعى للفت الانتباه.