100 مليون جنيه فاتورة 100 فدان ملك الدولة بالإسماعيلية

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


بالمستندات.. 3 وقائع جديدة لمسلسل الاستيلاء على أراضى الدولة


رغم الإجراءات الصارمة التى اتخذتها الدولة خلال الأشهر الأخيرة لإزالة التعديات على أراضى الدولة، إلا أن الملف لا يزال مفتوحا على مصرعيه، وهو ما تؤكده مستندات حصلت عليها «الفجر» تؤكد استيلاء أعضاء بمجلس النواب على مساحات أراض بمحافظتى القاهرة والإسماعيلية، فضلاً عن قضايا أخرى تخص أراضى بالبحيرة.

فى تقرير رسمى صادر عن مكتب محافظ القاهرة، حصلت «الفجر» على نسخة منه، اعترفت المحافظة بتعدى رجل الأعمال وعضو مجلس النواب، هانى مرجان، على أراضى الجبانات والمقابر الأثرية بطريق الأوتوستراد بحى منشية ناصر، وسط القاهرة.

ويشير المستند إلى ورود شكوى من أحد المواطنين بتاريخ 27 يونيو 2017، تحت رقم 388، تفيد تعدى النائب على أراضى الدولة، وفى تقريره الرسمى الذى عرض على المحافظ اللواء عاطف عبد الحميد، أكد نائب المحافظ اللواء محمد أيمن، بأن نائب منشية ناصر، تعدى على أراضى الجبانات والمقابر الأثرية على طريق الأوتوستراد.

وأشار تقرير المحافظة إلى أنه سبق سماع أقوال النائب أمام لجنة الإدارة المحلية بالمحافظة، بناء على طلب إحاطة قدمه النائب محمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية.

وأوضح أنه تم الرد مدعوما بجميع المعلومات والمستندات على النحو الموضح بالكتاب المرسل تحت رقم 160 بتاريخ 10/4/2017.

 وقالت محافظة القاهرة إنها خاطبت النائب فى إبريل 2017، بالتعديات التى قام بها على أراضى المقابر والجبانات، على نحو مخالف للقانون، إلا أنه تمادى فى تعدياته متعمداً، وتعنت فى إزالة المخالفات، بل أنه قام بصب سقف الطابق الأرضى، ضارباً بجميع القوانين واللوائح والقرارات، عرض الحائط، وأرفق نائب المحافظ فى تقرير للمحافظ مستنداً رسمياً يثبت صحة تعمد النائب، التعدى على أراضى الدولة، والبناء المخالف عليها.

وأشار المستند إلى أن «مرجان» قام بأعمال البناء على الأرض، وصب الأعمدة الخرسانية دون اتخاذ أى إجراءات قانونية، وهو ما دعا رئيس حى منشأة ناصر إلى التحفظ على خلاط الخرسانة، وتحرير محاضر بالواقعة، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال مخالفات النائب، والتى تمثلت فى انتهاك واضح لحرمة المقابر، ولقانون الجبانات، وللقرارات الصادرة فى هذا الشأن، فضلاً عن أن التعديات تمثل كارثة على نطاق الحى، وتخل بمبدأ المساواة أمام القانون، وأوصى نائب المحافظ الجهات المعنية بسرعة توفير الدعم الأمنى لتنفيذ قرار إزالة تعديات النائب على أراضى المقابر والجبانات.

 وفى محافظة الإسماعيلية بمنطقة القنطرة غرب، وتحديدا على أرض حوض شجرة العبيد، التى تبلغ مساحتها 100 فدان، ويتجاوز ثمنها 100 مليون جنيه، وفقا لما جاء على لسان أهالى المنطقة، الذين أكدوا أن سعر الفدان يتجاوز المليون جنيه.

وتفيد الأوراق التى حصلت عليها «الفجر» أن الأرض من أملاك الهيئة العامة للإصلاح الزراعى، التى تقف مكتوفة الأيدى، عاجزة عن استرداد تلك المساحة، رغم نزاعات استمرت 5 سنوات، أدى بعضها إلى استخدام عصابة المتعدين للأسلحة النارية، وهو ما أثبتته البلاغات الرسمية والدعاوى القضائية ضد المستولين على الأرض، ومنها القضية 9227 لسنة 2016، التى قضت فيها محكمة القنطرة الجزئية ضد أحمد.س، وصلاح. ى، ومحمد. م، بالحبس 6 أشهر مع الشغل.

ورغم إصدار الوحدة المحلية بمنطقة القنطرة غرب، قرارا منذ عام ونصف العام، برقم 21 لعام 2016، بإزالة التعديات، إلا أن التعديات كما هى، وأشارت الوحدة فى قرارها إلى أن التعديات عبارة عن ردم وتسوية 3 أفدنة، وإقامة عشش بالمخالفة للقانون، وأوصت الوحدة بإزالة تلك التعديات وطرد مغتصبى الأرض بمعاونة مركز شرطة القنطرة غرب.

كما أوصت الوحدة المحلية أيضا بتحرير محضر ضد مغتصبى الأرض، وشددت على الجهات المختصة تنفيذ القرار، وفقا لاختصاص كل جهاز مسئول عن استرداد أملاك الدولة.

وعلمت «الفجر» من مصادرها بالمحافظة، أن التعديات على الـ 3 أفدنة فيما يعرف بأرض بركة غويبة كما هى، وهو ما أكده خطاب مرسل من الوحدة المحلية إلى مكتب محافظ الإسماعيلية، أوضحت فيه أن الـ 100 فدان على طريق بورسعيد العام، يستولى عليها شخص يدعى أسامة.أ، وأوصى الخطاب بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المدعو، حفاظاً على أملاك الدولة.

 وفى البحيرة تطفو على السطح قصة جديدة فى مسلسل استرداد أراضى الدولة، كشفتها قوة أمنية من مديرية أمن البحيرة، عندما توجهت لتنفيذ قرار إزالة تعديات على أراض زراعية بمدينة إدكو، وعندما بدأت لوادر الهدم العمل، فوجئ الأهالى بسقوط صاحب إحدى القطع على الأرض لافظا أنفاسه الأخيرة، ويدعى سالم محمد الشيخ، ما استدعى قيام نجله بتحرير محضر بمركز شرطة إدكو تحت رقم 565 إدارى، مرفقا به شهادة الشهود، يفيد أن والده فارق الحياة، بسبب قيام لودر الهدم بإزالة الزراعات القائمة بأرضه.

يقول «محمد» نجل المتوفى إنه فوجئ باتصال هاتفى من أحد أهالى البلدة، يخبره بأنه كان موجودا بصحبة والدة عندما سقط على الأرض، فاقدا الحياة، أثناء أعمال الإزالة، وأوضح أنه توجه إلى الأرض على الفور، وقام بنقل والده إلى مستشفى إدكو العام، وهناك أخبره الأطباء بوفاته نتيجة سكتة قلبية.

وأكد نجل المتوفى أنه على الرغم من تجاوز والده سن الـ 70 عاما، إلا أنه كان يتمتع بصحة جيدة، كأى شاب، كما أكد أنهم يمتلكون ما يثبت ملكية الأرض، لكن قضاء الله نفذ.