خبراء يُفجرون مفاجآت.. ما هو سر اختيار الواحات للعملية الإرهابية الأخيرة؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أثار الهجوم الإرهابي الأخير بطريق الواحات، والذي وقع فيها تبادل لإطلاق النيران بين قوات الأمن، وعناصر تلك البؤرة، أسفر عنه وقوع إصابات وحالات استشهاد بين صفوف قوات الشرطة، تساؤلات عدة بشأن  سر اختيار هذا المكان تحديدًا.

 

وأكد بعض المراقبون في الشأن الاستيراتيجي، والأمني، أن اختيار طريق الواحات، نظرًا لقربها من الحدود الليبية، وهو ما يدل على تجفيف  منابع الإرهاب في سيناء، متوقعين  أن تكون قطر متورطة في هذه العملية، لأنه يدها دائمًا ملوثة بالعمليات الإرهابية في مصر.

 

شهدت منطقة الواحات الصحراوية الواقعة غرب الجيزة، معركة حامية الوطيس بين قوات الأمن وعناصر إرهابية مسلحة، بعد أن داهمت مأمورية أمنية من قطاعات الأمن الوطني والعمليات الخاصة ووحدة مكافحة الإرهاب وقطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، موقعا على بعد نحو 35 كم في عمق الصحراء من نقطة الكيلو 135 بطريق الواحات، لضبط عناصر مسلحة، دلت المعلومات الأولية على اتخاذهم من الموقع معسكرا تدريبيا، للتجهيز والتخطيط لتنفيذ عمليات عدائية ضد منشآت شرطية في البلاد خلال الفترة المقبلة.

 

 وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا، أكدت فيه أن الواقعة أسفرت عن وقوع 16 شهيدًا على عكس ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي بأنه 53، موضحًا أن من بينهم 11 ضابط، و4 مجندين، ورقيب، كما تم إصابة 13 من القوات.

 

وأضاف البيان، أنه تم مقتل وإصابة 15 من الإرهابيين خلال اشتباكات، والذي تم إجلاء بعضهم من مكان الحادث بمعرفة الهاربين منهم.

 

ردًا على المصالحة الفلسطينية

في ضوء ما سبق يقول اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن إحكام الحصار على الإرهابيين في سيناء يجعلهم يهربون إلى مناطق أخرى، فضلاً عن تشتيت الجهود الأمنية والقوات المسلحة، أو تسللهم من ليبيا واختبائهم في الواحات، ورصدتهم القوات الأمنية وقامت بمداهمتهم.

 

وبسؤاله هل من الممكن تكون هذه العملية نكاية في مصر عقب المصالحة الفلسطينية، أضاف "مظلوم"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أنه من الممكن تكون هذه العملية تكون ردًا على المصالحة، وعلى مكانة مصر ونهوضها الفترة الحالية، لاسيما عقب افتتاحها بعد المشروعات.

 

تورط قطر

وأشار الخبير العسكري، إلى أن من المتوقع أن تكون قطر متورطة في هذه العملية، لأنه يدها دائمًا ملوثة بالعمليات الإرهابية في مصر، فممكن تكون داعمة لهم بالمعلومات استطاعت أن تتحصل عليها عن طريق عناصرها الإرهابية.

 

أجهزة مخابرات عالمية وراء الحادث

فيما قال خالد الزعفراني، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن اختيار طريق الواحات، نظرًا لقربه من الحدودا الليبية، مشيرًا إلى أن هناك مجموعات إرهابية تنتمي لداعش وأنصار الشريعة يتمركزون في ليبيا تتدرب وتسلح بأحسن الأجهزة، وتمول من أجهزة  مخابرات عالمية، وتتربص لمصر منذ فترة، وكان هناك تحذيرات من ذلك.

 

وأضاف "الزعفراني"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن هذه العناصر محركة من قبل مخابرات عالمية للنيل بمصر، وذلك لأغراض ومصالح مجهولة.

 

وأشار الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الأجهزة الأمنية كانت على علم أن هناك جماعات إرهابية تدرب ومسلحة في ليبيا، وكانت تتابعها وبالفعل القوات الأمنية المصرية تصدت لها أمس.

 

ضعف إمكانيات الإرهابيين

وأوضح العميد السابق محمود قطري، الخبير الأمني، إن اختيار الأماكن تختلف وفقًا للامكانيات المتاحة أمام هذه الجماعات، مشيرًا إلى أن هذه العناصر تنتمي لداعش قادمين من خارج الجمهورية واحتمال أكبر أن يكونوا قادمون من ليبيا، لأنهم لم يفعلوا عمليتهم الإرهابية داخل الدلتا والكتل السكانية.

 

وأضاف "قطري"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن بعد حادث السطو على بنك في العريش يشير إلى أن الجماعات الإرهابية حاولت تغير أسلوبهم الإجرامي، لاسيما عقب محاولة تجفيف منابع الإرهاب وتمويلها، وهزيمة داعش في الشام والعراق، أدى لحدوث الواقعة في الواحات، لنشاط عناصر داعش في ليبيا.

 

الحل للقضاء على الإرهاب

أما عن توقع حدوث أعمال إرهابية الفترة المقبلة مماثلة في أماكن مختلفة، توقع الخبير الأمني، أن الإرهارب لا يمكن دحره، طالما هناك فصيل يحاول دمار البلاد، في إشارة منه لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن الحل هو الحوار مع هذه الجماعة ولكن بشروط الحكومة، لإتمام مصالحة من أجل القضاء على الإرهاب.