صحف إسبانيا: فرض السيطرة المطلقة على كتالونيا.. رئيس الإقليم يطلق التحذير الأخير

عربي ودولي

حاكم كتالونيا يتوسط
حاكم كتالونيا يتوسط تظاهرة ضد الحكومة الإسبانية


أبرزت صحف مدريد اليوم أنّ الدولة الإسبانية ستفرض السيطرة الكاملة على إقليم كتالونيا، الذى يتمتع بحكم ذاتى، بحلول الجمعة المقبلة بعد تصديق البرلمان على قرارات رئيس الوزراء ماريانو راخوى.

 

وتضمنت قرارات راخوى، السبت بعد تطبيق المادة 155 من الدستور، عزل حاكم كتالونيا ونائبه، والدعوة لانتخابات إقليمية مبكرة خلال 6 أشهر لانتخاب رئيس جديد للإقليم، مع استمرار البرلمان شريطة عدم اتخاذ مبادرات تنتهك سيادة القانون.

 

 ورغم أكدّت الصحف الإسبانية عن مصادر أنّ حل البرلمان الكتالونى سيتم بأسرع وقت ممكن فور استعادة الهدوء فى كتالونيا، وعقد انتخابات، كما سيوافق البرلمان الإسبانى على عزل رئيس الشرطة الكتالونية والسيطرة على التليفزيون الرسمى وراديو كتالونيا، لضمان عدم إثارة النزعات القومية والانفصالية، وبذلك ستفرض مدريد السيطرة المطلقة على كتالونيا.

 

 ورداً على تلك الإجراءات، ألقى حاكم كتالونيا كارلس بيجيدمونت، خطاباً متلفزاً منذ قليل، أدان فيه تصفية الديموقراطية والحكومة، واصفاً ذلك بأنه أسوأ هجوم على الديموقراطية منذ عهد الجنرال الديكتاتورى فرانسيسكو فرانكو، الذى ألغى الحكم الذاتى فى كتالونيا عام 1975، بعد إعدام آلاف النشطاء.

ويأتى ذلك رغم تصريحات "راخوى" بأنّه لم يقم بإلغاء الحكم الذاتى فى كتالونيا، بل عزل أشخاص خارجين عن القانون، مؤكداً أنّه كان مُجبراً على اتخاذ ذلك القرار لمواجهة عضيان ومواجهة غير مقبولة، وأنّ حكومة كتالونيا كانت تسعى لللوصول لتلك المرحلة.

 

كما حذّر بيجيدمونت من أنّ الشعب الكتالونى لن يقبل قرارات الحكومة المركزية فى مدريد، بعد قيادة تظاهرة لنحو نصف مليون شخصاً فى شوارع برشلونة احتجاجاً على تطبيق المادة 155، كما طالب حاكم الإقليم هؤلاء بالدفاع عن مؤسساتهم الديموقراطية، وأكدّ أنّ كتالونيا لا تستمد شرعيتها من الدستور الإسبانى.

 

أمّا الرسالة الثالثة التى وجههّا بيجيدمونت إلى "راخوى"، وهى دعوة البرلمان الكتالونى للانعقاد فى وقت سيحددّه خلال الأيام القليلة المقبلة لمناقشة الردّ المحتمل على قرارات مدريد.

 

ورغم أنّ بيجيدمونت لم يُشر إلى إمكانية إعلان الاستقلال خلال الجلسة المقبلة، لكنّه هدّد مؤخراً ببدء خطوات رسمية ببدء الانفصال رسمياً من جانب واحد إذا ما تم استدعاء المادة 155، ورفض طلبه الأخير للحوار، وحذّرت المحكمة الدستورية الإسبانية من أنّها ستوجّه تهمة التمرّد إلى بيجيدمونت، فى حالة إعلانه الاستقلال.

 

بينما طالب حزب "لا كوب" الانفصالى بإعلان الاستقلال فى أقرب وقت ممكن، كما وصفت رئيسة البرلمان الكتالونى "كارمن فوركاديل" قرار مديد بأنّه انقلاب، متعهدّة بعدم التراجع عن طموحات الاستقلال، والدفاع عن مؤسساتهم أكثر من أى وقت مضى.

 

كما أدان فريق برشلونة قرار حبس قادة انفصاليين، معتبراّ ذلك تصرفاً غير ديموقراطياً، واعتبر الرياضى الكتالونى "بوب جوارديولا" اليوم بأنّه حزين للديموقراطية، معتقداً أنّهم فى القرن الـ21، لكنّه للأسف حدثت تلك الأمور.


وقال جوارديولاً إنّ البرلمان الكتالونى أقدم بكثير من الإسبانى، ومن المؤصف عدم السماح لهم بالتصويت، وسماع صوت الشعب الكتالونى.

 

وبعد استفتاء أول أكتوبر حول انفصال كتالونيا، قرّر حاكم الإقليم تعليق عملية الانفصال لإتاحة الفرصة للحوار حول الاستقلال، لكنّ مدريد رفضت، وأمهلته للتراجع قبل السيطرة على الإقليم.