مدرسة أسوان الحربية.. حكاية مكان له تاريخ

منوعات

مدرسة أسوان الحربية
مدرسة أسوان الحربية - أرشيفية


انتهت حرب نابليون عام 1815 بتسريح الجيش، وتوقف الكثير من الضباط عن العمل، وظل سليمان باشا الفرنساوي متواجد.

أخذ سيف على عاتقه انشاء جيش مصرى حديث، فأستصدر امرا من محمد على باشا فى 8 اغسطس سنة 1821 بأنشاء مدرسة أسوان الحربية.

بدأ فيها بتعليم العدد الضرورى لتولى مهمة مهمة ضباط الجيش، وجمع له محمد على لهذا الغرض الفا من المماليك الشبان الذين تألفت منهم نواة الجيش المصرى، وكان برنامج التعليم الموضوع يستغرق ثلاث سنوات تقريبا.

وليس ادل على اهتمام محمد على بأمر هذه المدرسة وعلى مقدار ماكان يعلقه عليها من امال من هذه الرسالة التى وجهها فى 12 محرم سنة 1238 هـ (29 سبتمبر 1822) الى نواة ضباط جيشه الجديد بأسوان والتى تنبئ عما فى مكنون نفسه للنهوض بدولته الجديدة.
 
وقد ضرب محمد على مثلا عاليا إذ الحق ابنه ابراهيم بهذه المدرسة ليتعلم كواحد من طلبتها، وكان هذا من اكبر عوامل نجاح المشروع، ولايفوتنا أن نذكر أن هناك حادثة صغيرة كان فيها إبراهيم مثلا للطاعة والنظام.

فقد اتفق أن (سيف) كان يمر ذات يوم هو ومن معه من الضباط فأتخذ ابراهيم موقفه في أول الصف مع إنه كان أقصرهم قامة، فأمسك سيف يده وارجعه إلى آخر الصف الذى يتفق مع قامته، فأمتثل إبراهيم ولم يعترض، فضرب بذلك مثلا في تقبل الروح العسكرية الحديثة.

وقد نقلت هذه المدرسة من أسوان الى اسنا ثم الى اخميم ثم الى بنى عدى ثم إلى أثر النبى، واستدعى محمد على باشا نخبة من الضباط الفرنسيين، منهم الجنرال بواييه والكولونيل جودان، وكان لهم أثر واضح فى التدريب الحديث على نمط الجيش الفرنسي في أداء الحركات والسير والمناورات فيما عدا النداء فكان يصدر باللغة التركية.