صفقات الصين وبنما.. هل بكين مستعدة لمنافسة واشنطن في أمريكا اللاتينية؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


تواصل الصين وبنما تطوير العلاقات بعدد من المشاريع قيد الإعداد ويجري تنفيذ مشاريع أخرى بالفعل. وبالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية الواضحة، يبدو أن هذا الاتجاه مدفوع باعتزام بكين توسيع وجودها السياسي والاقتصادي في المنطقة.

وقالت وكالة "سبوتنيك"، إن شركة صينية بدأت بناء ميناء في بنما بقيمة 165 مليون دولار لسفن الرحلات البحرية، وهو أول مشروع أعلن منذ إعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يونيو.

وسوف ينشئ الاتحاد، بما في ذلك شركة تشاينا هاربور الهندسية المحدودة، وشركة جان دي نول البلجيكية، ومحطة في جزيرة بيريكو بالقرب من مدخل قناة بنما.

ومن المتوقع أن يحول المشروع الجزيرة إلى وجهة سياحية. ويشير الخبراء إلى أن شركات سياحية وفنادق ومطاعم صينية أخرى ستبدأ عملها في المنطقة عقب شركة تشاينا هاربور الهندسية.

ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وبنما، تجرى محادثات لتخفيف نظام تأشيرات السياح الصينيين. وقد جرت الجولة الأخيرة من المفاوضات في وقت سابق من هذا الاسبوع.

قال وانغ تشي مينغ، مدير مركز العولمة والتنمية في معهد الأعمال الدولية والاقتصاد، لـ"سبوتنيك" الصينية، إن مشروع جزيرة بيريكو يعد خطوة رئيسية في تطوير العلاقات بين الصين وبنما.

وأضاف، "أن العلاقات بين الصين وبنما لها تاريخ طويل وجذور مشتركة، فالعلاقات السياسية مهمة جدا للتعاون الاقتصادي، كما أن قناة بنما تحدد الوضع الجيوسياسي والجغرافي والاقتصادي لبنما، وقد استخدمتها السفن الصينية بنشاط، وسوف يزداد دورها فى العلاقات الثنائية".

وأكد المحلل، أن هناك عددا من المزايا الاقتصادية التي يمكن أن تحصل عليها الدولتان من هذا التعاون وهما توسيع نطاق الوصول إلى المجرى المائي العابر للمحيطات للشركات الصينية، ومن ناحية أخرى الفوائد الاقتصادية للاقتصاد البنمي بما في ذلك مشاركته المحتملة في مبادرة حزام واحد طريق واحد بقيادة بكين.

وأشار وانغ، إلى "أن التجارة مع الصين ومشروعات البنية التحتية لديها سيكون لها تأثير محفز قوي على اقتصاد بنما، وهذا التعاون يبدو واعدا للغاية".

وحاولت الشركات الصينية بالفعل توسيع وجودها في المنطقة منذ عدة سنوات، أثناء تحديث قناة بنما. في ذلك الوقت، واجهوا مقاومة شرسة من الولايات المتحدة. 

الآن، هم يقاتلون، والمشروع قد وضع في السابق من قبل شركة تشاينا هاربور الهندسية. من الآن، لن تكون واشنطن قادرة على تجاهل التوسع العالمي للصين، ولا سيما توسيع العاصمة الصينية في أمريكا اللاتينية.

وفي نفس السياق، أكد رئيس بنما خوان كارلوس فاريلا، أن إعادة العلاقات الدبلوماسية تمنح بلاده مزايا التعاون الاقتصادي مع الشركات الصينية.

وقال، "إن الخطوات الدبلوماسية التي اتخذناها تحقق فوائد دقيقة لشعب بنما بمشروعات من هذا القبيل حيث تشارك الشركات الصينية بكفاءة في التكاليف".

وقال ألكسندر خارلامينكو، وهو باحث في معهد أمريكا اللاتينية في الأكاديمية الروسية للعلوم، إن قرار بنما بجذب الأموال الصينية منطقي، ويشير أيضا إلى تحول كبير في السياسة الخارجية للأمة في أمريكا اللاتينية.

وأضاف، "على ما يبدو، لا يوجد مصدر آخر للاستثمار، والأهم من ذلك أن بنما تحتاج إلى بعض الضمانات الجيوسياسية ضد ضغوط واشنطن، ومنذ فترة طويلة، منعت الولايات المتحدة بنما من إقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي والصين، ولكن الوضع الحالي يظهر أن الدور العالمي للصين آخذ في الازدياد، ومن ناحية أخرى، يشير إلى تغييرات معينة في أمريكا اللاتينية خلال الـ15 عاما الماضية".