على البكري المجذوب الذي أصبح ولي وصاحب مقام!

منوعات

مسجد علي بكري
مسجد علي بكري


الحقيقة غير ذلك.. وربما تكون صادمة لعشاقه الذين توارثوا عنه حكايات وكرامات ومعجزات.. فالحقيقة التي كشفها الكاتب حمدي أبوجليل في كتابه “القاهرة شوارع وحكايات” الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تؤكد أنه مجرد مجذوب لا أكثر.

حيث يقول أبوجليل في كتابه أن المسجد الذي يحمل اسم "على البكري" والذي يوجد بشارع الرويعي الذي يعد واحد من أقدم وأشهر شوارع القاهرة القديمة.. هو في الأصل جامع أنشأه “قاسم بن الحاج محمد داده الشرايبي” الذي ينتمي إلى أثرة ثرية كانت تملك قصراً بالقرب من شارع الرويعي عرف باسم “العتبة الزرقاء” وبعدها آل القصر إلى عباس حلمي الأول فهدمه وأعاد بناءه وسماه العتبه الخضراء ومنه اتخذ الميدان القريب من الشارع اسمه.

توفي قاسم الشرايبي صاحب الجامع في الأصل في عام 1734 بعد تعرضه لحادث غريب أودي بحياته.. فيحكي ابوجليل أنه وفي ذلك الزمان كان الحلاقون هم الأطباء المعتمدون في القاهرة القديمة.. وبينما كان أحد الحلاقون يجري عمليه فصد لقاسم الشرايبي بتر خصيته فمات في الحال.. ليفقد قاسم حياته ويفقد مع الوقت جامعه الذي آل بفعل العامة لعلى البكري المجذوب الذي اعتقد الناس بكراماته.


يحكي أبو جليل عن على البكري فيقول:

كان على البكري يخلع ملابسه تماماً ويمشي بالشارع كاشفا عورته بينما يده تقبض على نبوت طويل يرهب به المارة.


ويوضج أبو جليل سبب تحوله إلى وليّ وصاحب مقال فيقول:

وسبب اعتقاد الناس بكراماته أنه كان يقول كلاما غامضا ينصت إليه الناس ويستخرجون منه ما يشاؤون من المعاني والتنبئوات كل على حسب هواه ورغباته.

وكان لعلى البكري أخ ميسور الحال.. وبسبب أفعاله المخجله طرده من بيت الأسرة، لكن عندما لاحظ اعتقاد الناس به والتفافهم حوله رأى ان من الحكمة أن يجعل منه مشروعاً استثماريا مربحا فاعاده إلى بيت الأسره وخصص له مكانا مريحا يسمح باستقبال مريديه ومنعه من حلق لحيته ليحافظ على مهابته وغموضه. وبالفعل هب الناس إلى زيارته محملين بالهدايا والنذور التي كان يتقبلها أخوه بفرح أكد نجاح المشروع.

وظل على البكري على هذه الحال وأخوه يراكم الأموال والهدايا حتى توفي شنه 1792 ودفن بجامع الشرايبي فنسب اليه ونسى الناس اسمه مؤسسه. ومع الوقت أصبح على المجذوب وليّ من أولياء الله الصالحين تشد اليه الرحال من كل حدب وصوب وحتى وقت قريب كان يقام له مولد سنوي.