روايات وكواليس جديدة بشأن المصنع المحترق في الإسكندرية (فيديو وصور)

محافظات

آثار حريق المصنع
آثار حريق المصنع المحترق


وسط عقارات سكانية بمنطقة العجمي غرب محافظة الإسكندرية، يقع مصنع "بويات"  على نحو مساحة 90 متراً، الذي شهد اليوم الخميس منذ الصباح الباكر، واندلاعه بسبب احتواءه على مواد كيماوية قابلة لاشتعال وامتداد النيران إلى العقارات المجاورة له، وتفحم محتوياتها.

وكشف عدد من سكان العقار المتضررين، وبلغ عددهم 17 أسرة، أن حريق المصنع اندلع فيه أكثر من مرة، وأنهم قد سبقوا وأرسلوا شكاوي تفيد بتضررهم من تواجد المصنع داخل الحي السكني.

وروى محمد جمعة، أحد السكان المتضررين، لـ"الفجر"، أن وقوع حريق مصنع البويات الذي يملكه "محمد الخليلي" لم يكن الأول، بل تعد هذه المرة الخامسة، ولكنها الكبرى في حجم الخسائر المادية لسكان العقارات المقابلة، وأن السكان المتضررين قد سبق وارسلوا شكاوي إلى النيابة العامة وقسم الشرطة ضد تلك المصنع، إلا أنهم يتفاجأوا بإعادة تشغيله عقب كل حريق.

كما تحدث"جمعة" بأنه في حدود الساعة العاشرة اندلع الحريق، وأنه تفاجئ بقيام سكان العقار بالدق على الأبواب، لسرعة إخلاء العقار  عقب الحريق، إلا أن النيران التهمت العقار الذي يقطن فيه 10 أسر من عائلة واحدة، والتهام النيران محتويات المنزل.

وأشار إلى أن المصنع قد تم بناءه في عام 1998، وأنه في بدايات عام 2001 شهد اندلاع حريق فيه لأول مرة، بسبب استخدامه مادة "الأستون" التي تسببت في سرعة اندلاع الحريق، مضيفاً: "أخر حريق وقع من سنة ونصف، وقبلها بسنتين، والأمن الصناعي يقول لنا أنه سيتم غلقه، ثم يعاد تشغيله مرة أخرى".
وقال محمد أحمد، متضرر آخر، إن المصنع قد اندلع اثناء اليوم الدراسي في المدارس الواقعة بمحيطه وهي أمير الشعراء والطلائع، بالإضافة إلى وقوعه وسط منشأت حيوية مثل مستشفى العجمي العام، وتواجد أرض مدافن، حتى أدى في النهاية إلى تفحم العقار والاثاثات بداخله.

وأبدى عن استياءه من إعطاء تصريح لمصنع كيماويات داخل كتلة سكانية، قائلاً: "المصنع مساحته نحو 70 مترًا، ويتم تخزين مواد كيماوية قابلة لاشتعال، وانا عايز اعرف من الذي اعطى له رخصة عمل وسط مدارس ومستشفى كبيرة مثل العجمي العام، والحريق تسبب في حرق الشقق واثاث المنزل والأموال، وهذا ذنب واحد تسبب في تشريد الأسر".

وأوضح كرم منصور، متضرر أخر، أن أحد العقارات المتضررة مكون من سبعة طوابق، ويقطنه 12 أسرة، والحريق قد تسبب في التهام أموال كان يضعها بداخل منزله ومشغولات ذهبية لزوجته وعهدة مالية من مقر عمله، وذكر أن الطابق الذي يعلوه قد التهمت النيران تجهيزات عروس قد كان فرحها عقب ثلاثة شهور، وقد طالب بتعويض الأسر عن الخسائر التي لحقت بهم.

وأشار إلى أن المصنع قد اندلع أخر مرة منذ سنتين فجراً، وقد تم اخلاء المنزل من جميع الأسر، خوفاً من التهام النيران له، وقد تم تحرير محضر في قسم شرطة الدخيلة والبيئة، ولم يكن هناك رد فعل رادع، مضيفاً: "حادث اليوم اصبنا بالصدمة، وقد خرجنا من المنزل عقب ووصول النار إلى الشقق، واصابتنا بالرعب".

وأشارت إحدى السيدات، إلى أنها خرجت أمس من إحدى المستشفيات عقب اجراءها عملية جراحية، وفوجئت اليوم على صوت صرخات من اندلاع حريق  بالمصنع، مما أدى إلى هرولتها خارج المنزل، خوفاً من امتداد النيران لها، قائلة: "عقب الحريق صعدت إلى شقتي، وجدت لا يوجد عفش ولا أجهزة ولا حيطان، الحديد يتساقط من السقف، ووجدت تهشم جميع الأجهزة، وقريبتي وجدت جميع اوراقها الشخصية قد التهمت في الحريق"، معلقة: "ما ذنبنا في خطأ، ليس لنا ذنب فيه، والعقار كله كان ملئ بالاطفال، إذا كان وقع ضرر عليهم من سيعوضنا".

كما صرح علاء يوسف، رئيس حي العجمي، بأن المصنع حصل على رخصة عمل في عام 2005، وأنه اندلع حريق به نحو 3 مرات، وأن رخصته لم تصدر في عهد توليه مسؤولية الحي.

وأشار "يوسف" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أن المصنع لا يمكن أن يتم إعادة تشغيله بسبب احتراقه بالكامل، وأن محافظ الإسكندرية أمر بإيداع الأسر المتضررة داخل مدرسة أمير الشعراء، لحين انتهاء لجنة المنشأت الآيلة للسقوط غداً الجمعة من عملها، وتحديد إذا كان الثلاث عقارات آيلين للسقوط، وبالتالي سيتم نقلهم إلى مساكن الكيلو 26 أو صدور قرار بسلامة العقارات.