عصابات "تثبيت السيارات" تستخدم "المسامير" لثقب الإطارات ويروعون المسافرين بـ"مسدسات صوت"

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


تنشط ليلا بعد خمسة كيلومترات من بوابات طريق وادى النطرون - العلمين


أعادت وزارة النقل تشغيل طريق وادى النطرون - العلمين قبل 18 شهرًا؛ لتخفيف أعباء السفر على المسافرين إلى الساحل الشمالى، حيث يوفر عليهم نحو ساعتين ونصف الساعة، بالإضافة إلى أنه يخدم خطة رئيس الجمهورية فى تطوير منطقة العلمين ما انعكس بالإيجاب على إنشاء مدينة العلمين الجديدة، التى دشنها السيسى منذ أيام على مساحة 48 ألف فدان باستثمارات 40 مليار جنيه.

الطريق الذى اشتهر بحوادثه المتكررة التى راح ضحيتها العديد من الأشخاص، أطلق عليه أهالى منطقتى وادى النطرون والنوبارية "طريق الموت"، وأصبح منذ افتتاحه جاذبًا لـ"عصابات التثبيت"، التى اتخذت من جوانبه ذات الظهير الصحراوى نقاط انطلاق وتجمع لاستيقاف السيارات والاستيلاء عليها وسرقة أصحابها، ممن تاهوا على الطريق أو قادهم سوء حظهم إلى التعطل على أحد جوانبه المعتمة ليلا الخاوية صباحًا.

تلك العصابات توفرت لها البيئة المناسبة للعمل، بعدم وجود أنوار فى بعض أجزاء الطريق، وفى هذا التحقيق رصدت "الفجر" أماكن تواجدهم وطرق الوقاية من الوقوع فريسة لأفرادها، حيث ينشط أداء "عصابات التثبيت" بعد بوابة الطريق ببضعة كيلومترات، حسبما أوضح عبد الحميد هاشم، الذى حالفه الحظ فى الفرار منهم أثناء سفره للساحل الشمالى أواخر شهر يوليو الماضى، قال: وجدت 5 رجال على منتصف الطريق القادم من القاهرة إلى العلمين، عقب عبورى البوابات بخمسة كيلومترات، يرتدى اثنان منهم قناعا أسود لإخفاء الوجه، بينما يعتمد الباقون على الشال البدوى.

وتابع: فوجئت بهم بعد انفجار إطارات السيارة المجاورة لى، وعندما توقفت لمساعدة صاحب تلك السيارة أطلق على أفراد العصابة وابلا من الأعيرة النارية، وعلى الفور فررت بسيارتى وطلبت النجدة، وأدى ذلك إلى فرارهم من المنطقة، موضحًا "بعدما هربوا، وقفت على مسافة بعيدة ونزلت علشان أطلب النجدة، ولما اطمنت أنهم بعدوا رجعت للعربية اللى كانوا عايزين يثبتوها، فوجدت أن انفجار الإطارات كان بسبب عصا تملأها المسامير، وضعوها على الطريق، وبعد فترة ليست ببعيدة وصلت النجدة تم تحرير محضر بالواقعة".

ووصف أحد أهالى منطقة وادى النطرون أفراد تلك العصابات لـ«الفجر»، قائلا، أغلبهم شباب يعملون فى مزارع الوادى، يخرجون فى مجموعات تتكون عادة من أربعة أشخاص، يخفون ملامحهم بأقنعة ويستهدفون السيارات ذات السرعات المنخفضة ويستوقفونها بواسطة قطعة خشبية مربوطة بحبل وبها مسامير، وذروة عملهم فى الساعات المتأخرة من الليل، وقت انخفاض حركة السير، خاصة أن طبيعة المنطقة الصحراوية تساعدهم فى الهروب والتخفى من دوريات الشرطة على الطريق.

أما المهندس أكرم محمد، أحد أصحاب المزارع بمنطقة وادى النطرون، اصطدم معهم منذ أيام قليلة، وحكى لنا ما حدث أثناء سيره فى طريقه المعتاد للمزرعة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث قطع عليه أربعة من عصابات تثبت السيارات على الطريق، يحملون أسلحة بيضاء ومسدسات، بعد إطلاق عيار نارى فى الهواء عند مدخل وادى النطرون الواقع بعد البوابات بمسافة بسيطة، ثم طلبوا منه النزول من السيارة، استغليت مفتاح الأمان لغلق "الكونتاك"، ثم نزلت بمنتهى الهدوء، فقابلونى بطلب المحفظة والمحمول الشخصى والمفاتيح ولبيت طلبهم، ثم دخل زعيمهم "علشان يدور العربية؛ مدارتش بسبب مفتاح الأمان، وصاح مبتدورش ليه؟.. دورها"، لاحظت فى تلك اللحظة فسفور سلاح أحدهم باللون الأحمر، وعرفت أن المسدس صوت، طلبت من الجالس فى سيارتى الخروج لتشغيلها، ثم أخرجت سلاحى الشخصى، ففوجئت برد فعلهم، الذى كان الفرار وترك متعلقاتى.

أحد حراس بوابات قطع الكارتة بطريق وادى النطرون - العلمين قال لنا، إن هناك بلاغات متكررة بصورة شبه يومية من رواد الطريق ليلا، عن وجود عصابات قطع طرق، حاولوا تثبيتهم، الغريب أنه عندما تتحرك الشرطة لا تجد أحدا، وأكثر البلاغات تأتى عن رؤيتهم فى الجانب القادم من القاهرة، ويرجح أن سبب ذلك فى استهدافهم للذاهبين إلى الساحل الشمالى قبل استنزاف أموالهم هناك، أما مأمور مركز شرطة وادى النطرون فأكد لـ«الفجر»، أنه استلم مهام عمله بالمنطقة فى أغسطس الماضى، وحتى اليوم لم ترد إليه أى بلاغات بسرقة سيارات من طريق العلمين، وعندما واجهناه بما كشفناه قال قد تكون الحالات لم تقدم بلاغا للمركز، فالطريق مؤمن بالشكل المطلوب وهناك دوريات مستمرة من الشرطة.