بعد إعلان الاستقلال.. كيف ستتعامل حكومة "مدريد"مع إقليم كتالونيا؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تواجه إسبانيا عقب إعلان البرلمان الكتالوني الانفصال، تحديات كبرى، حيث من المتوقع أن يتأثر اقتصاد الإقليم مما سينعكس على اقتصاد إسبانيا، بجانب التوتر المتصاعد بين الجانبين.

 

 وأكد رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى، عقب إعلان البرلمان الكتالوني الاستقلال، اليوم الجمعة، على أنه سيتم إعادة الشرعية والقانون مرة أخرى إلى الأقليم، وفرض الحكم المباشر.

 

وأدى إعلان البرلمان للاستقلال، وتصريحات الحكومة الإسبانية من الجانب الأخر إلى إثارة تساؤلات عديدة حول كيفية مواجهة مدريد للاستقلال من طرف واحد، ومدى استجابة كتالونيا لقرارت الحكومة الإسبانية، والسيناريوهات المتوقعة بشأن الجانبين.

 

وفي هذا الصدد أجاب عددًا من الخبراء الدوليين على هذه التساؤلات، بأنه أمام الحكومة الإسبانية مسارين، مؤكدين أن قرار الاستقلال سيعود بنتائج سلبية على الإقليم قبل إسبانيا نفسها، مما يجعل مستقبل الإقليم بعد الاستقلال مُظلم.

 

تصعيد مفاجيء

وفي هذا السياق قال الدكتور أيمن سمير، خبير الشؤون الدولية، إن قرار البرلمان الكتالوني اليوم، هو مفاجيء ويُعد تصعيد غير مدروس، خاصة أن الجميع كان يتوقع انتخابات إقليمية مبكرة.

 

توتر المشهد السياسي والاقتصادي

وأضاف "سمير"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه يرى إعلان الاستقلال خطوة للهروب إلى الأمام، موضحًا أنه الفترة القادمة ستتراكم الكثير من المشكلات على الإقليم؛ لأنه سيكون هناك حالة من الشك وعدم اليقين السياسي والاقتصادي الذي يمر به الإقليم بشكل خاص، وإسبانيا بوجه عام.

 

وأكد على أن الأوضاع بالنسبة لإسبانيا ستكون سيئة، داخل الاتحاد الأروبي، وفي نظر المجتمع الدولي، بالإضافة إلى توتر المشهد الاقتصادي، خاصة عقب انسحاب ما يقرب من 1500 شركة من الإقليم.

 

ضرب اقتصاد كتالونيا في مقتل

وأشار إلى أن كل ما كان يتمتع به الإقليم من نشاط ونموذج اقتصادي جيد، سوف يُضرب في مقتل بعد إعلان الاستقلال.

 

كيف ستتعامل مدريد مع القرار؟

واستكمل: "يوجد الأن أمام الحكومة في مدري مسارين، الأول هو أن تقوم بفرض الحكم المباشر، وفقًا للمادة 155، من الدستور الإسباني".

 

 ولفت إلى أن السيناريو الثاني سيكون هو العمل على وجود ضغط خارجي على الإقليم، والذي يتمثل في عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة كتالونيا، وعدم اعتراف أي دولة في العالم بها.

 

 تراجع الإقليم والقبض على "بوتشيمون"

وبشأن الإقليم، قال إنه من الممكن في حالة سوء الأوضاع الاقتصادية، وتخبط كتالونيا، من الممكن أن يلجأ الإقليم إلى  السير على خطى "كردستان"، وتجميد العمل بنتائج التصويت؛ لأن مستقبل كتالونيا كدولة مستقلة هو مستقبل مظلم، حسبما ذكر.

 

وأضاف أنه في حالة تراجع الإقليم عن الاستقلال، سيتم الحكم على كارلوس بوتشيمون، رئيس الإقليم بالسجن لمدة 30 عامًا، وفي خلال 6 أشهر سيكون هناك انتخابات إقليمية.

 

إرسال الجيش إلى كتالونيا

وفي السياق ذاته أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، على أنه لا يوجد حل أمام الحكومة الإسبانية سوى ارسال قوات الجيش إلى الإقليم؛ لوقف الإعلان وإعادة الشرعية.

 

لا إمكانية للحوار

واستبعد "صادق" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إمكانية الحوار، موضحًا أن وضع إسبانيا سيكون حرج  أمام الاتحاد الأوروبي؛ لذلك القرار الوحيد الذي سيتم اتخاذه في الوضع الحالي هو السيطرة على الإقليم وإلقاء القبض على "بوتشيمون".