"سعد زعلول" وذكرى تشكيل أول وزارة شعبية

منوعات

الزعيم الراحل سعد
الزعيم الراحل سعد زغلول - صورة أرشيفية


يحل اليوم 28 أكتوبر، ذكرى تشكيل أول وزارة شعبية في مصر على يد الزعيم الراحل سعد زعلول، وذلك بعد انتخابات فاز فيها مناصروه بمعظم مقاعد البرلمان، فقد جاء ذلك بعد أن تسبب غياب "زغلول" في الاضطرابات في مصر، مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام "1919م"، التي دفعت بإجراء الانتخابات في "12 يناير 1924م"، وكانت النتيجة فوز حزب الوفد بأغلبية ساحقة تمثل "90%" من مقاعد البرلمان، وبعد ذلك بأسبوعين، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول.

ولكن سرعان ما تأتي الرياح بما لا تشتهي الأنفس، فبعد أن تم تشكيل أول وزارة شعبية علي يد "زعلول"، جاء حادث إغتيال "السير لي ستاك"و الحاكم العام للسودان، في 19 نوفمبر 1924، مما إضطر "سعد" للإستقالة بعد ما وجهت له الحكومة البريطانية إنذارا تطالب فيه بعدة مطالب كان الهدف الأساس منه إبعاد مصر عن السودان، فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته.

وكان من المتوقع أن يتم قبول الإستقالة من قبل الملك فؤاد، الذي كان علي خلاف دائم بسعد زغلول، وقام "فؤاد"، بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان، ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء.

حيث كان رد الحكومة البريطانية أن قامت بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتي لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.

كما خاض "زغلول"، صراعا مع الملك فؤاد واحزاب الاقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927 وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتي وفاته عام 1927م.

جدير بالذكر أن الزعيم الراحل قد ولد عام "1860م"، في قرية "إبيأنة" التابعة لمركز فوة سابقة "مطوبس حاليا"، والذي كان يتبع مديرية الغربية في السابق، والان هو تابع لمحافظة كفر الشيخ، كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر "سعد"، خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه "أحمد زغلول".

تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر الشريف عام 1873، وتعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغأنى، ثم عمل معه في الوقائع المصرية، ثم انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة "عرابى"، ثم اشتغل بالمحاماة لكنه قبض عليه عام 1883 بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ "جمعية الأنتقام".