الأنبا مكاريوس: نثق في قيادات الدولة وقدرتها على ردع المتطرفين بالمنيا

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


 قال الانبا مكاريوس، أسقف عام كنائس المنيا وأبو قرقاص، إن الكنيسة التزمت الصمت لمدة أسبوعين بعد إغلاق إحدى الكنائس، أملًا في أن يقوم المسئولون بدورهم الذي ائتمنتهم الدولة عليه، حيث أُلحِقَت بالكنيسة الأولى التي أُغلِقَت كنيسة 3 كنائس أخرى، وكأن الصلاة جريمة يجب أن يُعاقَب عليها الأقباط، مُؤثِرين انتقال أفراد الشعب إلى قرى مجاورة لأداء الشعائر.

     

وتابع الأنبا مكاريوس في بيان رسمي، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شهدت خلال أسبوعين ما لم يحدث في سنوات، حيث تُغلَق الكنائس، ويتم الاعتداء على أفراد الشعب وإتلاف ممتلكاتهم، لا رادع- حسب تعبيره، مؤكدًا أنه عادة ما تستخدم المساومة والتوازنات تحت مُسمّى "التعايش السلمي"، ودائمًا ما يدفع الأقباط ثمن هذا التعايش وليس المعتدين، وتأتي ردود أفعال المسئولين مُخيِّبة للآمال.

 

وأشار الأنبا مكاريوس إلى أنه عندما يشبّ أي خلاف أو يحدث اعتداء، فالبديل الأول هو غلق الكنيسة والضغط على الأقباط فقط دون عقاب للمعتدين، مؤكدًا أن الأحداث بدأت في 15 أكتوبر 2017، بكنيسة العذراء في قرية الشيخ علاء، حيث هاجم بعض المتشدّدون الكنيسة عام 2015 وأغلقت، ولم يتخذ المسئولين أية خطوة لإعادة فتحها، وفي يوم 15 أكتوبر الجاري أعاد الأقباط فتح الكنيسة والصلاة فيها مع مئات من الشعب، ولكن في عصر اليوم ذاته تحرّش البعض بالمكان، وجاءت الشرطة وأغلقت المكان من جديد، ولم يُسمَح إلّا للكاهن بالتواجد، وحتى وقت كتابة تلك السطور يمنع أي شخص من الدخول إليه- بحسب تصريحاته.

 

وأضاف أنه في يوم الأحد 22 اكتوبر 2017، شهدت كنيسة الأنبا موسى بقرية القشيري بمركز أبوقرقاص، والتي يسكنها أكثر من 950 قبطي، يوم22 أكتوبر الجاري، قام بعض المتطرفون بقذف المكان بالحجارة ، مما نتج عنه إصابة أربعة أقباط، ما يزال أحدهم قيد العلاج، وأغلقت الكنيسة بينما لم يتم القبض على المعتدين، وعقدت جلسة صلح بين الأقباط والمسلمين كالعادة ومع ذلك ما تزال الكنيسة مغلقة.

 

وأوضح أنه بعد عدة ساعات من الواقعة السابقة، شهدت كنيسة أبو سيفين بقرية الكرم، إغلاقًا من بعض المسئولين الذين بادروا بإغلاقها تخوُّفًا من هجوم محتمل عليها، وذلك على الرغم من عدم وجود شكواى من الطرف المسلم بالمنطقة- بحسب الأسقف الذي لفت إلى أن تلك القرية هي التي وقعت فيها العام الماضي حادثة تعرية سيدة مسنة، ولم يُتخَذ حتى الساعة أيّ إجراء، ولم تُحدَّد جلسة محاكمة حتى الآن.

 

وأضاف أنه بعد خمسة ايام من الواقعة السابقة، وفي يوم الجمعة 27 اكتوبر، شهدت  كنيسة مار جرجس بعزبة زكريا، محاولة البعض الهجوم على المكان، مما نتج عنه إصابة سيدة قبطية، بالإضافة إلى أنه في المساء قاموا بالتعدي على ممتلكات بعض الأقباط.

 

وبالرغم من الشعور بالمرارة لما يملأنفوس الأقباط، قال الأنبا مكاريوس أننا نثق في السيد محافظ المنيا  وكل القادة الأمنيين والأجهزة المعنية لما يقوموا به من جهود كبيرة للمحافظة علي الأمن العام بالمنيا، واصفًا إياهم بالنبل.

 

وأكد الأنبا مكاريوس، علي رفضه للسماح الأخير للمتشدّدين بفرض إرادتهم على أجهزة الدولة، بالإضافة إلي أن للأقباط لديهم حقوق كمواطنين مصريين، مناشدًا بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والوعود المستمرة بالمساواة وعدم التمييز، وتأكيده علي هذا في كل مناسبة.

 

وطالب الأنبا مكاريوس في نهاية البيان الذي صدر صباح اليوم، حق الأقباط في الصلاة بالكنيسة، مؤكدًا أن الدستور يكفل للأقباط هذا الحق، وذلك بعد قانون بناء الكنائس.