لماذا شبه الله الدنيا بالماء فى كتابه الكريم؟

إسلاميات

الماء - أرشيفية
الماء - أرشيفية


من عجائب القرآن الكريم أن ذكرت "الدنيا" فى كتابه الكريم على نحو 115 مرة وذلك لما لها من قدر كبير، فقد تتبايَن مواقف الناس من الحياة الدنيا بين "منكبٍ عليها"، و"لاهث وراء ملذاتها وشهوتها"، ومن "منصرف عنها زاهد فيها، لا يقيم لها وزناً، ولا يلقي لها بالاً، وهي عنده لا تعدل جناح بعوضة"، ومن "مقتصد في شأنها، فآخذ منها بقدر يعينه على أمر دنياه وأخراه". 

ولكن فى مقالنا هذا نوضح نظرة بعض الحكماء والأئمة للحياة الدنيا والذين أجمع أغلبهم أنه أنها تشبه الماء، ومن بين هؤلاء الإمام القرطبي - رحمه الله- عن الدنيا حين قال: "لماذا شبّه الله سبحانه الدّنيا بالماء" عند قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ}.. [الكهف : 45]. 

وكذلك قال بعض الحكماء: شبّه الله سبحانه وتعالى الدُّنيا بالماء للعديد من الأسباب ومنها: 

1- ﻷنّ الماء ﻻ يستقرّ في موضع، كذلك الدُّنيا ﻻ تبقى على حالٍ واحدة . 

2- وﻷنّ الماء يذهب وﻻ يبقى، فكذلك الدنيا تفنى ولاتبقى. 

3- وﻷنّ الماء ﻻ يَقدر أحدٌ أن يدخلَه وﻻ يبتلّ ، وكذلك الدُّنيا ﻻ يسلم أحدٌ من فتنتها وآفتها. 

4- وﻷنّ الماء إذا كان بقدرٍ كان نافعًا مُنبتًا، وإذا جاوز المقدار كان ضاراًّ مُهلكًا، وكذلك الدُّنيا الكفافُ منها ينفع، وفضولُها يضرّ. 

ذلك يجب على كل إنسان أن يحدد هدفه فى الحياة حتى يعيش فيها بحسب ما قدر الله له البقاء فيها حتى يسلم من الأذي ويصل إلى بر الأمان وهو اليوم الذى يلقى فيه الله ويقف أمامه ليحاسب فإما فائز وإما خاسر، فأنت أخى القراء من تحدد أى الفريقين تكون.