من هو الرجل الذى بُشر بدخول الجنه بلا حساب ولا عذاب؟

إسلاميات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد أن بُعث النبى صلى الله عليه وسلم وأخذ يدعو إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالفعل أخذت الدعوة تنتشر فى مكة وبدأت قريش تقف فى وجه الدعوة وقوف المعارض، وتدافع عن وثنيتها دفاع المستميت. 

بيد أن الحرب جعلت بعض الشباب من ذوى العقول الواعية ينظرون الى الإسلام نظرة خالية من شوائب الجاهلية ورواسبها، فكان بعضهم يقبل على الإسلام فى صفاء تام، ويعلن عن إسلامه وانضمامه إلى الدين الحنيف. 

نبهت الدعوة أحد الشباب الذين عرفوا بوفرة العقل وصدق الإحساس، وحركت فى نفسه نوازع الخير والركون إلى الإسلام وترك الشرك، وأشرقت نفسه بالحقيقة، وانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه، لم يكن هذا الشاب "عكاشة بن محصن" سوى حليف بنى عبد شمس. 

وكان عكاشة معروفا بجمال الطلعة وحسن الهيئة والجرأة وقد تلقى الأذى من قريش مع من تلقى من المؤمنين. 

هاجر الصحابى الجليل عكاشة إلى مدين بعد أن أشتد العذاب على المسلمين بعدما أمرهم الرسول بالهجرة إلى المدينة فكان ممن هاجر معهم رضى الله عنه وعاش فى المدينة أبهى أيام عمره فى رحاب إخوانه من الأنصار، وبعد أن التقط أنفاسه هناك كان فى أشد شوقه لخدمة هذا الدين العظيم. 

فاستعمله النبى صلى الله عليه وسلم على سرية (الغمر) فى أربعين رجلا، فذهبوا إلى الغمر فعلم القوم بمجيئه فهربوا ونزل على مياههم وأرسل عيونه فعرفوا مكان ماشيتهم فغزاها فوجد مائتى بعير فساقها إلى المدينة. 

وبعد حياة طويلة مليئة بالجهاد والتضحية والطاعة لله جل وعلا رحل السعيد الشهيد (عكاشة بن محصن) من دنيا الناس إلى النعيم المقيم. 

في البخاري حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ قِيلَ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ"، ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ: "هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "نَعَمْ" ، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا قَالَ: "سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ".