نسمه إمام تكتب: التليفزيون ولسان طفلك

ركن القراء

نسمة إمام
نسمة إمام


اللغة هي أساس التواصل بين البشر، فلا نستطيع إيصال ما نرغب من معاني سوى عن طريقها ، لذا فمن الأمور المهمة بالنسبة للطفل هو تنمية قدراته على التواصل باستخدام اللغة، فبدونها لن يستطيع الطفل أن يعبّر عن احتياجاته أو يشبعها، أو حتى يطلب ما يريد بوضوح. 

وكما تحدّثنا من قبل بشأن تأثيرات التليفزيون المتعددة على الطفل نحو كل من السلوك، والاستهلاك وغيرها، فلابد لنا من إلقاء الضوء على تأثيراته على الطفل لغويًا، ولن نتحيز بشأن تلك التأثيرات ولكن لابد لنا أن نعلم بأن العلم النافع هو ما يجعلنا نفكر على الجانبين الإيجابي والسلبي على حد سواء.

فقد أثبتت الدراسات التي تهتم بلغة الطفل وتطوّرها أنّ أفضل مراحل اكتساب اللغة تقع ما بين عامين وسن البلوغ. وباستعراض هذه الدراسات من الأقدم إلى الأحدث؛ فقد أشارت دراسة كليمت وآخرون Klimmt et al., عام 2006م؛ أشارت النتائج إلى أن الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو اللغوى يفضلون مشاهدة التليفزيون بشكل أكبر من الأطفال العاديين، بينما أشارت دراسة دراسة جون ريتشاردز و مايكل ستيفنزRichards & Stevens  عام 2006م؛ إلى أن تعرّض الطفل إلى محتوى إعلامي بلغته الأصلية يجعله أقل تشتتًا ، وأكثر انتباهًا للمادة المعروضة، وفي دراسة تجريبية لكل من ورساك وبروكسنانوداWeerasak & Pruksananonda لعام 2008م، أثبتت الدراسة أن مشاهدة الطفل للتليفزيون ليست سيئة أو سلبية إلى هذا الحد؛ فقد أشارت النتائج إلى أن التعرّض المبكر للتليفزيون ، يساعد الطفل على صقل مهاراته اللغوية، واكتساب المفردات.

وفي دراسة لهيام عبد المجيد عام 2010م، أشارت الدراسة إلى ارتفاع معدلات اكتساب طفل ما قبل المدرسة ، للمفردات اللغوية نتيجة تعرّضه للأغاني التليفزيونية. وأخيرًا دراسة نسمه إمام عام 2015م، بشأن تأثير قنوات الأطفال على لهجة الطفل المصري، والتي أثبتت أن الطفل يحفظ ما يسمع دون فهم، وهذا الأمر غاية في الخطورة حيث يؤثر على مفردات الطفل، المتعلقة باللهجة العامية المصرية. 

وهذا الأمر يؤدي بدوره إلى إضعاف الكيفية التي يستطيع أن ينطق بها الطفل كلماته، ويعبر من خلالها عن احتياجاته، وإذا ما تم إهمال مساعدة الطفل على النطق الصحيح للكلمات فسوف يتفاقم الأمر إلى مشاكل واضطرابات عدة في عملية التخاطب.

وختامًا، إذا كنا ننظر إلى تأثير التليفزيون على الطفل لغويًا من الزاويتين الإيجابية والسلبية دون تحيز، فهذا الأمر لايعني أن هذه الوسيلة الإعلامية خطرة أو مفيدة، فالأمر مرهون أولاً وأخيرًا بطبيعة استخدام الطفل للتليفزيون، وأساليب التوسط الأبوي وتداخلها أثناء عملية المشاهدة، فأنت من يتحكم في حجم التأثير وطبيعته على طفلك.

المصادر: 
نسمه إمام سليمان، تعرض الأطفال في مصر لقنوات الأطفال العربية وتأثيراتها اللغوية عليهم: دراسة مسحية على الأطفال في المرحلة العمرية من 6إلى 8 سنوات، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة المنصورة، كلية الآداب، قسم الإعلام، شعبة الإذاعة والتليفزيون، 2015).
هيام على عبد المجيد، تأثير الأغانى التليفزيونية على تنمية الحصيلة اللغوية لطفل ما قبل المدرسة: دراسة تجريبية، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة عين شمس، معهد دراسات الطفولة، قسم الإعلام وثقافة الطفل، 2010). 
Ch. Weerasak and Ch. Pruksananonda, (2008), Television Viewing Associates with Delayed Language Development, Journal of ActaPaediatrica, Vol.97, No.7, pp977-982.
Richards, John. and Stevens, Michael, (2006), "Television Program Comprehensibility and Distractibility in 6 to 24 Month Old Children" Paper Presented at the Annual Meeting of the 5th Biennial International Conference on Infant Studies, Westin Miyako, Kyoto, Japan, Jun 19,   on line Available at : <http://citation.allacademic.com/meta/p94055_index.html
Klimmt, Christoph., Ritterfeld, Ute., Vorderer, Peter. and Netta, Petra, (2006), "Media Use of Preschool Children with Specific Language Impairment (SLI): A Diary-Based Comparison with a Normal Sample" Paper Presented at the Annual Meeting of the International Communication Association, Dresden International Congress Centre, Dresden, Germany, ,Online available at: <http://citation.allacademic.com/meta/p91354_index.html>