بهاء الدين أبو شقة يستعرض "أغرب القضايا" في كتاب جديد

الفجر الفني

بوابة الفجر


جاءت محصلة كتاب "أغرب القضايا" للمحامي الشهير بهاء الدين أبو شقة والصادر حديثا عن مكتبة "جزيرة الورد" من خلال خبرة قانونية امتدت لعدة عقود من الزمن.


ومن خلال ملاصقة وثيقة للقضايا التي حواها الكتاب (292 صفحة) تكشفت كما يؤكد أبو شقة في المقدمة حقائق مذهلة أغرب من الخيال، يقبلها العقل بصعوبة بالغة، لكنها في حقيقة الأمر واقع حي معاش حدث داخل المجتمع المصري.


ويوضح أبو شقة في مقدمة الكتاب أن الوقائع الواردة فيه ليست دربا من الخيال ولا فكرا مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما هي تجربة إنسانية صادقة وعميقة من داخل المحاكم المصرية خلال سنوات طويلة من الزمن.


ويضيف أن الرسالة التي يقدمها الكتاب أنه لا بد من البحث والتدقيق والتمحيص وتحليل كل كلمة ولفظ، ولما كان القانون –كما يقول الرومان- هو علم العلوم، فإنه يجب الغوص في بطون أخرى من المعرفة واللغة والدين والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس والمنطق، من أجل الوصول إلى الحقيقة المنشودة.


يضم الكتب أثني عشر قضية؛ بالعناوين التالية: اديني عمر وارميني البحر، الأفعى والثعبان، العقرب والضفدع، صراع مع الوهم، ضيف على مائدة عشماوي، لقاء مع ابليس، نصابون لكن ظرفاء، عدالة السماء، قاتل رغم أنفه، في بيتنا شيطان، الخيانة قتلت في الفجر، الذئب والحمل.


وبهاء الدين أبو شقة المحامي بالنقض معروف بأسلوبه الأدبي البليغ، وسبق له تأليف العديد من الأعمال الدرامية، لكنه في هذ الكتاب يتكئ كما أوضح في المقدمة على وقائع لا دخل للخيال في نسجها، ومع ذلك تظل صياغته لها جديرة بأن تضع هذا الكتاب في مرتبة الأعمال الأدبية التي يجد القارئ متعة عندما يتصفحها.


وفي هذا الصدد يؤكد بهاء الدين أبو شقة أن محتوى الكتاب هو وقائع وأحداث حقيقية شهدتها محاكم مصر المختلفة، وهو ثمرة جهد طويل في التعامل مع القضايا في النيابة العامة أو كقاض في منظومة العدالة أو كمدافع في مجال المحاماة، ولذلك فإن القضايا التي تم طرحها فيه رغم واقعيتها، أغرب من الخيال.


ويشير كذلك إلى أن العاملين في منظومة العدالة سواء كانت النيابة أو السلك القضائي أو مجال المحاماة، يعنيهم بالدرجة الأولى الوصول إلى الحقيقة، حيث إن الأصل في الإنسان البراءة وأنه برئ حتى تثبت إدانته.


ويقول أبو شقة إنه من خلال المعايشة الحقيقية في كل هذه المجالات، جاءت ثمرة هذا الكتاب، فالقاضي أو المحقق أو المدافع تشغله قضية الوصول إلى الحقيقة، والتي قد تأتي أغرب من الخيال.


ويشدد على أن المسألة ليست كما يزعم بعض من يجهل دور المحقق أو القاضي أو المحامي في الكشف عن الحقيقة، وليست كما يظن البعض أن دور المحامي عندما يحصل على البراءة هو ثمرة حيل، بل الأمر أعمق من ذلك، إذ أن الدليل الجنائي لغز بمجرد فك طلاسمه أصبح سهلا ويحار الناس في كيف كان أمام أعينهم ولم يفطنوا إليه.


ويؤكد بهاء الدين أبو شقة أن هذا هو الدور الحقيقي الذي يلزم أن يتحلى به من يعمل في الحقل الجنائي وعلى وجه الخصوص المحامي وليس كما يزعم البعض أن هناك حيلا يستخدمها المحامون في الحصول على البراءة، ولكن الأمر يتعلق بالدليل الجنائي وهذه هي مهمة المحقق الجيد والمحامي الجيد اللذين يملكان المفتاح الحقيقي لكشف اللغز الجنائي.


وعلى أية حال، يختتم أبو شقة المقدمة بالتشديد على أن هذا الكتاب هو رسالة لجميع العاملين في الحقل الجنائي، تعرض تجربة سنوات طويلة في مجال البحث عن الحقيقة من خلال معايشة صاحبها سواء كمحقق أو قاض أو محام.