بعد عودة محمد الحايس.. خبراء يكشفون مفاجآت حول الخطة الأمنية للقضاء على الإرهابيين المتورطين بـ"الواحات"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


استعادت الأجهزة الأمنية ثقتها في نفسها، وثأرها لشهداء حادث الواحات، عقب تمكنها من تحرير نقيب الشرطة محمد الحايس، الذي كان مختفيًا منذ الحادث الإرهابي، الذي شهده طريق الواحات البحرية في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث أكد خبراء الأمن بأن تلك العملية ناجحة، واستغرقت مدة قصيرة لإجراء دراسة مستفيضة حول أماكن الإرهابيين وكيفية محاصرتهم، حتى القضاء عليهم.

 

عودة محمد الحايس

تمكنت الأجهزة الأمنية من تحرير نقيب الشرطة محمد الحايس، الذي كان مختفيًا منذ الحادث الإرهابي، الذي شهده طريق الواحات البحرية جنوبي محافظة الجيزة في وقت سابق من الشهر الجاري، وعثرت عليه مصابًا في ساقه على الحدود الغربية مع ليبيا، كما تمكنت القوات من تصفية عدد من الإرهابيين.

 

الأجهزة الأمنية ليست غافلة

ومن جهته، قال اللواء محمد صادق، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إننا جميعًا سعداء بتحرير النقيب محمد الحايس الذي يضرب به المثل في الكفاءة والنزاهة والأخلاق"، لافتًا إلى أن عملية تحرير "الحايس" تؤكد أن هناك معلومات دقيقة ومؤكدة، وأن الأجهزة الأمنية ليست غافلة أو مغيبة، وتمكنوا من تحديد أماكن الإرهابيين بالتعاون مع القوات المسلحة، وتمكنوا من تحرير الحايس، والقضاء على بعض الإرهابيين، والبعض الآخر فروا هاربين كالفئران.

 

الأمن نجح في تحديد أماكن الإرهابيين

وأضاف "صادق"، أنه كان يعلم منذ 3 أيام أن الداخلية أوشكت على الوصول للإرهابيين وتحديد أماكنهم، رغم أن طبيعة المنطقة التي كانوا متواجدين فيها يمكن أن تُداري جيوش بأكملها، منوهًا إلى أن أغلب العمليات التي يقوم بها الإرهابيين أما تم ضبطهم أو القضاء عليهم في مواجهات.

 

رسالة للإرهابيين

ووجه رسالة للشباب المغيب عقولهم، قائلًا: "مش هتوصلوا لحاجة، مفيش عصابة هتهزم دولة، ولا تهزم جيش بقوة الجيش المصري الذي يبلغ عمره 250 عام، وهو أول جيش نظامي بالمنطقة، وثبت كفاءته على مر التاريخ".

 

خطة أمنية

واتفق معه، اللواء دكتور نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، حول دقة الأجهزة الأمنية، ويقظتها والتخطيط على أعلى مستوى لتحديد أماكن الإرهابيين والقضاء عليهم.

 

وأوضح سالم، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن الأجهزة الأمنية حكيمة في تحركاتها، ولم تعلن عن أي تحركات قبل التأكد والتخطيط الجيد لها، وهو ما حدث بالفعل في عملية تحرير النقيب محمد الحايس، واصفًا العملية بالقوية االناجحة وعلى أعلى مستوى من التخطيط واليقظة.

 

محاصرة الإرهابيين

وعن خطة الأجهزة الأمنية للقضاء على الإرهابيين، أشار أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن الأجهزة الأمنية اعتمدت على خطة سريعة ومتكاملة لمحاصرة الإرهابيين وإغلاق كافة الطرق أمامهم، بعد دراسة مستفيضة وسريعة.

 

تنسيق كافة الأجهزة

وعلى صعيد آخر، وصف منير أديب، المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، العملية الأمنية لتحرير الحايس، بالناجحة، وتؤكد على يقظة أجهزة المعلومات وسرعة تحركها، لافتًا إلى أن العملية نتيجة تخطيط وترتيب وتعاون بين كافة الأجهزة وهو ما لا يمكن مواجهة الإرهاب بدونة، تنسيق ضمن أعلى مستوياته.

 

إشراف "الداخلية"

وأضاف أديب، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن العملية كانت تحت إشراف وزير الداخلية وقائد القوات الجوية وهو ما أدى لنجاحها بهذه الصورة المبهرة، مشددًا على أن حالة الإرهاب وتداعياته تفرض جهودًا مضاعفة على أجهزة الأمن وقياداته رفيعة المستوى للخروج بنتائج أفضل.

 

وتابع المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، النجاح الحقيقي في تطهير البقعة الجغرافية في الظهير الصحراوي الممتد على طريق الواحات والبالغ طولة 535 كيلو متر تقريبا، ورقابة أكبر على الحدود والمدقات مع الجارة ليبيا.

 

تنفيذ عمليات على حدود ليبيا

وأكد أديب، أنه لابد من تنفيذ عمليات داخل الحدود الليبية وتحديدًا مدن سرت ودرنة وأجدابيا حفاظًا على الأمن القومي المصري ولحماية الحدود، فهذه المدن تدعم من خلال إرهابيها التنظيمات المسلحة داخل الحدود المصرية، وما حدث في طريق الواحات نتاج لهذا الدعم عبر الحدود المشتركة.

 

من المسؤول عن الاعتداء

وأوضح أديب، أنه مازال السؤال مطروحًا بقوة بعد العملية الناجحة لقوات الأمن في ضرب الخلية التي نفذت الاعتداء على الحملة الأمنية في طريق الواحات عن التنظيم المسؤول عن الاعتداء، خاصة وأن أجهزة المعلومات توصلت لمكانها ونجحت في ضربها وتحرير النقيب محمد الحايس.

 

إعادة الثقة لأجهزة الأمن

وأشار أديب، إلى أنه مازالت مهمة أجهزة الأمن على الحدود الغربية لم تنتهي بعد، تفكيك كل الخلايا الموجودة في الظهير الصحراوي أمر عاجل وضروري بضربات استباقية للحفاظ على الأمن الداخلي الذي تأتيه الضربات من حدوده، موضحًا أن استهداف خلية الواحات وتحرير "الحايس" أعاد الثقة لأجهزة الأمن بنفسها ورفع من ثقة الشعب في أجهزته الأمنية.