محمد غنام وزيراً للثقافة ليوم واحد .. رد حضاري في مواجهة مئوية وعد بلفور

الفجر الفني

بسيسو
بسيسو


سلم وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو، اليوم، في مقر الوزارة بمدينة البيرة، الشاب محمد غنام، الطالب في الجامعة العربية الأميركية بمحافظة جنين، كوزير للثقافة ليوم واحد، في ذكرى وعد بلفور المشؤوم، لتكون "رسالة الثقافة الفلسطينية في مواجهة هذه الذكرى الأليمة وتداعياتها كالنكبة الفلسطينية واحتلال فلسطين، وغيرها، فنحن حين نطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار عن هذا الوعد، فإننا ننتصر لحقوقنا الوطنية، والتاريخية، والثقافية".

 

وأضاف بسيسو في المؤتمر الصحفي الخاص بمراسم تسليم الشاب غنام مسؤولياته كوزير للثقافة: ما يحدث اليوم في وزارة الثقافة من شأنه إيصال رسالة واضحة مفادها بأن مشعل القضية الوطنية الفلسطينية تتوارثه الأجيال، وخاصة هذا الجيل الشاب الجريء بطموحه، وفق رؤية وطنية، الذي عليه مسؤوليات تجاه القضية الوطنية، وعلينا العمل جميعاً يداً بيد، كي نتنصر للحقوق الفلسطينية.

 

وشدد بسيسو: نستثمر هذا الحدث لنرفع الصوت عالياً حول حقوقنا الوطنية في ذكرى وعد بلفور، عبر تسلم الشاب محمد غنام مهامه كوزير للثقافة ليوم واحد مشحون بالكثير من العمل، حيث اجتمعنا بكادر وزارة الثقافة، وتم النقاش حول آليات عمل الوزارة بإداراتها ووحداتها وأقسامها المختلفة، بما يشمل تطلعاتها المستقبلية، والتحديات التي نواجهها، وأبرزها سياسات الاحتلال تجاه الكل الفلسطيني، وتجاه الفعل الثقافي على وجه الخصوص.

 

وجاءت مراسم تسليم غنام حقيبة "الثقافة"، عقب ساعة من رسالة بهذا الخصوص وجهها غنام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولباها الوزير بسيسو خلال ساعة، وتم ترتيب الأمور لتكون في يوم إحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، لما يحمله ذلك من رسائل وطنية وثقافية على مستويات عدة.

وشدد بسيسو على أهمية تفعيل دور الشباب في الحقل الثقافي الفلسطيني، من خلال الانفتاح على الكثير من المبادرات الشابة، خاصة "أن وزارة الثقافة ترحب على الدوام بمختلف الأفكار والمقترحات، بما يعزز أيضاً الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات الثقافية والأكاديمية، لتثبيت الفعل الثقافي كمكون أساسي في الحراك الشبابي على مختلف المجالات".

 

وكان بسيسو في استقبال غنام، صباحاً، حيث تحدثا قرابة الساعة في كافة مفاصل عمل الوزارة، قبل عقد اجتماع ترأسه الوزيران مع الوكلاء المساعدين والمدراء العامين في الوزارة، قبل الانتقال بعدها من الطابق الخامس إلى الأول، حيث كانت الأمور معدّة للمؤتمر الصحفي الخاص بتسليم بسيسو لغنام حقيبة الثقافة.

 

وبعد ذلك قام "الوزير المؤقت" بالتوقيع على بعض القرارات ذات الطبيعة الإدارية، ووفق ما هو متبع في الوزارة، تلاها توجه بسيسو وغنام إلى ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، حيث وضع كل منهما إكليل ورد باسمه، قبل أن ينظم للوزير الشاب جولة في متحف عرفات، تلاه جولة ثانية في مقر المكتبة الوطنية الفلسطينية، والتي كانت قصراً للضيافة يتبع الرئاسة الفلسطينية سابقاً.

 

وأكد بسيسو: عندما قرأت رسالة الشاب محمد غنام على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، شعرت بأن هناك مبادرة من شاب فلسطيني طموح تستحق طموح، وبالتالي كان الرد هو الترحيب بهذه المبادرة، وتمكين محمد غنام لأن يتسلم زمام وزارة الثقافة ليوم واحد، مشدداً على أهمية الثقافة كفعل مقاوم، وعلى رسائلها في مواجهة وعد بلفور المشؤوم، وكذلك على دورها في تعزيز جهود المصالحة الوطنية.

 

من جانبه قال "الوزير" الشاب محمد غنام: أردت أن أكون وزيراً للثقافة من خلال إدراكي بأن الشباب الفلسطيني ما زال لديه العزيمة للقيام بالتغيير، والنهوض بواقعنا الحالي إلى الأفضل، والوصول إلى مجتمع واع قادر على التقدم والإزدهار وتوفير العيش الكريم للجميع، من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي تحتاج الدعم من مختلف الجهات، وخاصة الحكومية، من أجل تحقيق ما يفكر به الشباب الفلسطيني، وكذلك لأننا تربينا في مدرسة الديمقراطية التي أرسى قواعدها سيادة رئيس دولة فلسطين، السيد الرئيس محمود عباس، والتي تربينا فيها على حرية المعارضة، والانتقاد، وتعلمنا أن نجتهد لتحقيق أحلامنا مهما كبرت، ومهما واجهتنا من صعاب.

 

وأضاف، بعد أن وجه الشكر للوزير بسيسو: نحن بثقافتنا ننتصر لشعبنا الذي قاسى وعانى لعقود من الزمن، وما زال، من احتلال جائر شرعه وعد بلفور المشؤوم، والذي تصادف ذكراه هذا اليوم، وكان يمثابة بوابة الجحيم التي فتحت على أرضنا وشعبنا، وكان نقطة تحول جوهرية بالنسبة لشعبنا المكلوم، الذي لم ولن ينسى هذا الظلم، الذي سننقله إلى الأجيال القادمة.

 

وختم بأن الشباب الفلسطيني يسعى إلى تفعيل المصالحة الوطنية، "من خلال العديد من الفعاليات والمبادرات، التي تبرز هذه المصالحة، وتدين النزاعات بين الأخوة في الوطن الواحد، وتحقق الوحدة بين شطري الوطن عبر بوابة الثقافة، وبدور يجب أن يتصاعد للمثقفين في شطري الوطن"، وهو ما شدد عليه كـ"وزير للثقافة".