الموسيقار العراقي سالم عبدالكريم: الحكومات العربية تحتاج إلى نظارات رؤى حضارية (حوار)

الفجر الفني

بوابة الفجر



أمتلك ثلاث براءات اختراع عالمية لربط الموسيقى مع الرياضيات

مؤلفاتي وأعمالي هي وسيلة وليست غاية

الفن يرتبط بالسعي الحضاري للارتقاء بوجدان الإنسان

الحكومات العربية تحتاج إلى نظارات رؤيا حضارية لتدرك أهمية العناية بالفنون
 
هوسه الأول "الموسيقى" والعود بالنسبة له مثل الهواء الذي يتنفسه الإنسان، يرى أن العرب لن تقوم لهم قائمة ثقافية وحضارية دون التعاطي مع العود بطريقة مختلفة عما يحدث الآن، والحكومات العربية تحتاج إلى نظارات رؤيا حضارية لتدرك أهمية العناية بالفنون لتحقيق خطط التنمية.

درس الرياضيات ويمتلك ثلاث براءات اختراع عالمية في موضوع ربط الموسيقى بالرياضيات، ألف أكثر من 250 قطعة موسيقية، وعمل على التوزيع الأوكسترالي لأغاني معاصرة، قام بتأليف واحد من أفضل الكتب لتطوير القدرات التقنية لعازف العود، عمل كعميد لمعهد الدراسات النغمية العراقية، وأسس العديد من الفرق منها "رباعي العود"، أوركسترا الرشيد السيمفوني، فرقة الموسيقى والغناء الحديث، أوركسترا ساكو؛ إنه الموسيقار العراقي "سالم عبدالكريم" الذي تكرمه الدورة الـ26 من مهرجان الموسيقى العربية وكان لنا معه هذا الحوار:
 
تكريمك من مهرجان الموسيقى العربية ماذ يمثل لك في هذا التوقيت؟
يمثل لي سعادة وعرفان بالتقدير وخاصة إنه يتم خارج وطني العراق وأشكر عليها كل من ساهم بتحقيقها وخاصة الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس الأوبرا ورئيس المهرجان والأستاذة جيهان مرسي مدير عام المهرجان وكل الجنود المجهولين الآخرين.


ما موقع العود بين الآلات الموسيقية حالياً؟
للعود عدة مواقع وليس موقع واحد ويكفي العود مكانة إنه عبّرعن أحاسيس ومشاعر الملايين من العرب وغيرهم منذ آلاف السنين ولكن مكانته التربوية والثقافية للأسف قد تراجعت كثيرا ً لأسباب كثيرة ليس هنا المجال للتوسع فيها وفي رأيي الخاص لن تقوم للعرب قائمة ثقافية ولا حضارية ما لم يتم التعاطي مع العود على وفق نظرة وممارسات وخطط مختلفة كثيرا ً عما هو موجود حاليا ً ويكفي أن أشير مثلا ً إلى كيفية تعامل الغرب مع آلاتهم الموسيقية لكي نعرف الفرق.

 
لماذا لا توجد مؤلفات سيمفونية عربية؟
توجد مؤلفات سيمفونية عربية ولكن المشكلة هي في أن أغلب وسائل الإعلام التي يفترض أن تعـّـرف بتلك المؤلفات دأبت على التركيز في أحيان كثيرة على التسلية والتهريج بدلاً من التركيز على القيمة والجوهر.
 
 
كيف أثرت دراستك في الهندسة على دراستك الموسيقية؟
أثرت دراساتي للرياضيات والفيزياء تأثيرا  كبيرا  على دراساتي الموسيقية والحديث بهذا المجال ذو شجون ويحتاج إلى مساحة أكبر ووقت أكثر ولكن يكفي أن أشير إلى إني أمتلك ثلاث براءات إختراع عالمية بموضوع ربط الموسيقى مع الرياضيات.
 
 
كيف تنظر إلى مسألة التذوق الموسيقي الآن في عصر المعلومات؟‏
ينبغي تعريف مالمقصود بالتذوق الموسيقي ومن ثم تحديد دوره وأهميته بالنسبة لرقي وتطور الإنسان ومتى ماتم ذلك ستكون تقنيات العصر خادمة وداعمه لذلك ولكن للأسف بسبب عدم وضوح الرؤيا بالنسبة لتحقيق الشرط الأول أصبح الموجود حاليا ً والشائع هو العكس.
 

أين انت من موقع الموسيقى العربية بين الماضي والحاضر؟
أنا حيث أنا منسجم مع مبادئي وأهدافي وطموحاتي وماسعيت له وينطبق علي قول المتنبي:
حالات الزمان عليك شتى   وحالك واحد في كل حالِ
 
تنوعت مؤلفاتك ومعزوفاتك فأي الأعمال تعتز بها بين أعمالك الخاصة؟
أنا أعمل بناءً على أهداف وغايات وخطط أسعى لتحقيقها لأن مؤلفاتي وأعمالي هي وسيلة وليست غاية ولذلك فكل ماعملته وأنجزته يمثل لي أهمية متساوية مع بعض الإستثناءات وخاصة بالنسبة لأعمالي الأوركسترالية وذلك لأهميتها التاريخية والحضارية.
 

هل تعتقد أن مؤسسات حكومات الدول العربية أصبحت هى المنفذ لتقديم الفن الجاد؟
أولا ً برأيي الشخصي لايوجد هنالك فن جاد وفن غير جاد، هنالك فن فقط والأشياء الأخرى تحتاج مسميات تنطبق عليها . والفن من وجهة نظري يرتبط بالسعي الحضاري للإرتقاء بوجدان الإنسان وإثراء أحاسيسه ومشاعره والسمو بها والإرتقاء معها وللأسف الشديد لم تنتبه أغلب الحكومات والمؤسسات العربية ومنذ عشرات السنين إلى أهمية الفنون في بناء المجتمعات العربية.
إن الحكومات والمؤسسات والجهات العريبة ذات العلاقة تحتاج إلى نظارات رؤيا حضارية لكي تستطيع قراءة التاريخ قراءة صحيحة كي تعرف وتدرك أهمية العناية والرعاية للفنون للوصول إلى تحقيق خطط التنمية المستدامة للمجتمعات العربية وللبشر عموما ً.
 
 
كيف هي علاقتك بالجمهور المصري؟ وكيف ترى الحال الآن في العراق؟
علاقتي بالجمهور المصري علاقة حب واحترام وكنت قد قدمت أول كونسيرت لي في مصر عام 1996 على مسرح الأوبرا والوضع في العراق الآن يحتاج إلى مساحة ووقت آخر للحديث عنه.
 
 
ماهي المفاجآت التي تعدها لجمهورك في حفلك بالمهرجان؟
الكونسيرت الذي سأقدمه يوم (2017.11.3) في معهد الموسيقى العربية سيكون كله مجموعة من المفاجآت ولذلك احث جميع محبي الموسيقى ومحبي العود ودارسيه على حضوره