خبراء يكشفون الأسباب الحقيقة وراء استقالة سعد الحريري من الحكومة اللبنانية‎

تقارير وحوارات

سعد الحريري
سعد الحريري


في خطوة أثارت انتباه الكثيرين، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم السبت استقالة حكومته، جاء ذلك في خطاب متلفز من العاصمة السعودية الرياض بثته وسائل الإعلام، وتأتي هذه الاستقالة في وقت يعلن فيها الحرب على أذرع  إيران الإرهابية في المنطقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومنها حزب الله اللبناني.

 

أسباب الإستقالة

وأوضح الحريري، أن الأسباب التي دفعته للاستقالة هو استشعاره وجود دولة داخل الدولة، في إشارة إلى حزب الله اللبناني، معربًا عن رفضه التام استخدام سلاح الحزب ضد اللبنانيين والسوريين، قائلا "إن تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي".

 

وذكر أن إيران لديها رغبة جامحة في تدمير العالم العربي، مبينا أنها تسيطر على المنطقة وعلى القرار في سوريا والعراق، مضيفا: "أينما حلت إيران يحل الخراب والفتن"، مشددًا على أن "أيدي إيران في المنطقة ستقطع".

 

أخاف من القتل

وفي تصريح أثار أيضًا العديد من التساؤلات أكد "الحريري" أثناء إعلانه عن استقالته من الحكومة أنه يخشى التعرض للاغتيال،مشيرا إلى أن المرحلة تشبه المرحلة التي سبقت اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قائلا "لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي"، حسب تعبيره.

 

جنبلاط: سأسعى للتهدئة

وفي عقاب الاستقالة قال النائب وليد جنبلاط ليغرد على تويتر: إن لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة، متعهدا أن يكون من دعاة الحوار بين السعودية وإيران.

 

إيران السبب

النائب من كتلة "القوات اللبنانية" أنطوان زهرا، خمّن أسباب قرار الحريري، فقال بأن السبب الرئيسي وراء الاستقالة، يعود لكلام مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، بأن الانتصار اللبناني السوري العراقي ضدَّ الإرهابيين، يشكل انتصارا لمحور المقاومة، فهو ضم لبنان إلى المحور الإيراني دون استشارة اللبنانيين.

 

وأعرب عن أمنياته أن تكون استقالة الحريري انتفاضة كرامة بوجه كل العراقيل السياسية أمام انطلاق الحكومة، مشددا على أن الاستقالة هي رفض للأمر الواقع، فالمرحلة السياسية كما قال الحريري تشبه مرحلة ما قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

 

التدخلات الإيرانية

ويؤكد أحمد العناني عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن استقالة الحريري، جاءت نتيجة التدخلات الايرانية بالشان اللبنانى عن طريق وكيل طهران بالمنطقة حزب الله.

 

وأضاف العناني في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن حزب الله يتدخل بكل صغيرة وكبيرة، مما يسبب أزمة كبرى في لبنان.

 

ولفت إلى أن الحريري، أراد أكثر من مرة أن يستقيل ولكن كان يتراجع ولكن هذه المرة شعر باحتدام الأمر، وأن الأمور وصلت لذروتها، مابين حكومته وحزب الله، وشعر أيضا بخطر الاغتيال كماحدث من قبل لوالده فقدم استقالتة.

 

تهديدات حقيقية

زياد الشيخلي، المحلل للشؤون العسكرية والسياسية، أكد أنه كان من الأفضل أن يكون الاعلان عن الاستقالة من داخل لبنان، وليس من الرياض ليكون صداها أقوى وتكون بالفعل رسالة وطنية لبنانية.

 

وأضاف الشيخلي من لندن في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، موضحًا أن أسباب الاستقالة جميعها، تؤشر بأصبع الاتهام لحزب الله، وهذا يعني أن أعلى سلطة في الدولة غير قادرعلى إعلان استقالته من الداخل.

 

وأشار الشيخلي، إلى أن الاستقالة لم تأت من فراغ وانما لوجود تهديد حقيقي لسعد الحريري جعله يقدم هذه الاستقالة، موضحًا أن هناك تسريبات ظهرت تبين محاولات اغتياله قبل أربعة أيام، وأن المخططين لها قد قاموا بتعطيل أبراج المراقبة خلال مرور موكبه، وهذا نفس سيناريو اغتيال والده.

 

عمل ما يحضر للبنان

ويرى سامر خليوي، المحلل السياسي الدولي، أن حقيقة ماسرده سعد الحريري ببيان استقالته عن تدخل إيران بلبنان والمنطقة العربية وأفعال حزب الله بلبنان والدول العربية، ليس بجديد، مشيرًا إلى أن سعد الحريري يعرف ذلك قبل غيره.

 

وأضاف خليوي من لندن في تصريحات خاص لـ"الفجر"، أن سبب الاستقالة وتوقيتها مرتبط بعدة عوامل منها ما أشيع عن تهديد مستشار خامنئي للحكومة اللبنانية ولسعد الحريري، بهيمنة إيران على القرار اللبناني بشكل كامل والذي زار لبنان منذ يومين.

 

وأضاف: "أيضًا من العوامل الأخرى تهديد أمريكا لإيران وانتقاد تدخلها بالمنطقة، بجانب انتقاد متصاعد لحزب الله، وكذلك فرض الكونجرس الأمريكي لعقوبات على حزب الله وإيران مما يشير أن هناك عمل ما يحضر للبنان".