مفاجأة.. 3 ساعات مدة أقصر زواج في مصر.. وخبراء: هذه أسباب زيادة حالات الطلاق

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


"موضة الطلاق"، هكذا يمكن أن نصف ظاهرة إزدياد حالات الطلاق، خلال الفترة الماضية، حتى تحاولت الظاهرة إلى موضة، مثل موضة الأزياء تنتشر بنسب متفاوتة بين الفئات العمرية المختلفة.

 

منذ أيام، كشفت النشرة السنوية الإحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن الزواج والطلاق لعام 2016، والصادرة خلال الأيام الماضية، عن أن أعلى نسبة طلاق سُجلت فى الفئة العمرية من 30 إلى 35 سنة بالنسبة للذكور، حيث بلغ عدد المطلقين 38578 بنسبة 20.1% إلى أقل من 20 سنة، حيث بلغ 751 بنسبة 0.4%.

 

وبالنسبة للمطلقات سُجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 25 إلى 29 سنة، وبلغ عدد المطلقات 39778 بنسبة 20.7%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر، حيث بلغ عدد المطلقات 1322 بنسبة 0.7% من جملة الشهادات.

 

وسجل الطلاق بسب الخلع أعلى نسبة فى أحكام الطلاق النهائي، حيث بلغ 4409 أحكام طلاق بنسبة 69.9%، بينما سجلت حالات الطلاق تغيير الديانة أقل نسبة فى أحكام الطلاق، حيث بلغ حكمًا واحدًا يمثل 0.1% من إجمالي أحكام الطلاق النهائية.

 

وكشفت دراسة علمية جديدة، نشرها موقع Phys.org الإلكتروني، عن أن النساء أكثر طلباً للطلاق من الرجال، حيث تطلب المرأة بحسب الدراسة الطلاق أكثر بمرتين من الرجال.

 

مصر الأولى عالميًا في الطلاق

الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية، قال إن الإحصائيات التابعة لمركز إتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في نهاية 2016، أكد أنه يوجد في مصر حالة طلاق كل 4 دقائق، ويتجاوز عدد حالات الطلاق 250 حالة في اليوم الواحد، وهو ما جعل مصر الأولى عالميًا في الطلاق.

 

أقصر مدة زواج.. 3 ساعات

وعن الأرقام القياسية لمصر في حالات الطلاق، قال "علام"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إن هناك زيجات في مصر لم تستمر سوى 3 ساعات فقط ثم حدث حالة طلاق، وهناك زيجات استمرت يوم فقط ثم حدث الطلاق، ووفقًا للإحصائيات فهناك 40% من حالات الزواج يحدث فيها طلاق 50% منهم في السنة الأولى.

 

وتابع استشاري العلاقات الأسرية: "أنا 14% من الأزواج يطلقون بسبب طلب الزوج لزوجته، و13% بسبب تدخل الأهل، و30% بسبب الضعف الجنسي، فضلا عن الأسباب المجتمعية وعدم الاختيار الصحيح للزوج والزوجة قبل الزواج، بسبب رغبة الفتاة في الزواج سريعًا للنجاة من نظرة المجتمع، أو إظهار الطرفين صورة مثالية غير موجودة في الواقع، فضلا عن تفاجئ بعض الشباب بالمسئوليات الزوجية.

 

6 أسباب للطلاق في مصر

الدكتور زينب محمد المهدي، استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، أكدت أن كثرة نسب الطلاق أدى إلى ظهور العديد من الإضطرابات والأمراض النفسية للأطفال لأنهم اول من يتدمر من انفصال الوالدين، وهناك 6 أسباب للطلاق في مصر.

 

وأوجزت "المهدي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أسباب الطلاق في مصر في النقاط الأتية:

 

1- عدم تحمل المسئولية لدي كثير من الأزواج، حيث أن كثير من الشباب عندما يقبلون علي الزواج يجهلون شئ مهم جدًا وهو تحمل مسئولية الزوجة والأطفال حتي أنه كثير منهم يرفض أنه ينفق علي زوجته بمجرد معرفته إنها إمراة عاملة رغم أن الزوج شرعًا ملزم بالإنفاق على زوجته وعلى أولاده ولكن نادر من الأزواج ما يقوم بتنفيذ ذلك الشئ.

 

2-  التربية الخاطئة، في السنوات الأخيرة تم تربية الشاب على أنه "راجل" ولكن بالمفهوم الخطأ حيث أنه تربى على أن الأنثي مخلوق من الدرجة الثانية رغم أنه لولا وجود الأنثي لكان تائة في حياته.

 

3- إنعدام الوعي الديني وإنعدام الاقتداء بسنة رسول الله في حبه لزوجاته واحتضانه لهم وللأسف الشديد لم يتم معرفة أن  الزواج هو مودة ورحمة وليس ضرب وقهر وإهانة.


4- الصورة المشوهه للزواج، فكثير من الشباب والبنات يأخذون فكرة عن الزواج بأنه إشباع جنسي فقط وهذا الشئ مدمر لصورة الزواج المقدسة حيث أنه هو إشباع روحي وجسدي وعقلي واجتماعي وليس جسدي فقط.

 

5- قلة التفاهم بين الزوجين، وهذا يرجع إلى فشل في اختيار شريك الحياة منذ البداية وقلة التفاهم ترجع لإختلاف الشخصيات وهذا الإختلاف من الأسباب المهمة في الطلاق لأنه لو الزوجين كثرت بينهم الخلافات سوف تصبح الحياة بينهم مستحيلة.

 

6- عدم القدرة علي التعامل مع الخلافات الزوجية، فالخلافات بشكل عام موجوده في جميع العلاقات ولكن لابد من التعامل معها حتي تسير الحياة بشكل إيجابي فلابد من معرفة أن التعامل مع الخلافات الزوجية ليس بالضرب والاهانات اللفظية.

 

كيف يمكن ظاهرة الطلاق؟

الدكتورة بسمة محمود، إخصائية الصحة النفسية والباحثة في حقوق المرأة والطفل، أكدت أن هناك عدة أسباب لتزايد عدد حالات الطلاق في مصر، ولكن هناك سبب رئيسي وهو فشل العلاقة الجنسية بين الطرفين ومعظم المترددين على محاكم الأسرة يقولوا أسباب آخرى، مشيرة إلى أن 80% من حالات الطلاق بسبب اضطراب العلاقة الجنسية.

 

واستكملت الاخصائية النفسية، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" باقي الأسباب، مؤكدة أنها تتلخص في عدم مراعاة طبيعة اختلاف شخصية كل طرف، والتربية المختلفة لكل طرف، حب الامتلاك وفرض السيطرة، والتحكمات في العلاقة، الانانية في العلاقة، وان يكون كل شخص يسعى لاشباع احتياجاته فقط دون النظر للشخص الآخر، الازمة الاقتصادية الموجودة في مصر، لانها تؤثر في طبيعة المشكلات بين الازواج بسبب عدم توفير الاحتياجات الاساسية، إضافة إلى إدمان المخدرات وشرب الكحوليات وكذلك انتشار المواقع الاباحية، الذي يؤدي إلى سير العلاقة بطريقة غير صحيحة ومن ثم الطلاق.

 

وعن طرق مواجهة الظاهرة، قالت الدكتورة بسمة محمود أن هناك حلول وقائية وهناك حلول علاجية، الوقائية تتمثل في اختيار شخص مناسب وعدم النظر إلى المنظر والماديات فقط، والتعرف على طريقة التعامل في الحياة الزوجية، وإجبار الطرفين قبل كتابة عقد الزواج بعمل تقارير طبية عن حالتهم الجسدية والصحية والجنسية من أماكن موثوق فيها، وذلك لاكتشاف مدى صحة الزوج وتوضيح ما إذا يتعاطي المخدرات أم لأ وكذلك شرب الكحوليات، وكذلك معرفة وجود قصور جنسي أم لأ.

 

وكذلك يجب على كلا الطرفين أن يذهبوا لمكاتب استشارات زوجية، لأن مثل تلك المكاتب تعطي دورات تدريبية للأزواج لكيفية التعامل مع بعضهم البعض وكيفية تقبل الآخر وحل مشكلاتهم.

 

أما الحلول العلاجية فيتم اللجوء إليها بعد الزواج، وذلك من خلال حل المشكلات بالتفاهم والحوار وعدم ترك المشكلات من البداية حتى لا تتراكم إلى الحد الذي يؤدي إلى الطلاق والانفصال، إتخاذ هدنة قبل قرار الطلاق حتى يسمح لكل طرف أن يراجع نفسه، فضلً عن الاستعانة بمكاتب الاستشارات الزوجية قبل قرار الطلاق، حتى يحتكوا بأشخاص خارج العلاقة.