الحسين عموتة - أحيا الكاتيناتشيو.. ومزج بين واقعية ومَكر "جوارديولا وبوكيتينو" وأعطى الأهلي والبدري درسًا للزمان

الفجر الرياضي

الحسين عموتة
الحسين عموتة



وضع الحسين عموتة، المدير الفني لفريق الوداد البيضاوي المغربي، بصمة لا تُمحي في تاريخ الكرة الإفريقية، بعد تتويجه بطلًا لبطولة دوري أبطال إفريقيا رفقة وداد الأمة على حساب الأهلي المصري العريق، صاحب الرقم القياسي في التتويج بدوري الأبطال.



يمتاز عموتة بمرونة تكتيكية رائعة من القليل أن تجدها داخل القارة السمراء، فالمدرب المغربي جعل تكتيكه مزيجًا من خطط وتكتيكات كِبار مدربي العالم "جوارديولا، ساري، بوتشتينو، مورينيو، كونتي، مورينيو".



مرونة عموتة التكتيكية جعلت من الوداد فريقًا جمعيًا بدرجة "إمتياز"، فليس فريق النجم الأوحد، كما يحدث في فرق كبيرة داخل القارة، أو حتي على مستوي العالم كـ "رونالدو مع ريال مدريد" و "ميسي مع برشلونة"، وحتي مع "هاري كين مع توتنهام".



عموتة يعتمد في المقام الأول على تكتيك 4-3-3 والذي يتغير حسب مُتغيرات المباراة، بل أنه من المدربين القلائل الذي يقسمون المباراة على جزئيات، ففي مباراة ذهاب نهائي دوري الأبطال أمام الأهلي ببرج العرب، رأينا الوداد يلعب بتكتيك "جوارديولا" مع مانشستر سيتي (4-1-4-1)، مع الاعتماد على الضغط المُبكر على الخصم وعدم ترك أي مساحات.



وفي حالة الهجوم، فيعتمد عموتة على (4-3-3)، والاعتماد على الأظهرة والأجنحة بشكل كبير في إرباك حسابات الخصم وتشكيل خطورة كبري على دفاعاته، وهذا ما حدث في لقطة الهدف الوحيد الذي سجله أشرف بن شرقي في مباراة الإياب بالأسكندرية.



أمام في حالة الدفاع، فحدث ولا حرج، فعموتة أحيا مدرس (كاتيناتشيو) وهي المنظومة الدفاعية الإيطالية، التي ابتكرها النمساوي كارل رابان مدرب سيرفيت السويسري أبان فترة 1931 و 1935، والتي طوّرها بشكل كبير الإيطالي نيريو روكو مدرب ترييستينا، حيث اعتمد على تكتيكات في 1-4-4-1 أو 1-4-3-2 في الحالات الدفاعية أو ببساطة تكتيك (5-4-1)، وهو ما طبقه عموتة أمام الأهلي على جزئيات كثيرة في المباراة من الناحية الدفاعية.



ولمن يعرف عموتة جيدًا، فهو مدرب عاشق لمشاهدة المباريات الأوروبية ودراستها والتعلُم منها، ويبدو أن المدرب المغربي طبق تكتيك ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام الإنجليزي، أمام ريال مدريد الإسباني، في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن منافسات الجولة الرابعة من بطولة دوري أبطال أوروبا، وانتهت بفوز السبيرز بثلاثة أهداف مقابل هدف، حيث تمكن بوتشيتينو من خنق وتحجيم نجوم الفريق الملكي، فكما يقولون "قطع عنهم الماء والهواء في استاد ويمبلي".



وأستطاع عموتة أن يعطي حسام البدري درسًا له وللزمان في التكتيك الدفاعي والهجومي، وكيفية الضغط على الخصم وتجحيم خطورة نجومه، واللعب بشكل سريع، وتقسيم المباراة على مراحل وتنويع التكتيك أثناء سير المباراة، ومعرفة كيف تهديء اللعب ومتي تجعله يسير بسرعة، فالمدرب المميز هو الذي يعرف كيف يُسير المباراة حسب فكره لا حسب فكر مدرب الخصم.