عاصي الحلاني يغرد منفردا في سماء "الموسيقى العربية"

الفجر الفني

عاصي الحلاني
عاصي الحلاني


كانت ليلة لا تُنتسى، فبمجرد اعتلائه المسرح خفق كالطير محلقا في سماء دار الأوبرا المصرية، جالبًا معه سهرات بيروت الدافئة وليالي الأرز الساحرة، فالأوبرا المعروفة بالكلاسيكية والهدوء اصبحت في زلزال والسبب "عاصي الحلاني".

 

بدأ عاصي سهرته بأغنية "كبيرة يامصر" ويعلن دعمه الكامل لوطنه الثاني  في مواجهة الإرهاب، كما حرص على تقديم أغنية جديدة لها تُقدم لأول مرة بعنوان "نسايم حرية" ويقول فيها "يا نسايم حرية والفرحة مصرية الله يامصر الله ياعروسة بالطرحة".

 

ويشعل عاصي المسرح ويزلزله بأغنية "ست الستات يامصرية" ليرتفع صوت التصفيق والزغاريد التي ملأت جنبات المسرح، وجعل الجمهور يهيم في حالة من العشق مع "بحبك وبغار" وظلوا رددوا كلماتها معه لدرجة أنه قام بغنائها مرة أخرى.

 

وخلق حالة من البهجة والسعادة في "الهوا طاير" و "جن جنوني" حيث ترك الميكرفون وغنى معهم بصوته، ليجعل المقاعد تطير من أماكنها.

 

ولم تخلو الليلة من رقص الدبكة مع عازف الإيقاع، ليجعل الجميع يرقصون على نغماته ويُخرج الطاقة الحبيسة بداخلهم ويملؤها حماسًة، فكانت ليلة من ليالي العمر الذي لن يستطيع جمهور الحلاني وجمهور الأوبرا نسيانها.

 

ونجح عاصي في جعل كل الحاضرين نسيان آلامهم وأوجاعهم، ومايعانوه يوميًا في أعمالهم، ليسبحوا معه ويفيقوا على إنتهاء الحفل الذي لم يتمنى أحد أن ينتهي.


لقد استطاع الحلاني أن يثُبت أنه ملكًا على المسرح، بهدوئه يُدخل الجميع في حالة من الرومانسية والعشق، وبعنفوانه يُشعل المسرح ويزلزل الأرض من تحته، لقد كان عاصي بالأمس مثل طائر الكروان يغرد منفردًا في سماء مهرجان الموسيقى العربية.