"هاآريتس" تزعم وجود دور لإسرائيل فى بناء الجسر السعودى المصرى

العدو الصهيوني

الجسر السعودى _ المصرى
الجسر السعودى _ المصرى


قبل أيام قليلة، أعلن ولى العهد السعودى "محمد بن سلمان"، عن إقامة مدينة للتكنولوجيا الحديثة بتكلفة 500 مليار دولار، يمر من خلالها جسر عبر جزيرتى تيران وصنافير يربط بين مصر والسعودية.

وزعمت صحيفة هاآريتس الإسرائيلية، لإمكانية وجود دور إسرائيلى محورى فى بناء الجسر، الذى يربط بين المدينة الجديدة ويصل إلى مصر، ونقلت فى البداية ما نشرته صحيفة "بلومبرج" الأمريكية، التى ألمحت  قبل الإعلان عن المشروع أن السعودية ستشرع فى بناء جسر يربط بينها وبين القارة الأفريقية عبر البحر الأحمر. 

وأضافت نصاً "المشروع سيحتاج إلى تعاون إسرائيلى كبير ومن يدرى فربما تؤدى هذه المبادرة إلى بزوغ عصر جديد من العلاقات المتبادلة بين إسرائيل وجيرانها من العرب".

 وأوضح الباحث الإسرائيلى، "يورام ميطال" الذى يشغل منصب رئيس مركز "هرتزوج" لأبحاث الشرق الاوسط بجامعة بن جوريون أن تدخل إسرائيل فى المشروع يُعد أمر حتمى، مشيراً إلى أن إتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، نص على حرية حركة الملاحة الإسرائيلية فى مضيق تيران، والتى سيمر الجسر السعودى من فوقه.

وأضاف، قائلاً: "إعتقادى الشخصى وإعتقاد عدد كبير من الخبراء أن إقامة الجسر من شأنه أن يمس المصالح الإسرائيلية والقضية هنا ليست قضائية فحسب ولكن تجارية واقتصادية فجميع الصادرات الصينية لإسرائيل، تمر عبر هذا الطريق، ففى الوقت الذى يتم خلاله بناء الجسر هل ستتحرك وسائل الملاحة تحت السيادة والاوامر السعودية ؟هذا الامر لن يكون هيناً".

وتابع "لا توجد علاقات تربط  بين السعودية وإسرائيل، وغير مسموح للطائرات بالتحليق داخل المجال الجوى السعودى ولا يتم السماح أيضاً للسفن ,بالمرور داخل المياه الإقليمية السعودية وبعبارة أخرى مع كل هذا الكم من الحساسية لن يتم تنفيذ المشروع إلا على الأقل بعد إجراء تنسيق بين جميع الاطراف  مصر والسعودية وإسرائيل وهذا الأمر يُدار فى الخفاء وبسرية تامة وهو ما يجعل الأمر مثيراً للغاية فالأطراف الثلاثة يرون أن بناء الجسر سيعزز سُبل التحاور بينهم. 

كما أن الدول الثلاث تجمعهم أشياء مشتركة أخرى من ضمنها كونهم حلفاء الولايات المتحدة الكبار فى الشرق الاوسط، كما أن مسألة بناء الجسر على المضايق ستساعد الأطراف على تناول موضوعات أخرى هامة، من ضمنها الوقوف أمام التدخل الإيرانى المتزايد فى المنطقة وعلى الأخص داخل سوريا".

وأشار إلى أن مشروع الجسر الذى سيمتد لمسافة 10 كيلومترات أصبح مُتاحاً بعد نقل ملكية الجزيرتين للسعودية العام الماضى وتم فتح الأمر مُجدداً بعد إعلان "سلمان" _الرجل الأقوى فى السعودية حالياً_ عن مشروع المدينة التكنولوجية الجديدة، لافتاً أن محمد بن سلمان يقود خطة طموحة لعشرات السنوات القادمة ستحقق للسعودية نقلة اقتصادية كبرى، خلافاً لأبار البترول التى تمتلكها بوفره، مشيراً أن مشروع تكلفته 500 مليار دولار تستطيع فقط دولة مثل السعودية القيام به.
 
وتابع "ميطال"، أن الجزيرتين اللتان قرر الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي نقل ملكيتهما للسعودية، تقعان داخل أحد أضيق الممرات بالبحر الاحمر، ومنذ خمسينات القرن الماضى وهى تحت السيادة المصرية، وكأنتا سبب الخلاف الذى أدى إلى إندلاع حرب 1967.

وقبل 50 عاماً، أعلنت مصر عن غلق الملاحة أمام السفن الإسرائيلية، ولكن بعد هذه السنوات، أصبحتا سبباً فى مد جسور السلام بين إسرائيل، والسعودية _حسب زعمه.

ذكرت صحيفة "بلومبرج" الأمريكية، أن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يصدر أى تصريحات فى هذا الشأن، لكن بنيامين نتنياهو أكد فى أكثر من لقاء معه، أن العلاقات بين إسرائيل، والدول العربية السُنية المعتدلة تعيش أزهى مراحلها فى الوقت الحالى.