تفسير قوله تعالى: "هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه"

إسلاميات

هذا خلق الله فأروني
هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه


قال تعالى (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين) سورة لقمان مكية.

يخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الأية أنه إله كل شيء ويذكر للناس في هذه الأية كيف خلق كل شيء، وأن كل شيء خلق لعبادته، والذي ليس يصلح للعبادة غيره، ولا تجوز لغيره.

وهنا يقول الله تعالى اروني أيها المشركون ما تعبدون من دوني من الأوثان والأصنام والألهة ماذا خلقوا من دوني حتى عبدتوها من دوني و عصيتوني. 

(هذا خلق الله): أي كل ما خلق سبحانه وتعالى وكل دلائل عظمته من خلق السماوات والأرض، وخلق الانسان والدواب وسائر الخلائق والنبات. 

(فأروني ماذا خلق الذين من دونه): أروني ماذا خلق من دوني ما تعبدون من الأصنام والأوثان وغيرها ممن أشركتموه بالعبادة مع الله. 

(بل الظالمين في ضلال مبين): ان الذين يعبدون من دون الله أوثانا وأصناما لم تخلق شيئا وليست من الألوهة في شيء وليست جديرة بالعبادة إنما ظلموا أنفسهم وما عبدوها إلا ضلالا من أنفسهم، وهو أمر مبين: أي واضح لمن فكر فيه وتأمله وتفكر وتعقل فيه فيجد أنه ضلال وبعيد عن الهدى.

وفي قول أخر مبين: أي محيط بهم من كل جانب لا ترجى لهم معه هداية، كما قال سبحانه وتعالى: (إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) سورة الحج.