مليارات الصحة لم تشفع لمرضى الصعيد من "اللف كعب داير" بين المحافظات بحثا عن العلاج

محافظات

أحمد عماد الدين راضي
أحمد عماد الدين راضي - وزير الصحة


لم تشفع المليارات التي تنفقها وزارة الصحة، بإنشاء مستشفيات جديدة، وتطوير القديم منها، في جنوب الصعيد، من التخفيف عن كاهل المرضى وذويهم، و"اللف كعب داير"، بين مختلف المحافظات بحثًا عن العلاج، بسبب نقص بعض الأجهزة، والموارد البشرية المتخصصة.

وتكرارًا لمسلسل الإهمال بقطاع الصحة، شهدت حالة ولادة لسيدة مشاركة 7 مستشفيات بتحويلها من واحدة إلى أخرى، لتجوب 4 محافظات، لوضع جنينها، رغم الطفرة الكبيرة التي قامت بها وزارة الصحة من تجهيز وبناء مستشفيات جديدة بإجمالي 12 مليار ونصف على مستوى الجمهورية، منها ما يزيد على 3 مليارات بالصعيد.

التقت بوابة "الفجر" بأحد أهالي محافظة البحر الأحمر، ويدعى جمال مبارك، خلال تواجده في محافظة الأقصر، لفحص وعلاج نجلة شقيقه، "جهاد محمد"، ويقول جمال: عند ذهابها لوضع جنينها بمستشفى سفاجا في السابع من الشهر الجاري، بحسب الموعد المحدد لها، قاموا بإجراء تحليلات قبل دخولها للعمليات، واكتشفوا أن الصفائح الدموية منقوصة لديها، وعدم وجود فصيلتها، الأمر الذي أدى إلى تحويلها إلى مستشفى الغردقة العام، واكتشاف عدم وجود الصفائح بها أيضًا. 

وتابع مبارك: حولتنا مستشفى الغردقة العام إلى مستشفى قنا الجامعي التي يوجد بها جهاز لفصل الصفائح الدموية، ولكن لم نجد الفصيلة، لتقوم مستشفى الجامعة بتحويلنا إلى مستشفى قنا العام، وعدم الحصول على ما نحتاجه، ومنها قمنا بالذهاب إلى مستشفى خاص، لنجد نفس الشيء، ونصحونا بالذهاب إلى مستشفى الأقصر الدولي، التي تحتوي على هذا جهاز.

وأضاف: بوصولنا إلى مستشفى الأقصر الدولي بعد عناء كبير، وتكبدنا مبالغ مالية لتحركنا خلف ابنتنا بسيارات خاصة، فوجئنا بأن جهاز فصل الصفائح الدموية يعمل يومين فقط في الأسبوع، ولسوء الحظ أنه لا يعمل في الوقت الحالي، لعدم توافر عناصر بشرية كافية للعمل عليه، وأخبرتنا الطبيبة التي شخصت الحالة، بأنها طارئة ولا يمكن أن تنتظر حتى يعمل الجهاز، فلابد من نقلها على الفور إلى مستشفى أسيوط الجامعي، وهذا ما حدث بالفعل.

وبتواصل "الفجر" مع شقيق والد "جهاد" بعد وصولهم للمحافظة الرابعة، لمتابعة الموقف المتأزم الذي وضعوا فيه، أوضح "مبارك"، أنها وضعت جنينها بعد عدة ساعات من دخولها مستشفى أسيوط الجامعي.

والطريف في الموقف أن تلك السيدة بعد قيامها "باللف كعب داير" بين 4 محافظات، زارت خلالها 7 مستشفيات، في وقت استغرق ما يزيد على 24 ساعة، لسوء الحالة كما وصف الأطباء، وضعت جنينها في النهاية طبيعيًا، دون الحاجة إلى عملية قيصرية، أو صفائح دموية، الأمر الذي يؤكد نقص خبرة العوامل البشرية، بالإضافة إلى نقص الأجهزة، رغم ما تقوم به وزارة الصحة من تطوير للمستشفيات تكلفت المليارات من الجنيهات.

ومن جانبه، صرح مصدر طبي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، بأن جميع المستشفيات التي مرت عليها الحالة، لا تحاسب قانونيًا في حالة حدوث مكروه لمثل تلك الحالات، لافتًا إلى عدم توافر الإمكانيات المتاحة لإجراء العملية، وإخلاء المستشفى مسؤوليتها بتحويلها إلى أخرى.