خريطة تهريب الذهب من مصر للخارج

تولى الدولة المصرية حماية الثروات التعدينية بالصحراء الشرقية اهتمامًا كبيرًا، من خلال تكثيف عمليات التفتيش والدوريات الأمنية بالتنسيق مع قوات حرس الحدود، خاصة بعد زيادة عمليات تهريب الذهب والكوارتز إلى الخارج.

واستغل المهربون الظروف السياسية والأمنية التى تمر بها البلاد، إضافة لتجدد العمليات الإرهابية، رغم تحذيرات الجهات الأمنية بفرض عقوبات رادعة بحق المتورطين، تصل إلى السجن 10 أعوام، وتعددت طرق تهريب الذهب بحريًا وبريًا وجويًا.

وشهد مطار القاهرة عدة محاولات لتهريب كميات كبيرة من الذهب والفضة إلى دول عدة، أبرزها فى الخليج العربى، حيث تم ضبط 16 واقعة داخل مطار، ثم موانئ سفاجا والقصير بالبحر الأحمر، حيث تم ضبط 21 طن أحجار كوارتز ممزوجة بخام الذهب، على متن سيارة نصف نقل بمنطقة البيضة بمدينة القصير، خلال تهريبها لأسوان تمهيدًا لطحنها واستخراج الذهب الخام منها.

مصر تعتبر أكثر الدول الغنية بالثروات التعدينية، وتحديدًا فى منطقة الصحراء الشرقية، التى تمتد من الخط 22 وحتى منطقة مرسى علم، الغنية بخامات الذهب والفوسفات وغيرها، إلا أنها تعرضت مؤخرًا لعمليات سرقة منظمة، من خلال مافيا تهريب الخامات، وفى مقدمتها الذهب والكوارتز، التى تشتهر منطقة سويقات العرشة فى وسط الصحراء الشرقية به.

الصحراء الشرقية هى المنطقة الرئيسية لاستخراج خام الذهب فى مصر، حيث يوجد بها جبل السكرى ومنطقة حمش ووادى العلاقى، ويوجد بها أكثر من 120 منجما لاستخراج الذهب، ويقدر عدد العاملين فى الإنتاج والتنقيب عن الذهب بشركاته المختلفة حوالى 6 آلاف عامل، يمثلون 5 شركات، منها واحدة للإنتاج، وهى شركة السكرى.. التى يعمل بها أكثر من 4 آلاف عامل، بالإضافة إلى 4 شركات أخرى متخصصة فى عمليات البحث والتنقيب، وهي: «حمش، ألكسندر نوبيا، سان دبى، شلاتين»، ويعمل بكل منها 250 عاملا، بإجمالى ألف عامل.

ومؤخرا تأسست شركة شلاتين للذهب، التى أنتجت فعليا أول سبائك لها من خام الذهب الخالص التى تقدر بحوالى 2.5 كيلو جرام، من إنتاج ثلاثة مناجم داخل مناطق أسوان وشلاتين، من إجمالى 16 منجما من مناطق امتياز شركة شلاتين والتى تقدر بحوالى 1.4 من المساحة الإجمالية لمناطق الشركة المقدرة بـ14 ألف كيلو متر.

الجيولوجى فكرى يوسف، وكيل أول وزارة البترول لشئون الثروة المعدنية، قال إن الصحراء الشرقية غنية جدًا بالكوارتز، وقبل استخراجه لابد أن يخضع لتحاليل؛ لمعرفة نسب الذهب الموجودة به، والتى تختلف من صخرة لأخرى، حيث يحتوى طن الكوارتز الواحد على أكثر من جرامى ذهب، وأحيانا يزيد إلى 6 جرامات، وفقا لجودة الخامة التى تظهرها نتيجة تحليل العينات التى تقوم هيئة الثروة المعدنية بتحليلها.

واعترف يوسف، أن هناك عمليات تنجيم عشوائى منظمة، تقوم بها جماعات بعدة مناطق مختلفة بالصحراء الشرقية، بهدف البحث عن الذهب لطحنه ومن ثم تهريبه عبر الحدود من خلال البحر أو نهر النيل، والنيابة العامة مؤخرا ضبطت كميات كبيرة من خام الكوارتز وقامت بإرسالها إلى هيئة الثروة المعدنية للتعرف على احتوائها على ذهب من عدمه بعد شكها فى الحمولة التى كانت فى طريقها لميناء سفاجا.

وقال الجيولوجى عمر طعيمة، رئيس هيئة الثروة المعدنية السابق إن مافيا تهريب الذهب والثروات المعدنية من أحجار كريمة متمركزة فى مناطق «القصير، شلاتين، مرسى علم»، وهى المناطق التى يتواجد فيها «الدهابة» المصريون والسودانيون، مع العلم أن الدولة تتعامل خلال الفترة الحالية بشكل جدى مع هذا الملف، متمثلة فى حرس الحدود والجهات الأمنية، مؤكدا أننا فى حالة حرب غير معلنة.