نقاشات ومصارحات ثقافية عربية تنتهي بتأكيد وجود المرأة السعودية في الرواية

السعودية

بوابة الفجر


اتهمت الروائية السعودية "هيلانه الشيخ" وزارة الثقافة والإعلام في المملكة بأنها مُقصرة مع الروائيين، على الرغم من ورغم وصولهم إلى العالمية تقريبًا، مؤكدةً أن الروائي السعودي يمتلك اللغة، والخيال، والأفق، والثقافة.

وقالت "هيلانه": الروائي السعودي مكافح ويمتلك إرادة، كما أثبت الروائيون الشباب وجودهم أيضاً، حيث أصبح للمملكة دور في عالم الرواية، فالروائي السعودي من أكثر الروائيين الذين ينافسون على الجوائز في العالم العربي، ما يعني أنَ الرواية تستحق اهتماماً أكثر من وزارة الثقافة والإعلام، فقد أصبحت الرواية المنفذ لكل الإنتاج الأدبي من الشعر والقصص والخواطر، ومن خلالها تسرب تاريخ وثقافة المجتمع حيث لها تأثير مباشر وغير مباشر، والتأثير في الجيل والبنية وفي العمل العربي كله. حسبما جاء بصحيفة "سبق"

وأضافت: الرواية واجهةٌ لكل بلد والرواية يخلدها التاريخ أكثر من كتب التاريخ، والروائي يسلط الضوء على وطنه أمثال الروائية "أحلام مستغانمي" والتي أعطت للجزائر حضوراً بعمل روائي واحد، وهناك أسماء أخرى في الوطن العربي، حيث إنَ الرواية من أهم الأعمال الأدبية رغم أننا نهتم بالشعر أكثر وإهمالنا للرواية لكن لدينا روائيين مهمين والقادم أجمل وأقوى في عالم الرواية السعودية.

وأردفت: أصبح للرواية السعودية بصمة وفرضت نفسها رغم الكفاح الذي كان موجودًا عند الروائية والروائيين، وفي المملكة يُدعم الشعر وجميع الفنون ولكن الرواية لا تُدعم، ومع ذلك أثبتنا وجودنا كروائيين سعوديين، فنحن أول من نافس على البوكر من خلال الروائيين السعوديين أمثال عبده خال ورجاء عالم، وهما من الروائيين الذين لهم حضور وثِقل ليس بالكم ولكن بالنوع، رغم أن الوطن العربي كله يحتفي بالروائيين وهناك جوائز سنوية تُقدر الروائيين.

وعن روايتها "تموز والكرزة" قالت "هيلانه": الرواية تتكلم عن الرمزية والسريالية وبما أنني تشكيلية فكنت أحب أعمل مقتطفات من التاريخ والجغرافيا وأعمل خلطة أدبية مميزة، من خلال بطلة صحفية لها شخصية خيالية بين الرمزية والواقعية وخلط الكثير من الشعر والفن والموسيقى والجغرافيا ، واستشهدت بمواطن تاريخية مهمة وكثيرة في الإمارات وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وكنت أحرص على أن أسافر للأماكن التي أذكرها في الرواية، فالرواية عبارة عن رواية في بطن رواية فيها نوع من الطلاسم والتعجيز للناقد وكله تحدٍ للناقد على أساس فيها طلاسم ومقالات تاريخية واجتماعية وهي رواية جريئة، والمحور حول البطلة الصُحافية وهي إنسان وليس هي من واقع خليجي، وقد كتبت الرواية في القاهرة، واستحضرت شخصيات تاريخية سواء من الأموات أو الأحياء.

جاء ذلك من خلال ندوة نظمها الصالون الثقافي لجناح المملكة العربية السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بحضور عدد من المثقفين والأدباء والزوار، بعنوان "الفن الروائي الخليجي والعربي".
وشارك في الندوة الروائي العراقي شاكر نوري، والروائية السعودية هيلانة الشيخ، والروائية الإماراتية مريم الزعابي، وأدارَها مدير الشؤون الثقافية والمشرف على أنشطة الجناح السعودي الدكتور محمد المسعودي.

من جهته، تحدث الروائي العراقي شاكر نوري عن روايته "خاتون بغداد" وذكر أنها تتمحور حول شخصية مثيرة للجدل والتي دخلت العراق مع القوات البريطانية باعتبارها ضمن رواية "خاتون بغداد" التي هي مس غيرترود بيل، وهذه المرأة قدمت الكثير للعراق فقد قامت بتأسيس المتحف العراقي ومكتبة بغداد وحافظت على التراث العراقي ومن شدة حبها للعراق ماتت في العراق في عام 1926، وهي شخصية روائية.

وقال "نوري": بالنسبة لي هي ليست رواية تاريخية بل هي التخييل الروائي، وحاولت أن أكتب الرواية بطعمٍ خاص، وقد اعتمدت كثيراً على الوثائق، والرواية هي استحضار للتاريخ سواء كان ماضيًا أم حاضرًا أو مستقبلًا، وقد بذلت جهدًا كبيرًا في رصد الصراع المكنوز بالعواطف الممزوج بروح نابضة لامرأة عاشت التاريخ وعاشت في العراق بكل تفاصيل الحياة.

وأضاف: هناك ثورة في الرواية السعودية، وهناك كتابات غزيرة، وطبعًا لا ننسى كبار الكتاب السعوديين الذين أغنوا الرواية العربية بروايات لها وزنها وأهميتها الأدبية، نذكر منهم، عبده خال، ومحمد حسن علوان، وأحمد أبو دهمان، وكُتاب آخرون بنوا علمهم الروائي الحداثي وهناك سيلٌ من الروايات السعودية الآن خاصةً إقبال النساء على كتابة الرواية وهذا الإقبال تُرجم في إقبال دور النشر على نشر هذه الروايات وتوزيعها في المعارض وجعلها تصل إلى القارئ العربي في كل مكان، وهناك قفزات أخرى ستأتي بفضل الانفتاح في المملكة.

من جانبها قالت الروائية الإماراتية مريم الزعابي: تعتبر الرواية الإماراتية نموذجاً للحراك الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة وانتشرت الرواية بشكلٍ كبير في الفترة الأخيرة، ونلاحظ أن هناك عدداً كبيرًا من الروائيين والروائيات بشكلٍ هائل ومتطور.

وأضافت: بالنسبة لروايتي فهي تتحدث عن واقع المجتمع بذات نفسه وأخذت الجانب الروائي التاريخي، وروايتي الأخيرة المعروضة في معرض الكتاب الآن هي "بأي ذنبٍ قُتلت" هي رواية اجتماعية تتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين والعرب، ولكن التركيز أكثر كان على اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في الوطن العربي، والرواية تتحدث عن صحفية فلسطينية تكافح من أجل الحصول على الحرية وحلمها أن تصل إلى الكنسيت الإسرائيلي لتوصل صوت اللاجئ الفلسطيني والعربي وتطرح مطالبهم المحقة، وكذلك تتحدث الرواية عن النكبة.

وأردفت: لقد وظفت دراستي في التاريخ والآثار من خلال الرواية وهي نقلة بالنسبة لي فالروائي الذكي هو الذي يستطيع أن يحول الحدث التاريخي إلى رواية لكي يوصلها إلى الجمهور والعالم، وليس أن تكون الأحداث التاريخية مجرد عناوين وكتب ندرسها في الجامعات أو المدارس، ولقد حاولت أن أترجم ذلك من خلال الرواية وأصوغ الرواية وأتحدث من خلال الرواية.

وتابعت: تطورت الرواية السعودية في السنوات الأخيرة وبدأت تأخذ دورها في المشهد الثقافي وتأخذ مكانتها الواسعة في المشهد الثقافي الروائي الخليجي والعربي، كذلك أثارت الحراك الثقافي في المملكة ووجدت لها إقبالاً كبيراً جدًا لدى القراء والمهتمين في الأدب الروائي، وأصبحت تحتل المراكز الأولى في استفتاءات الكثير من المجلات الأدبية والصالونات الثقافية، وكذلك الندوات النقاشية التي تتحاور في مجال الرواية العربية والخليجية.