قصة بناء جسر بروكلين
يعد قصر بروكلين تحدي هندسي عظيم للتقنيات التي كانت في القرن الـ 19 م فكان جون شغوفًا للغاية لبناء هذا العمل، فمن هو "جون"؟، هو جون واشنطن، وهذا بعد رفض أقرانه المهندسون الخوض في هذه المغامرة، تمكن في نفس الوقت من إقناع ابنه البكر المهندس واشنطن للعمل معه.
وقام جون وواشنطن بإجراء مجموعة من الدراسات الأولية من قياساتٍ ومسحٍ وغيره، واستأجروا أيضاً فريق بناء ليبدأ العمل رسمياً بعدها بعام 1869م.
لسوء حظّ جون فقد دمر هذا الجسر حياة العائلة التي أنشأته، وفي أحد الأيام وأثناء عمل مسح للموقع إصبع قدم جون تحت جسم ثقيل ما توجب بتر قدمه ولكنه توفي بعدها بأربعة وعشرين يوم بمرض الكزاز إذ لم يتم تنظيف الجرح جيداً.
واستكمل الابن واشنطن مسيرة والده لتحقيق حلمه، ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن إذ تعرّض واشنطن ذو الحظ العاثر كوالده بعد عدّة شهور لحادث أثناء غطسه في مياه النهر لإيجاد حلّ لمشكلة بناء حامل كبير للجسر على عمق جيد في النهر، جعله هذا الحادث طريح الفراش مشلولاً مع لإصابةٍ في المخ منعته من الكلام والحركة.
إيملي زوجة واشنطن كانت المخلصة له، فلم تكن فقط الممرضة والطبيبة وحلقة الوصل له مع العالم؛ لأنّه كان لا يستطيع التواصل مع الناس إلّا بتحريك إصبعه، فكانت هي المترجم عنه.
كما أنها تعلمت الرياضيات المتقدّمة، وفنون الهندسة، وبناء الجسور بإشراف زوجها، وباشرت تنفيذ الخطوات اللازمة لإتمام بناء الجسر وحل مشكلة الحاملات الكبيرة له، وتمكنت من تحقيق حلم جون وزوجها واشنطن بعد أربعة عشر عامٍ من العمل أي سنة 1883م.
