"عبد الناصر" وتأميم الصحافة المصرية

منوعات

عبد الناصر - أرشيفية
عبد الناصر - أرشيفية


في عام 1960، قام الرئيس "جمال عبد الناصر" بتأميم الصحافة وأصبحت حكومية، ولها صلاحيات كتعيينها رؤساء التحرير وإقالتهم، وجاء هذا نتيجة إنفلات الصحافة وتدني المحتوى المنشور في هذا الوقت، فكان من وجهة نظره أن يحمي البيوت المصرية وينقي فكرها لكي لا تتمادى الصحف في ذلك. 

وفى اجتماع عبد الناصر بالصحفيين وقيادات الصحف بعد إعلان التأميم في 28 مايو قال: "لم يقصد بالقرار صحفا بعينها، وليس هدفنا أن نغتصب مباني من خمسة أو أحد عشر طابقا، لكن لأننا لابد أن نبني مجتمعا اشتراكيا متحررا من الاستغلال، وأن المجتمع الذي نود بناءه ليس مجتمع القاهرة، ولا مجتمع النادي الأهلي ولا نادي الزمالك ولا الجزيرة ولا سهرات الليل.. مش هي دي بلدنا، بلدنا مش كفر البطيخ، والناس اللي لابسة برانيط قش وبيجمعوا الأرز طول النهار ليعيشوا، بلدنا مهياش أبدا فلانة اتجوزت، وفلانة اتطلقت، ومصر ليست المطلقات في نادي الجزيرة.. مصر هي كفر البطيخ !".

ووجه عبد الناصر كلامه بحدة إلى الصحفيين قائلا: "أنتم كصحافة مجندون لخدمة البلد مش لخدمة ناس أبدا، واللي مش مؤمن بالمجتمع الاشتراكي التعاوني يقدر يقول أنا غير مؤمن، ويروح يقعد في بيته". 

وأضاف بأنه لايقبل أبدا أن تباع الصحف بالدعارة، كما هاجم مجلة صباح الخير لنشرها رسوما كاريكاتيرية للرسام حجازي، كما هاجم النكت والتعليقات الساخرة التي يظهر فيها الزوج مخدوعا، والزوجة تخبئ رجلا في الدولاب".

واجه قرار التأميم ترحيبا ومعارضة من الكتاب والصحفيين، وكتب بعض الكتاب في الصحف تمهيدا لهذا القانون، وكتب محمد حسنين هيكل مقالا تحت عنوان "حرية الرأى في الصحافة المصرية، شن فيه هجوما حادا على الصحافة واتهمها بأنها لم تستطع التخلص من كونها صحافة شخصية تعبر عن الرأي الخاص لملاكها ومحرريها فانحازت لحساب المرفهين وفشلت في التعبير عن الرأى العام لمجتمع بأكمله على اختلاف طبقاته.

كما هاجم علي أمين ما سماه انفلات بعض الكتاب وتصورهم أن الحرية تسمح لهم بأن يدوسوا مقدسات المجتمع والمثل العليا، كما كتب فتحي غانم بمجلة روز اليوسف يوم 14 مايو أي قبل التأميم بأيام، مقالا مؤكدا فيه حق الدولة في أن تتدخل لتوجيه حرية الرأي.

أما الاغلبية من الكتاب والصحفيين فكانت مؤيدة ومرحبة حتى أن أصحاب الصحف أنفسهم ومؤسسيها هم من أعلنوا فرحتهم بالقانون الذي اعتبروه خطوة لتنظيم الصحافة.