العلاقات المصرية التونسية.. توتر في الماضي.. وتطور بعهد "السيسي"

تقارير وحوارات

مصر وتونس
مصر وتونس



بالتزامن مع استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، الأحد، يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية، وذلك بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسئولين من الجانبين، لاستعراض آليات تنفيذ الاتفاقيات المشتركة، وتطوير التعاون بين البلدين، نسترجع تاريخ العلاقات المشتركة بينهم، والتي بدأت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
 
توتر العلاقات في عهد "عبد الناصر"
اتسمت العلاقات المصرية التونسية خلال ما يوصف بالحقبة الناصرية، بالتوتر منذ عام 1957، بعد لجوء المعارض التونسي صالح بن يوسف إلى مصر وإطلاق حركة معارضة ضد النظام التونسي. ولاحقًا، في العام 1965.

وازدادت العلاقات توترًا عقب خطاب بورقيبة الشهير في مدينة أريحا الفلسطينية، ودعوته إلى الحوار مع إسرائيل على أساس قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1948 ، واعتبر ذلك خروجا على الصف العربي.

وفي منتصف الستينيات كان يخوض جمال عبدالناصر صراع داخلي مع جماعة الإخوان المسلمين انتهى بالحكم باعدام القيادي الإخواني سيد قطب يوم 29 اغسطس 1966.
واستغل بورقيبة هذا الصراع في ظل خلافة مع عبدالناصر وأقام موكبا في أربعينية قطب كما شنت الصحف التونسية هجومًا على النظام المصري وعلى عبدالناصر شخصيًا.
 
انقطاع العلاقات في عهد "السادات"
أما في فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فقد كان توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل دافعًا للدول العربية لمقاطعة مصر سياسيا، وباستثناء سلطنة عمان، تبنت الدول العربية خيار المقاطعة ذلك، وهو ما ترتب عليه انتقال مقر جامعة الدولة العربية من القاهرة إلى تونس.
 
عودة العلاقات في عهد "مبارك"
وفي عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، أصاب الفتور العلاقات الثنائية بين البلدين في ذلك الوقت، بسبب اهتمام مصر بالمشكلات الداخلية على حساب القضايا العربية، حيث اتسم اهتمام القضايا العربية بما يسمى بـ"الواقعية السياسية" والتي لم تستطع ملاحقة الأحداث التي تحركها أطراف أخرى عربية وخارجية، ولكنها وبالرغم من ذلك اتسمت العلاقات السياسية بين مصر وتونس بالقوة والمتانة والتفاهم.
 
وعقدت في تونس يومي 6 و7 مارس 2007 أعمال الدورة العاشرة للجنة المتابعة والتشاور السياسي برئاسة وزيري خارجية البلدين، واستقبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي السيد الوزير خلال الزيارة، وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة كان لها أثر إيجابي ملموس على صعيد العلاقات الثنائية لا سيما أنها تمت بعد فترة انقطاع منذ عام 2001.
 
بينما مثلت اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيس الوزراء المصري الأسبق والوزير الأول التونسي الإطار الشامل المنظم للعلاقات بين البلدين، والتي كانت تعقد بشكل سنوي بالتبادل بين عاصمتي الدولتين، وكان آخرها في مصر يومي 30 يونيو و1 يوليو 2007.
 
تقارب العلاقات بعد ثورة يناير
وبعد قيام ثورة 25 يناير، شهدت العلاقات المصرية التونسية تقاربًا كبيرًا بعد الثورات، خاصة مع وصول كل من جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر، وكذلك وصول حركة نهضة تونس العبرة أيضا عن الإخوان المسلمين في تونس، ولعل زيارة الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي إلى مصر، كأول رئيس يزورها بعد رئاسة محمد مرسي، وقد أعلن المرزوقي أثناء تلك الزيارة أن تلك الزيارة هي زيارة مودة وتواصل ولم تسبقها ترتيبات رسمية أو تمهيد لها لعقد صفقات أو تفاهمات سياسية.
 
تطور ملحوظ في عهد "السيسي"
أما في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهدت العلاقات تطورًا ملحوظًا في مجال مكافحة الإرهاب، حيث انعقدت لجنة مصرية تونسية مشتركة برئاسة رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب ونظيره التونسي الحبيب الصيد في سبتمبر 2015 في تونس بهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
 
فيما وصل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى القاهرة في أول زيارة رسمية لمصر والتي استغرقت يومين واستقبله الرئيس السيسي بقصر الاتحادية، وعقد الرئيسان قمة مشتركة في قصر الاتحادية على هامش زيارة السبسي لمصر، ناقشا خلالها القضايا ذات الاهتمام المشترك.
 
كما استقبل "السيسي"، اليوم، الأحد، يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية، وتطرق اللقاء، إلى عدد من القضايا الإقليمية، حيث أكد الجانبان أهمية تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية لمواجهة التحديات غير المسبوقة التى تواجهها في الوقت الراهن، وعلى رأسها انتشار خطر الإرهاب والفكر المتطرف، والتي تتطلب العمل على ترسيخ وحدة الصف ونزع فتيل النزاعات الطائفية والمذهبية والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية.