بعد عشرات الأعوام.. انتهاء عمل لجنة تطوير منطقة القابوطي العشوائية تمهيداً لإعلان بورسعيد خالية من العشوائيات (صور)

محافظات

بوابة الفجر


بعد الانتهاء من منطقتي زرزارة وعزبة أبو عوف العشوائيتين لم يتبقي سوي منطقة القابوطي في حي الضواحي ومناطق عزبة الاصلاح وهاجوج والجنانين في حي الجنوب للانتهاء منها وإعلان محافظة بورسعيد خالية وآمنة تمامًا من المناطق العشوائية الوعد الذي قطعه اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد علي نفسه أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال زيارته الاولي للمحافظة في عيدها القومي الماضي 23 ديسمبر 2016.


وعقب مضي عشرات الأعوام علي مشكلة منطقة القابوطي العشوائية بمحافظة بورسعيد التي آرقت العديد من المحافظين الذين تعاقبوا علي المحافظة في محاولة لتطويرها بدأت منذ عام 1982 واستمرت حتي الآن.. انتهت أخيرا أعمال لجنة تطوير المنطقة ؛ حيث أصدر مؤخرًا اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد قرارا بإنتهاء أعمال اللجنة وتوقفها عن العمل فيما عدا مايتم احالته إليها من تكليفات تخص مشروع التطوير.


وأعلن السعيد رخا رئيس حي الضواحي ببورسعيد أنه جاء ذلك بناءا على المذكرة المقدمة منه بإنتهاء أعمال اللجنة ونجاحها فى تطوير أكبر منطقة عشوائية على مستوى الجمهورية والذى بدأ العمل بها منذ عام ١٩٨٢ وحتى الآن.


ولمن لا يعرف منطقة "القابوطي" أو قرية "الصيادين".. هي من أقدم المناطق العشوائية بمحافظة بورسعيد وربما من أقدمها على الإطلاق على مستوى الجمهورية؛ حيث خرجت القرية للوجود مع بدء حفر قناة السويس وسكنتها عائلات من قرى أخرى مجاورة عملت معظمها في حرفة الصيد.

ومثل الآلاف من القرى البسيطة عاشت تلك الأسر والعائلات داخل منازل تكونت من طابق واحد أو طابقين على الأكثر أقيمت من الأخشاب البسيطة أشبه بالأكواخ الفقيرة منها إلى المنازل، ولم تتمتع القرية وقتها بأي مرافق أو خدمات بل ظلت مثلها مثل آلاف القرى محرومة من أبسط المرافق والخدمات الأساسية ومع التحول الكبير الذي طال محافظه بورسعيد خاصة مع منتصف السبعينات وتحولها إلى منطقه حرة وحدوث رواج اقتصادي وعمراني بها إلا انه ظلت قرية القابوطى على الهامش تراوح مكانها كأنها منبتة الصلة بالمحافظة الأم وظلت محرومة من الخدمات والمرافق ولم تصل إليها يد التغيير أو التطوير طوال عقود من الزمن.

وترجع تسميتها ككل التسميات الشعبية القديمة اختلفت تفسيرات اسم "القابوطي" الذي أصبح عنوانًا على القرية؛ فمن قائل بأنه كان يخص شخصا ناضل وجود الفرنسيين والأجانب حال قدومهم إلى المنطقة للهيمنة عليها وعلى مصر بحجة شق قناة السويس، ومن قائل بأن التسمية تحريف لشخص طيب اسمه الشيخ "الخربوطى"، ومن زعم أن التسمية أصلها انجليزي وأنها مشتقة من "كاب بووت" لأنها كانت مكانًا أو ميناءً لتجميع القوارب فصار قابوط ثم قابوطى. على أية حال فى القرية مقام صغير المساحة فقير الجمال يعتقد الأهالي أنه يضم رفات مؤسس قريتهم ومانحها اسمها.

وهناك من يقول إن وجود القابوطى أسبق من وجود بورسعيد، لكن وقوعها بين الضفة الشمالية لقناة الرسوة (الصناعية) التي تصل بين بحيرة المنزلة وقناة السويس، والصفة الغربية للقنال الداخلي (الصناعي) الواصل إلى قلب بورسعيد، والضفة الشرقية للسان الملاحي (الصناعي) المشقوق شقا فى بحيرة المنزلة ليصل بورسعيد بقرى ومدن الدقهلية ودمياط، أمر يستدعى التشكك من صحة هذا القول.. الأفضل من رأيى القول بأن "القابوطى" تجمع سكاني شعبي عشوائي قديم أساسه الاقتصادي صيد الأسماك.


وتبلغ مساحتها 280 ألف مترا، ومن أشهر مناطقها السلاطية و"اللبانة" هي المكان الذي يسكنه رعاة البقر والجاموس، والتسمية تدل على مهنتهم. من فرط أزمة الإسكان زاحم الآخرون اللبانة فى منطقتهم، وأقبل الفقراء على "القابوطى" كلها، والأسر المقيمة فيها بصفة أصيلة تناسلت جيلًا بعد جيل، فصار المكان أكبر تجمع سكنى عشوائي بمحافظة بورسعيد.

وهناك من يستغل فقر ومعاناة أهل المنطقة وعجز الإدارة المحلية عن حل مشكلاتها لحصد المكاسب السياسية، فى ترجمة عملية للمقولة الشهيرة "مصائب قوم عند قوم فوائد".

وعدد سكان القرية أكثر من 43 ألف مواطن أي قرابة الخمسين ألف نسمة ومساحتها تقدر بحوالي 4 كيلو متر مربع ويعمل الغالبية الكبرى من سكانها بحرفة صيد الأسماك (90%) من السكان حيث تقوده مباشرة إلى بحيرة المنزلة.

ومن المشاكل التي يعانى منها سكان تلك المنطقة عدم وجود شبكة للصرف الصحى تغطى المنازل التي أقيم بعضها بصورة عشوائية من الخشب والصفيح ولم تتمكن خطة التطوير للوصول اليها مما أدى الى غرقها في بحر من مياه المجارى والصرف الصحي، ومن المشاكل التى يعانى منها الصيادين بتلك القرية تلوث بحيرة المنزلة بسبب إلقاء مخلفات الصرف الصحي والزراعي والصناعي بها مما أدى إلى نفوق الأسماك ناهيك عن تلوث الحي منها (مخلفات الرصاص) كما أدى هذا التلوث إلى إصابة العديد من الأهالي بأمراض الفشل الكلوي والتهاب الكبد ونتيجة مشاكل البحر لجأ بعض الأهالي إلى عمليات تهريب البضائع المستوردة.


ويوجد بالمنطقة مركز شباب القابوطى المقام على مساحة 6 أفدنة ووحدة صحية وجمعية اهلية تابعة للشئون الاجتماعية وعدد من المدارس.
أما مشروع تطوير "القابوطي" فمع مرور الوقت والزمن تهالكت المنازل والبلوكات وفي العام 1982تم إدراج المنطقة ضمن المشروع القومي لتطوير العشوائيات حيث تم تشكيل العديد من اللجان لتطوير المنطقة وعلى الرغم من الجهود التي بذلت من قبل تلك اللجان لمده تصل إلى الـ 40 عاما إلا أنها لم تأتى بالنتيجة المرجوة منها في عملية التطوير.

وظل الأمر معلقا إلى أن تم تشكيل اللجنة الحالية برئاسة السعيد رخا رئيس حي الضواحي ورئيس لجنه تطوير "القابوطى" وهو احد أبناء "القابوطى" وتربطه صلات وثيقة بعائلاتها وأبنائها وظلت هذه اللجنة تعمل منذ ما يقرب من العام للانتهاء من هذا الملف الذي أوشك على الانتهاء تماما.

وحول هذا الملف قال "السعيد رخا" رئيس حى الضواحي، ورئيس لجنة التطوير، إن اللجنة في بداية عملها قامت بحصر عدد 19 بلوكا ضمن مشروع التطوير الذي بدأ فى العام 1982م مشيرا الي أن اللجنة بدأت عملها في يناير 2016م موضحًا أن حجم الإنجازات التي حققتها تجاوز مجمل الإنجازات للجان السابقة ؛ حيث اعتمد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد كافة الاحقيات فى الوحدات السكنية وقطع الأراضي وتم أجراء القرعات العلنية على هذه الاحقيات بحضور أهالي القابوطى وسط شفافية تامة وحياد من قبل اللجنة شهد به الجميع.

وأشار إلى أن اللجنة الحالية انتهت حتى الآن من تطوير ما يزيد عن 98 % من هذه البلوكات يمثلون الكتلة الأساسية للمنطقة ؛ مؤكدًا انه مع بداية توليه المهمة بالحي فى شهر سبتمبر عام 2015 وبتوجيهات محافظ بورسعيد تم اتخاذ قرار جرئ وحاسم باقتحام هذه المشكلة التي ظلت تراوح مكانها طيلة أربعين عاما وتم الاتجار بها سياسيا ودينيا ؛ حيث تم تشكيل لجنة من المحافظ لبدء عمليه التطوير التي كانت نسبتها لا تتجاوز 25% من حجم المنطقة بالكامل، وتم على الفور عقب تشكيل اللجنة وضع خطه لتطوير المنطقة تباعا على مراحل ثلاث بدأت بتطوير البلوكات رقم ( 8 و9و10و5و5او6)، وبواقى بلوكات (4و3و13و14و11و12و15 ) ؛ كما تم تسكين أصحاب هذه البلوكات فى عدة مشروعات منها مشروع ال9 عمارات بمنطقه اللبانة ومشروع ال 18 عماره بمنطقه الرحاب وغيرها من المشروعات الأخرى مضيفا أن كل هذه المراحل شهدت إجراء قرعات علنية لتخصيص هذه الوحدات لأصحابها ضمانا لتحقيق الحياد والشفافية من قبل اللجنة.

وأوضح رئيس الضواحي، أننا انتهينا من تسكين مشروع ال 9 عمارات بإجمالي 216 وحدة سكنية بمنطقة اللبانة من أهالي القابوطي ممن لم يتسلموا قطع أراضي، كما تم الانتهاء من تنفيذ إنشاء 18 عمارة سكنية لتظلمات المنطقة بإجمالي 432 وحدة سكنية بمنطقة الأمل الجديد وتم بالفعل تسكين هذه الوحدات لأصحاب الاحقيات وجار حاليا الانتهاء من استكمال توصيل المرافق لها وتسكين باقي الوحدات تباعا بعد الانتهاء من إجراءات استكمال أوراق أصحاب الاحقيات.

وأشار إلى أن الدولة أولت اهتمامًا خاصًا بالبنية التحتية من صرف صحي ومياه الشرب، غاز، كهرباء ؛ حيث اتخذت خطوات واسعة أهمها إنشاء أكبر مشروع للصرف الصحي لتوصيل الصرف للمناطق المحرومة وهي بلوك ( 2 17ب – والمناطق الخلفية من محطة التسمين – وبعض الأجزاء الموجودة ببلوك 10)، وقمنا بتوصيل مياه الشرب لبلوك 15 و16 لتهالك الخطوط بهم بالتنسيق مع الشركة القابضة للصرف الصحي ومياه الشرب، وأدخلنا من خلال الخطة الاستثمارية لهذا العام الغاز لبلوك 19 والكهرباء لبلوك 18 وسيتم استكمال أعمال الرصف للمنطقة.